fbpx
ورحل أبوبكر

يا طير يا ضاوي الى عشك

 قل لي متى بضوي انا عشي

مليت شفنا هذه العيشة

قلبي من الفرقة كما الريشة .

كلمات ضمن آلاف الكلمات التي تغنى بها الراحل أبو بكر سالم بلفقيه كلها تخاطب القلوب وتحلق بها جمالا وروعة … يا طير يا ضاوي تساؤل غبطة من الشاعر أبو بكر للطير المحلق في الفضاء حين يعود الى عشه ها أنت قد عدت الى عشك بعد الطيران والترحال والاغتراب ويسأله بحرقة متى انا اعود الى عشي  وهنا إشارة الى الوطن والسكن والمنزل وكما قال في اغنية أخرى

عودة حبيبك الى ربعه للأهل والدار .

بعد ما يقارب من ستون عاما من التحليق بين الكلمات والطيران حول أجمل الألحان حط الموسيقار والفنان الكبير رحاله نسأل الله له الرحمة والمغفرة.

ولد الشاعر والموسيقار والفنان أبو بكر سالم بلفقيه في 17 مارس 1939م في تريم حضرموت من أسرة عرفت بالعلم والشعر والادب فكثير من أفرادها برعوا في ذلك.

وكان الفنان الراحل شاعرا فصيحا بإجاده ساعده في ذلك حفظه لثلثي القرآن في بداية ريعان شبابه.

عمل كمدرس للغة العربية وكما نقل عنه فقد كان متمكنا في النحو بشكل كبير ومتميز.

غادر أبو بكر حضرموت في مقتبل شبابه إلى مدينة عدن وهناك تعرف على الكثير من شعرائها وادبائها وفنانيها مثل الشاعر لطفي جعفر أمان والفنان احمد بن احمد قاسم وغيرهم.

قدم أبو بكر نفسه كفنان من خلال الحفلات الموسمية التي كانت تقام في عدن وحقق نجاحات باهرة وكانت من أوائل اغانيه يا ورد محلى جمالك بين الورود .

وقبل مغادرة عدن فقد خاطبها بأغنيته الشهيرة

كل شيء معقول

كل شيء مقبول

الا فراقك يا عدن

وكذلك

يا طائرة طيري على بندر عدن

 بالله يا طيار عجّل بالمسير

شمسان ذا بعده على قلبي عسير

وفي عام 1958م سافر الى بيروت التي كانت مركزا للإنتاج الفني ومنها انطلقت مسيرته الطويلة ولكن بقيت الغنّاء (تريم) مسقط رأسه في الوجدان فلم تضاهيها حتى بيروت بجمالها الذي يأخذ الألباب

فكانت اغنيته الشهيرة

باحِل في الغنّاء مدينة حضرموت

ايش لبنا وايش العاصمة بيروت

  وبعدها استقر به المقام في الرياض ومنها جاب معظم اقطار العالم وذاع صيته وشهرته الآفاق.

امتلك أبو بكر سالم صوتا مميزا على مستوى العالم وأداء وابداعا قلّ نظيره فانتشر على مستوى الوطن العربي فكان سفير حضرموت وفنها وغنى له الكثير وقلّده الكثير لكن لم يصل أي أحد ممن قلده الى جمال أداء أبا أديب رحمه الله.

برع الفنان أبو بكر في كل ما غنّاه غنى اللون الحضرمي فبرع فيه وأبدع وكان استاذه المميز وأدّى اللون الخليجي فكان ايقونة فيه حتى الغناء الصنعاني كان بصوت أبو بكر أداء لا يمارا تمايلت معه القلوب طربا وعشقا فكانت رسولي قوم بلغ لي اشاره

 ويا احبة ربى صنعاء وظبي اليمن وتغريد وادي الدور.

كانت أغاني الراحل أبو بكر سالم تلامس القلوب وتعشش في شغافها فكثيرا منها ما كان يخاطب البعيد عن وطنه الغائب عن احبابه يشعر من يسمعها انها تتحدث عنه فيبكي قلبه الم الهجرة والارتحال

يا مسافر ع البلاد بروحي وقلبي

سير واتركني هنا لآلام حبي

كل احبابي هناك واهلي وصحبي

يذكروني فإنني على ذكرهم دوب

حين سافرت سافرت مغصوب

وحين غنى للحب هز الوجدان لم يذكر تفاصيل الجسد كلغة هابطة استخدمها الكثير لكنه جعل

سر حبي فيك غامض سر حبي ما نكشف

 وبطبيعة الحضرمي لا يقتله الحب بل يجعله يرحل بعيدا عمن سبب له الألم

لا تعذبني والاّ سرت وتركت المكلا لك

 إذا ما فيك معروف

وكرمزية وفاء المحب غنى رائعة المحضار

 با شل حبك معي بلقيه زادي

 ومرافقي في السفر

 وبا تلذذ بذكرك في بلادي

في مقيلي والسمر.

لم يقتصر شعر وغناء اسطورة الفن الحضرمي والعربي على الحب والبعد والغربة فقد أبدع في الأغاني الوطنية فكانت رائعة أبوبكر الوطنية

يا بلادي واصلي

 واحنا معاك واصلي

والله يحميك اله العالمين

ولليمن الأرض والانسان والتاريخ كانت (امي اليمن)

من يشبهك من ؟

انت الحضارة

انت المنارة

انت الأصل والفصل

 والروح والفن

وأما مقامات الرجاء والدعاء والابتهالات فكانت

 با نقرع الباب والمولى عليه العطيّه

يعطي جميع الأمل

حاشا جزيل العطاء نرجع والأيدي خليّه

سبحان ربي وجل.

وكذلك ما قاله الامام عبدالرحمن بلفقيه وبها نختم

ونسأل الله ان يغفر له ويرحمه فقد رحل وسيبقى فنه تتداوله الأجيال .

وليس ينجو العبد من كل رزى

الا اذا بالحق في الصدق اهتدى

فسوف يُعطَى كل فوز وهدى

في الفضل في الحال وفي المآل

لكنه ليس له ذريعة

الى هدىً او رتبةٍ رفيعة

الا اتباع الدين والشريعة

وقصد وجه الله ذي الجلال