fbpx
رسائل من مليونية نوفمبر !

المهرجان الخطابي والكرنفالي والمسيرة المليونية التي شهدتها العاصمة عدن في الذكرى 45 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر لا شك أنها أعطت رسائل عدة ولأطراف مختلفة سواء لنظام الاحتلال اليمني أو لدول الإقليم وباقي دول العالم أجمع وأيضاً للشعب الجنوبي نفسه.. وهنا سوف أشير إلى ثلاث رسائل من وجهة نظري أنها من أهم رسائل مليونية 30 نوفمبر وهي:

الرسالة الأولى: هي أن الطوفان البشري الذي اكتظت به شوارع العاصمة عدن هو استفتاء شعبي مفاده بأن شعب الجنوب قرر مصيره واتخذ طريقة ولا رجعة ولا مناص حتى استعادة الدولة الجنوبية .

الرسالة الثانية: على المجتمع الاقليمي والدولي بأن يعي المرحلة الراهنة وعليه أن يعلم بأن شعب الجنوب سائر في طريقه حتى  تحقيق هدفه، وعليه أن يتعامل مع الشعب الجنوبي مباشرة بتقديم مبادرة تخص الجنوب الأرض والإنسان، الشعب الراقي الشعب المدني المتحضر وهم يعون هذا جيداً ويعرفون كيف يتم التعامل معهم من قبل النظام القبلي العسكري المتخلف، لهذا وجب على هذه الدول أن تحترم الإرادة الشعبية وتتعامل مع الشعب الجنوبي لأنه هو وحده فقط صاحب الحق دون غيره، لا سيما والجنوب يقع على أهم ممر مائي وكذلك موقع ميناء عدن وما له من أهمية في الملاحة الدولية، لهذا على هذه الدول أن تعي بأن مصالحها الاقتصادية والسياسية ستكون مع الدولة الجنوبية القادمة وليس مع النظام القبلي المتخلف.

الرسالة الثالة: هي للقيادة الجنوبية سواء في الداخل أو الخارج عليهم بأن يكونوا قد المسؤولية تجاه شعبهم العظيم هذا الشعب المقدام الذي سطر اروع وأنبل صور النضال السلمي الحضاري، رغم المعاناة والفقر وكثير من الصعاب التي يلاقيها هذا الشعب المكلوم الشعب المتعطش الى الحرية والكرامة.

وها نحن نقف اليوم بعد أن وصلت الثورة الجنوبية المباركة إلى أعماق وجدان الضمير الشعبي في كل محافظات الجنوب ، وصارت جزءاً من الثقافة الجماعية للجنوبيين … وها هو الشعب الجنوبي قد قطع شوطا كبيراً في مسيرة نضاله … وجمعت القضية كل القيادات الجنوبية التاريخية  من سياسيين ومثقفين وعلماء وأكاديميين ومشايخ قبائل وعسكريين وغيرهم ، وبقي أن يصطف الجميع صفاً واحداً ، وان يترفعوا عن الخلافات الجانبية والنزاعات الحزبية والشخصية وأن يغلبوا المصلحة العليا لأبناء الجنوب ، متمثلين الأفق البعيد برؤية كلية شاملة تتجاوز مطبات الواقع وجدليات السياسة ، لان النزاع سبب الفشل ، والله تعالى يقول (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )).

وإن أي عمل جنوبي يجب أن يستوعب كل ألوأن الطيف السياسية والاجتماعية والفكرية ، وان يكون للشباب دورهم الفاعل في صنع مصيرهم ورسم معالم مستقبلهم .. وأن يكون للمرأة دورها الرائد وصوتها القوي وحضورها الفاعل .

وأخيراً أيتها القيادات:

إن الجنوب أمانة في أعناقكم ، ودماء الشهداء أمانة في أعناقكم ، يكفي إن نتذكر دماء هؤلاء الشهداء ، ومعاناة أسرهم من بعدهم ، ومعاناة الأسرى الجنوبيين في السجون حتى نتعامل مع هذه القضية بإخلاص وجد ونسعى جميعاً للخروج من الواقع المؤلم ، ونصطف كلنا صفاً واحداً كأننا بنيانٌ مرصوص ..