fbpx
حصاد  2017  تطورات سياسية جنوباً وفشل مستمر شمالاً، الجنوبيون يشكلون الانتقالي والشرعية تترنح
شارك الخبر

 

يافع نيوز – القسم السياسي

  • – انجازات الجنوبيين على الأرض أبرزت قوات جنوبية لا يستهان، باتت مؤهلة وتفرض سيطرتها على الأرض، وقادرة على مكافحة الارهاب، وحققت انتصارات في اراضي الشمال.
  • – تشكيل المجلس الانتقالي الجنوب كان حدثاً بارزاً في 2017، والشرعية واصلت فك ارتباطها بالجنوب.
  • – في عام 2017 انكشفت صورة الفساد داخل حكومة بن دغر بشكل فضيع وشكل ذلك الفشل والفساد للحكومة ضربة قاصمة لسير الأوضاع في اليمن شمالاً او في الجنوب، والمفلحي اثبت فساد الحكومة وطالب بمحاسبتها.
  • – جولات عديدة شملت السعودية والإمارات وعمان وصنعاء وعدن ، وجلسات عديدة لمجلس الأمن وإحاطات قدمها ولد الشيخ، انتهت في مهدها ولم يتحقق أي شيء من المسار السياسي في اليمن، فالحرب مستمرة وازدادت ضراوة منذ بداية العام 2017 وحتى نهايته.
  • – في عام 2017 كان الحدث البارز قتل الحوثيين لحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

تتوالى السنوات تباعاً، فتذهب سنة وتأتي أخرى، في دوران زماني يكرر نفسه ضمن مشهد لا تزال فيه المعاناة مستمرة والتدافع متواصل، دون أن تتغير ظروف الناس ومعيشتهم، بل انها تزداد للأسوأ مع وجود سلطة لا تكترث للمعاناة  التي يعانيها الشعب في ظل حرب مستمرة تأكل الأخضر واليابس.

سنة 2017 مضت هي الاخرى ببرود، لم تتزحزح المعاناة ولم تندمل الجراح، بل ان أدميت كثيراً نتيجة الفشل المتلاحق الذي صار منهج حياة لدى مسؤولي الشرعية وبقية اطراف الصراع التي حولت البلد الى انهارا من الدماء سعياً لتحقيق رغباتها في الحكم والتسلط.

” يافع نيوز ” خصصت ملفها لهذا العدد، عن حصاد 2017 وما جرى فيه من احداث وتطورات، تستعرضه في هذا التقرير.

كانت بداية جامدة ذات مشهد معقد ينبئ بتطورات دراماتيكية مركبة، في ظل حرب مستمرة وفشل مستمرة للسلطة الشرعية وحكومتها من جهة، وفشل مستمر للمجتمع الدولي في إيقاف حرب اليمن التي تنزف فيها الدماء بكل شبر من اليمن شمالا وجنوباً.

ورغم ذلك شهد 2017 تطورات ايجابية وأخرى سلبية فيما يخص الجنوب وقضيته، وتواصلت التطورات على المستويين الميداني الامني والسياسي، وحقق الجنوب انتصارات كبيرة على في مستوى مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار.

 

*أمن الجنوب 2017:

مع بداية 2017 بدأت الأمور الامنية أكثر تنظيماً، وواصلت الأجهزة الأمنية في الجنوب وبدعم التحالف العربي خاصة الامارات العربية المتحدة تحقيق الانتصار تلو الانتصار، في تثبيت الأمن والاستقرار من ناحية ومحاربة الإرهاب ودحره من ناحية آخري.

وبمختلف تكويناتها بما فيها الأمن والحزام الأمني وقوات النخبة ، تمكن الأمن الجنوبي من تحقيق استقرار أمني كبير في محافظات الجنوب، إذ اصبحت العاصمة الجنوبية عدن أكثر أمناً واستقراراً رغم محاولة بعض الجهات السياسية المرتبطة بطرفي الشرعية والحوثيين وصالح، افتعال اختلال أمنية من خلال دعم الإرهاب وتسهيل أنشطته الا انها عمليات محدودة لم تؤثر في السياق الأمني.

وأثبتت الأجهزة الامنية بعدن وقوات الحزام الأمني قدرتها على مكافحة الإرهاب، مواصلة في تعزيز الأمن والاستقرار والقبض على العديد من القيادات الإرهابية.

