fbpx
أحور .. مدينة منحت الحب ولم تحصل عليه ؟؟
عشقت الحياة ومنحت الحب والسلام بسخاء وكرم حاتمي لايضاهى.
ولدت لتحب فقط وتهب الحب لمن بادلها مشاعر الحب وعاشت تمنح العشق لمن هام عشقا فيها.
نشأت وترعرعت في حضن المروج والحقول الخضراء وبين ذراعي البحر والجبل كفاتنة تلفت الأنظار وتسبب الألباب وتقتحم القلوب وتسكن حناياها دون أذن.
شربت من نهل المدنية والسلام والتنوع الاجتماعي حتى رويت، وأستلهمت من طبيعة الارض حب الخير ومنحه لمن بادلها مشاعره.
مدينة التقوى العامرة ببيوت الله والتي تتطاول مآذنها في فراغ السماء وتصدح من نوافذها وشرفاتها تكبيرات الاذان واناشيد حب الله ورسوله وصحابته الاخيار.
أفسحت للتعليم أكبر مساحة في جغرافيتها وفتحت صدرها وقلبها قبل مدارسها ومعاهدها لطلاب العلم وأرضعتهم من عصارة فكر علمائها وكوادرها التعليمية وثدي صروحها العلمية علوما تزودو بها في مسيرهم على دروب الحياة وتسلحو بها لمواجهة مشاكلها ومصاعبها.
بين ثناياها أستوطن الحب كيف لا؟ وقلوب أهاليها ممتلئه وعامرة به .
وفي حناياها تمدد الرزق الوفير فجعلته متاحا للإنسان والحيوان والطير .
في حياضها وجدت ديار العلم وعلى ترابها وجد رواده الذين فتحوا قلوبهم وصدورهم قبل مدارسهم ومعاهدهم ومراكزهم واربطتهم العلمية.
من لدنها خرج إلى نور الحياة رجالا علمو ماتعلموه ونشرو تعاليم ديننا الاسلام في كل المعمورة.
رجالا أدمنو فعل الخير وإصلاح ذات البين وهامو غراما في خدمة الآخرين ، مسخرون حياتهم واموالهم لذلك .
هي مدينة لها في كتب التاريخ صفحات متعدده ، وفي ذاكرة الزمان وجود لايمحوه سؤ الحاضر ورداءة الواقع.
مساحات ارض واسعة خضراء تلتف حول خصرها ، أرض طيبة معطاء تخرج ما في جوفها طعاما لذيذا ، وحقول تنبت سنابل تتمايل على نغم نسمات البحر تناجي احبائها أنني هناء ولدت لكم ومن أجلكم.
أرض شاسعة تحتضن أبار متدفقه مياه عذبه تطفي نيران شوق الارض وتروي عطش الانسان والماشية.
في حقولها جداول مياه تداعب جسد الاعشاب والحشائش الملتصقه بجانبيها وقنوات ري عتيقة تشكل حضنا واسعا لكرم الأودية وسورا منيعا يحمي المدينة.
هي مدينة تقبع في خانة أكبر وأعظم مدن الوطن شكلت ثقلا إجتماعيا وحضاريا في الماضي وحاضرا تشكل مساحة نقشت خطوط خريطتها حقيقة التاريخ وواقع الجغرافيا التي لا يمكن تجاهلها حتى ولو قسوة الحاضر وجهل ولاة أمر البلاد والعباد حاولوا تجاهل تلك الحقائق الملتصقة بذاكرة الزمان وجداريات المكان.
هي واحدة من مداميك أبين الكبيرة التي ترتكز عليها كلما هبت رياح المراحل الصعبة على جسدها المنهك بجروح الصراع وقسوة ونكران الابناء.
مدماك أسند أبين طويلا وحافظ عليها من السقوط بفعل قوة رياح منعطفات التاريخ ومرارة صراعها.
هي أحور حاضرة أبين وبوابتها الشرقية ومنبع خيرها ومصدر رزق أهلها.
أحور رغم أهميتها على كافة الأصعدة لم تنل ماتستحقه من حب واهتمام ورعاية من قبل ولاة أمرها،
عانت طويلا أسيرة التجاهل والتهميش على مستوي الارض والانسان ولم تبادلها زنجبار وعدن وصنعاء نفس مشاعر الحب التي تحتفظ به أحور لهن في قلبها وقلوب أبنائها.
أحور اليوم تعيش وضعا هو الأسوى في تاريخها الطويل تقريبا.
فمظاهر البؤس بادية بجلاء على محياء أبنائها وعلى ملامحها كمدينة كبيرة وعريقة .
أحور اليوم بحاجه الى لمسة حنان تربت على كتفيها لتشعرها بالحب والأمان.
بحاجة إلى رجال من أبنائها يلتفون حولها لينتشلوها من مستنقع البؤس الواقعه فيه منذ سنوات طويلة مضت وماتزال.
بحاجة إلى سلطة محلية ومحافظ يعرف الكثير من تفاصيل ماضيها وتاريخها الثقافي والاقتصادي والنضالي ويعي ويدرك أهميتها اليوم لأبين وللجنوب وللمستقبل ايضا.
فمتى ياترى نشاهد ذلك الرجل الذي يوجه بوصلة اهتمامه صوب أحور ؟