fbpx
“إن وراء ( التبّة ) ما وراءها” !

 

يا خالد الرويشان لم يقل السيد أنور عشقي إلا أقل مما يقوله منذ 94 أهل الجنوب الأحرار الذين سامهم نظام سيدك عفاش وحلفاؤه سوء العذاب. لا نطلب انفصالاً ولسنا أقلية ولم نكن محافظة يوما من محافظات بلدك العظيم الذي هو حر في اختيار من يحكمه ولا وصاية لأحد عليه.

كفى عتهاً يا رويشان، فنحن شعب حر كانت لدولته المستقلة سفارات في أنحاء العالم، ولها مقعدها في الأمم المتحدة والجامعة العربية والهيئات الدولية. وسوف ترفرف راية استقلالها ذات يوم وشيك على مساحة تقدّر ب (360.133) ألف كيلومتر مربع، فهل تتفرغون – يا أخي – لإدارة شؤون وطن صغير جميل على مساحة تقدر ب (195) ألف كيلومتر مربع، لكنه سيغدو كبيراً كلما أخلصتم له بمواجهة مشاكله الحقيقية، وأظن أنكم قادرون، بدلاً من التعكز على أدوات جنوبية لا قيمة لها لديكم إلا بقدر ما تقدمه من خدمات مأجورة، لكنها لا تنفعنا ولا تنفعكم، والضحية في المبتدأ والمنتهى هو الإنسان!.

قليلاً من الواقعية لترى أن عاصمتك الآن (مُكهنتة) وأنت مشغول ببلد لا يريد شعبه وحدة معكم، ليس عن بطرة أو عنصرية ولا كراهية – معاذ الله – ولكن لأن لا مستقبل ممكناً لإدارة رشيدة لأي اتحاد معكم، للأسف الشديد. و تجريب المجرّب جرَب.

أما التاريخ فلكل منا تاريخه، مثل كل شعوب العالم، فلا تحدثنا عن ماضي (التبابعة والأقيال) فذاك من صنع الأسلاف، بكل ما له وما عليه، فهلا حدثتنا عن حاضر الأجيال البائس الذي أوصلتم فيه الكل إلى الحضيض الأسفل، وما زلتم – للأسف – تدورون حول مجرّات خرافية؟!

أما (التبابعة) فلم تبقوا منهم إلا حديث “التباب”، حتى صار كل “تبّع” لا يعني سوى “تبّة”، وحتى تم تحوير المثل فقيل، وصفاً لغموض ما يجري:”إن وراء (التبّة) ما وراءها”.