وفي لحج سجلت أجهزة الأمن الجنوبية المدعومة بالتحالف، نجاحات متواصلة في فكفكة الجماعات والخلايا الإرهابية والقبض عليها ومصادرة أسلحة ضخمة كانت تخبئها في صحاري ومزارع لحج.

وفي أبين تمكنت قوات الحزام الأمني تحقيق الانتصارات الأمنية على الجماعات الإرهابية وتمكنت مؤخرا من تطهير مديرية المحفد من الإرهاب هي آخر معاقل التنظيمات الارهابية.

وكان لقوات النخبة في حضرموت دور بارز وإسهام كبير وبدعم التحالف وعلى وجه الخصوص الإمارات من دحر الجماعات الإرهابية من مدينة المكلا التي كانت مسيطرة على المدينة ، والى جانب قوات المنطقة الثانية عملت على تثبيت الأمن والاستقرار في حضرموت الساحل ولاحقة العناصر الإرهابية.

 

إلى ذلك وفي محافظة شبوة لعبت قوات النخبة الشبوانية دورا مميزا في تثبيت الأمن والاستقرار في العديد من مديريات المحافظة ، وعملت على حماية الخط الدولي من المتقطعين ، وكذلك ملاحقة ومحاربة الجماعات الإرهابية.

 

وهذه الإنجازات التي تحققت على الأرض أبرزت قوات جنوبية لا يستهان ، باتت مؤهلة وتفرض سيطرتها على الأرض ، ولعل ما تحقق من انتصارات على يد هذه القوات يمهد الطريق أمامها سيما الحزام الأمني والنخبة لكي تكون قوات خاصة لمكافحة الإرهاب ، وما هو مطلوب هو مزيدا من التأهيل والتطوير من قدراتها القتالية والتسليح حتى تكون صمام امان حماية الجنوب والمنطقة بأسرها من آفة الإرهاب.

 

بمقابل ذلك لم تقدم حكومة الشرعية أي شيء يذكر  من اجل امن واستقرار محافظات الجنوب المحررة، بل ان الحكومة شكلت مصدراً لتهديد الامن والاستقرار وتغذية الصراع والخلافات وافتعال وتشجيع المخربين والمسلحين.

وشكل غياب وزارة الداخلية عن دورها، أبرز ما يمكن رصده في العام 2017، اذ اختفت أنشطة هذه الوزارة تجاه الأمن، وكل ما تحقق من امن واستقرار هو بدعم وتمويل دولة الامارات ضمن عمل التحالف العربي في اليمن والجنوب بشكل خاص.

*الجنوب سياسيا في 2017:

وعلى المستوى السياسي حدث في 2017 احداثا سياسية هامة، تمثلت بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي بتفويض شعبي للقائد البارز عيدروس الزبيدي في قيادة وتشكيل القيادة السياسية الجنوبية.

وبداية من قرار هادي في اقالة ابرز قائدين للمقاومة الجنوبية من منصبيهما، كإعلان رسمي من شرعية هادي بفض الشراكة المرحلية بين الجنوب والشرعية، أعلن هادي في 27 ابريل 2017 قرارين بإقالة محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي الذي عادت في عهده عدن الى روحها واستقرارها وأمنها، وفي نفس القرار اصدر هادي قرار بإقالة وزير الدولة هاني بن بريك وإحالته للتحقيق، وهما القراران اللذين احدثا سخطاً واسعاً وكانا بداية للدخول في مرحلة جنوبية جديدة.

شهدت عدن موجة احتجاجات واسعة، استمرت اياماً، ليتم الاعلان عن يوم 4 مايو كيوماً تاريخياً في مسار الثورة الجنوبية، حيث شهدت عدن مليونية شعبية ضخمة، تم خلالها إعلان تأريخي سمي ( إعلان عدن التأريخي ) وفيه تم تفويض القائد الزبيدي بتشكيل القيادة السياسية الجنوبية.

تطورات متسارعة شهدها الجنوب، حيث اعلن الزبيدي بعد ايام من التفويض، وبالتحديد يوم 11 مايو 2017 عن تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسته، ليخرج شعب الجنوب بعد ايام منه بمليونية جديدة هي الثانية في أسبوعين معلناً موافقته على اختيار الزبيدي للقيادة الجنوبية .

تواصلت أعمال المجلس الانتقالي السياسية، وتم تسمية رؤوسا الدوائر، وصولا الى إعلان الجمعية الوطنية للمجلس يوم 30 نوفمبر خلال احتفالات شعب الجنوب.

يوم 29  يونيو 2017 اصدر  يصدر قرارات بإقالة ثلاثة محافظين جنوبيين، من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي هما محافظي حضرموت وشبوة وسقطرى، مؤكداً بذلك فض الشراكة بين الشرعية والجنوب، وأستكمل هادي قراراته يوم 24 ديسمبر الجاري باقالة محافظي الضالع ولحج، ووزير النقل المنتمين للمجلس الانتقالي ايضاً.

وبهذا يكون هادي قد أنهى كاملاً شركة الشرعية بالجنوب، وأصبح كل طرف يعمل على حده، ويسير لتحقيق اهدافه، غير ان شرعية هادي عاجزة وفاشلة ولا تمتلك أي حضور شعبي في الجنوب ولديها مشكلة في الشمال لا تزال قوات الشرعية ممثلة بالإخوان المسلمين  عاجزة عن تحقيق أي انتصارات. فيما المجلس الانتقالي الجنوبي يخطو بثبات نحو أهدافه السياسية ويمتلك قاعدة شعبية جنوبية واسعة.

 

ومن انشطة المجلس الانتقالي خلال عام 2017، هو اجماع الجمعية الوطنية كأول اجتماع لها يوم 23 ديسمبر 2017م، معلنة بداية مرحلة جديدة في تعزيز مسيرة المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

 

*حكومة بن دغر والخدمات بالجنوب في 2017:

منذ دخول العام 2017 تواصل فشل حكومة الشرعية التي يرأسها د. احمد عبيد بن دغر، وأضحت تلك الحكومة كمشكلة حقيقية تعيق نهوض الجنوب ومعالجة ملفات ما بعد الحرب .

ازدادت ازمة المشتقات النفطية واصبحت معضلة تؤرق المواطنين ولا تزال مستمرة حتى اليوم، فضلا عن فشل تلك الحكومة بمعالجة ملف الخدمات لاسيما الكهرباء والمياه والصرف الصحي ودفع رواتب الموظفين والمتقاعدين.

منذ دخول عام 2017 وحتى نهايته اليوم، لا يزال الالاف من الموظفين والمتقاعدين لم يجدوا رواتبهم وما يسدون به رمق عيش اولادهم، رغم تلقي الحكومة اموالاً طائلة من العملة اليمنية المطبوعة في روسيا والتي وصلت منها حتى الان الى الحكومة (500 مليار ريال ) بحسب مصادر بالبنك المركزي اليمني.

ورغم ذلك تواصلت المعاناة، وتواصل انهيار الخدمات، وفي مقدمتها الكهرباء والتي وصلت في العاصمة عدن وعدد من محافظات الجنوب المحرر، الى مرحلة الشلل التام خلال العام 2017، حيث تعددت مشاكلها بسبب تعمد الحكومة والتجار النافذين عدم تزويد محاطات الكهرباء بمخصصاتها من المشتقات النفطية وكذا تعطيل متعمد واخراج المولدات عن الخدمة.

ووصلت انطفاءات الكهرباء في النصف الثاني  من العام 2017 الى مرحلة لم تصل اليها عدن في تأريخها، اذ بلغت الانطفاءات ما يزيد عن 22 ساعة باليوم .

يأتي هذا الانهيار، وسط صمت حكومة بن دغر، وعدم مقدرتها الى حل مشكلة تزويد محطات الكهرباء بالوقود من قبل الشركة المحتكرة بتزويد الكهرباء بالوقود.

وينم فشل الحكومة وصمت الرئاسة على ما يجري، عن تورط قيادات ومسؤولين في عملية التعذيب الجماعي الذي يمارس على سكان العاصمة عدن ومحافظات الجنوب المحرر.

من جهة أخرى وفي إطار الأزمات المفتعلة، اشتدت أزمة المشتقات النفطية بشكل حاد الى محطات التزويد بالمشتقات، وذلك في ظل صمت من جميع الجهات المعنية.

والتحقت أزمة المياه بأزمات الكهرباء والمشتقات المفتعلة، وتفجر أنابيب الصرف الصحي التي الى اليوم تعرق بها عدد من شوارع العاصمة عدن.

وإمام هذه الأزمات، المفتعلة تأتي أزمة توقف الرواتب للعديد من موظفي القطاعات والمؤسسات الحكومة بالمحافظات المحررة، وسك أزمات انهيار أسعار الريال اليمني مقابل العملات الاجنية، وارتفاع جنوني في اسعار المواصلات واسعار المواد الغذائية.

وتقف حكومة بن دغر الفاشلة ووزراءها امام صمت مطبق، دون ان تحرك ساكنا للقيام بمهامها الاخلاقية والانسانية، بل وواجباتها الوطنية تجاه الشعب.

وطالب ناشطون مجتمعيون وسياسيون جنوبيون طوال العام 2017، دول التحالف العربي، بضرورة التدخل لإيقاف عبث الفاسدين والتجار الذين يتعمدون افتعال تلك الازمات، وفق اهواءهم السياسية وامزجتهم المسكونة بداء التحكم والاستبداد في السيطرة على مصالح الشعب ولقمة عيشه وخدماته التي من واجب الدولة توفيرها له.

 

*انجازات جنوبية بالساحل الغربي وفشل شمال بالجبهات:

خلال عام 2017 اطلق التحالف العربي عملية عسكرية واسعة، لحماية باب المندب من خطر ايران ومليشياتها الحوثيين، وانطلقت القوات الجنوبية ميدانياً لتحرير الساحل الغربي وتأمين باب المندب.

في 7 فبراير اطلقت العملية، وخلال شهر وصلت القوات الجنوبية بمساندة التحالف الى العمق الاستراتيجي لشمال اليمن في قرب الحديدة، مسيطرة على الموانئ في المخاء والخوخة وطول الشريط الساحلي الغربي.

وقدم الجنوبيين تضحيات كبيرة، اذ قدمت قيادات ارواحها لأجل الانتصار في الساحل الغربي، فكان الشهيد عمر سعيد الصبيحي، ومن ثم الشهيد القائد احمد سيف اليافعي، وغيرهم من القيادات الجنوبية الكبيرة، علاوة على مئات الشهداء والجرحى من الجنوبيين.

بالمقابل، لم تحقق قوات الشرعية في الشمال أي تقدم، وظلت عالقة في التباب جراء تخاذلها عن خوض المعركة ضد الحوثيين، ولا تزال متخاذلة حتى اللحظة، رغم تلقيها كل التسهيلات وقبول التحالف بكل شروطها. وهذا ما يؤكد ان قوات الشرعية التابعة للاخوان في الشمال متواطئة مع مليشيات الحوثي الايرانية.

 

*فشل التسوية السياسية:

مر عام 2017 كغيره من العامين الماضيين للحرب في اليمن، بفشل ذريع للامم المتحدة في تطبيق قراراتها وفرضها على جماعة الحوثيين الايرانية.

ورغم مساعي المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ، بجولات عديدة خلال 2017، في تحريك ملف المشاورات السياسية، لانعاش مباحثات السلام بشأن اليمن مجدداً، الا ان كل تلك الجهود تبخرت تعنت الطرفين سواء الشرعية او الحوثيين .

جولات عديدة شملت السعودية والإمارات وعمان وصنعاء وعدن ، وجلسات عديدة لمجلس الأمن وإحاطات قدمها ولد الشيخ، انتهت في مهدها ولم يتحقق أي شيء من المسار السياسي في اليمن، فالحرب مستمرة وازدادت ضراوة منذ بداية العام 2017 وحتى نهايته.

وكانت فشلت مساعي ولد الشيخ جميعها، ورفضت أطراف الصراع، خاصة الشرعية والانقلابيين، خارطة الطريق التي تقدم بها ولد الشيخ كحل للحرب في اليمن، واستئناف الحوار.

 

*صنعاء ومقتل صالح:

في عام 2017 كان الحدث البارز قتل الحوثيين لحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتصفية انصاره وسيطرتهم كاملا على صنعاء، واخمادهم لانتفاضة صالح وحزب المؤتمر.

وبمقتل صالح بدت في اليمن تحولات واضحة ربما اشتدت فيها الازمة بعد ان تمكن الحوثيين من فرض سيطرتهم على صنعاء وممارستهم ممارساته وحشية، في ظل استمرار تخاذل اخوان اليمن عن ايقاف الحوثيين ميدانياً عن تلك الممارسات.

ودخلت المعركة في اليمن بعد مقتل صالح، منعطفاً خطيراً، لكنه قد يكون مخرجاً حاسماً للمعركة بعد ان رفع الغطاء السياسي الذي كان يشكله صالح وحزبه المؤتمر للحوثيين.

 

 

*2017 يكشف تشابه نهج الحوثيين والشرعية:

كشف العام 2017، تشابهاً كبيرا بين مسيرة الشرعية من جهة والحوثيين ومن بقي معهم من حزب المؤتمر، إذ ان الطرفين المتصارعين يعملان بشكل واحد تجاه الجنوب، وهذا ما يعد تناقضاً عميقاً في مسار الشرعية، التي بدلاً من مواجهة  أعداءها الحوثيين الذين سلبوها السلطة بالقوة، تحولت لعداء الجنوبيين تاركة الحوثيين يبعثون بالشمال ويقررون ويصدرون قرارات بتعيين اتباعهم في الوزارات وقرارات الحكم والتحكم بمصير الناس شمالاً.

 

*فساد متواصل وانهيار يترسخ:

تختلف الشرعية عن الانقلابيين، في كثير في الأمور، إلا ان هناك قاسم مشترك يجمعهما الاثنين في بوتقة واحدة، عبر ” الفساد”، فالفاسدين الذين عملوا مع المخلوع صالح، انقسموا الى جزئين، واحدا منهم بقي للفساد والافساد مع المخلوع صالح والحوثيين، والجزء الثاني ذهب مع ” هادي ” للفساد والافساد تحت مظلة الشرعية.

وبهذا يساوي الفساد بين الانقلابيين والشرعية، في الاضرار بالوطن، ومصالح الشعب التي لم تكن يوما مقدمة من قبل المسؤولين والحكام على مصلحة الولاءات والمصالح الشخصية وبناء وتنمية الثروات الغير مشروعة.

 

فمنظومة الفساد العميقة في الجنوب والتي خلفتها سنوات نظام المخلوع صالح والأحزاب اليمنية، ابرز المخلفات السيئة التي باتت تشكل معضلة كبيرة، وداء خطير يفتك بجسد ما تبقى من الدولة، والشرعية، كما انها شكلت بيئة خصبة للقيادات التي انتقلت من صف المخلوع الى صف الشرعية ناقله معها ارث الفساد الذي اكتسبته، والامر الأخطر هو ان بضاعة المخلوع التي قال مؤخرا انها خبز يده والعجين هي اليوم على رأس هرم الحكومة وهي راعية الفساد، والتي تؤثر وتضر بانتصارات التحالف العربي التي تحققت جنوباً، والتي هي مكاسب وطنية وانتصارات جنوبية ا تحققت بتضحيات جسيمة دفعها الجنوبيين بمساندة التحالف العربي.

*فضيحة عام 2017:

في عام 2017 عين هادي محافظا جديداً لعدن، وتم تسميه عبدالعزيز المفلحي محافظاً لعدن، ومع محاولة الرجل العمل الا ان حكومة بن دغر ضايقته واوصلته الى ان اعلن عن الفضيحة المدوية التي تورطت بها حكومة بن دغر.

كشف المفلحي عن تلك الفضيحة في بيان استقالته، اذ اعلن ان بن دغر نهب 5 مليار من إيرادات عدن وحولها  لحسابه في الخارج، وهو الأمر الذي عليه بن دغر برد باهت ثبت فيه الاتهامات على نفسه،وأضاف صفقة فساد أخرى الى رصيد الشرعية، واورد بن دغر في بيانه اعتراف بالعبث وسحب المبلغ من إيرادات عدن بحجة دفع قيمة مشروع الكابل البحري للإنترنت والاتصالات الذي لم تستفيد منه لا عدن ولا اليمن عامة حتى الان.

ووصف المفلحي خلال استقالته بن دغر بانه يدير عصابة او معسكر للفساد، وأكد انه من الواجب مصارحة الرأي العام بكل شجاعة، ونعلنها بالفم المليان وللملأ أن الحكومة دأبت على وضع العراقيل تلو العراقيل أمامنا لأسباب ينبغي مساءلتها عليها، مشيرا ان الفساد المتفشي في حكومة بن دغر، ملئت روائحه الكريهة أجواء اليمن ومدن شتى في العالم، وقد أصاب البلاد بالبلاء.

كشف حساب 2017:

في عام 2017 انكشفت صورة الفساد داخل حكومة بن دغر بشكل فضيع جداً لم تشهده أي حكومة من قبل، وشكل ذلك الفشل والفساد للحكومة ضربة قاصمة لسير الاوضاع في اليمن شمالاً او في الجنوب، إذ أظهر ان هناك سبباً واضحاً يشكل اعاقة لتقدم التحالف العربي سواء في تحقيق النهوض بمحافظات الجنوب المحررة رغم الدعم الكبير لدول التحالف وهيئاتها الداعمة، وكذلك فشل مسمتمر في المعارك بالشمال نتيجة تخاذل اخوان اليمن في المعارك.

غير ان الوضع الاقتصادي المنهار يعتبر المشكلة الاكبر حتى الان، إذ وصل الانهيار الى اعلى مستوياته وانهارت العملة بشكل كبير مخلفة معاناة للمواطنين مع ارتفاع الاسعار وتخلف الحكومة عن دفع رواتب الموظفين من جهة، او معالجة الوضع الاقتصادي وايقاف انهيار العملية وتبعاتها الخطيرة التي جعلت من الوضع الانساني في اليمن في اعلى مستويات الخطورة.

كل ذلك رغم تلقي الحكومة مبالغ ضخمة خلال عام 2017، بمئات المليارات الريالات ابرزها مبلغ العملة المطبوعة بالخارج 500 مليار ريال، ومبالغ بيع النفط في ثلاثة اشهر 700 مليون دولار، وليس اخرها ما كشفه مدير عام مكتب جمارك عدن، عن اجمالي الضرائب والعوائد بعد فقط والتي بلغت ” ثلاثة وسبعون مليار وثمانمائة وواحد وثلاثون مليون ومائة واثنين الف وثمان وسبعون ريال”.

وهذا الوضع الاقتصادي المنهار، من صنع الحكومة الفاشلة والعاجزة عن العمل، رغم تلقيها اموالاً طائلة ويمكن استعراض ذلك بالاتي:

*ايرادات تلقتها الحكومة:

  • – تلقت الحكومة خلال 2017 ما يزيد عن 500 مليار ريال يمني من العملة المطبوعة.
  • – تلقت الحكومة ما يزيد عن 700 مليون دولار من قيمة نفط حضرموت وشبوة.
  • – تلقت الحكومة ايرادات محلية محافظات الجنوب بلغت مئات مليارات الريالات.
  • – تلقت الحكومة مساعدات ضخمة من دول التحالف العربي والدول المانحة.

*ماذا عملت الحكومة بهذه الايرادات؟

لم تقدم الحكومة من خلال كل هذه الأموال التي تلقتها أي انجازات تصب في صالح المواطن، وسخرتها للأنفاق الشخصي للمسؤولين باعتراف رئيس الحكومة، ويمكن استعراض ذلك كالاتي:

  • – لم تقدم الحكومة أي شيء للمحافظات وتنميتها بما فيها الميزانيات التشغيلية.
  • – لم تسخر الحكومة تلك المبالغ في تحقيق استقرار العملة الوطنية بل عملت على انهيارها أكثر.
  • – لم تخصص الحكومة من تلك الأموال مرتبات للموظفين والمتقاعدين الذي يدخلوا العام الجديد دون مرتبات منذ أكثر من سنة.
  • – لم تقدم الحكومة أي مبالغ لأسر الشهداء والجرحى الذي ضحوا من اجل الوطن.
  • – لم تقدم الحكومة أي مساعدات للنازحين الذي يموتون من البرد والجوع والمرض.
  • – لم تنفذ الحكومة أي مشاريع، بل انها سحبت  مبالغ مشاريع سابقة ونهبتها.
  • – سخرت الحكومة اموال كبيرة لصرف نفقات للمسؤولين في فنادق الخارج وعائلاتهم.
  • – قامت بتخصيص اموال طائلة لشراء الولاءات الشخصية من المشائخ والسياسيين.
  • – خصصت الحكومة مبالغ ضخمة لفتح مواقع اخبارية وشراء ذمم اعلاميين لتلميعها.

 

 

 

أخبار ذات صله