fbpx
الأزمات وارتفاع الاسعار.. الى اين !؟.. بقلم: د . سباح علوي

د . سباح علوي

– لا يخفي على احد ان الوضع في الجنوب أصبح لا يسر عدوا ولا صديقا على كافة الجوانب والأصعدة ، واستمراره على هذا النحو يدعو إلى القلق في ظل ما تتمتع به القوى الجنوبية في المرحلة الراهنة من دعما كبيرا وفرته له دول التحالف العربي، ففشل “استغلال” هذا الدعم والانشغال بخلافات داخلية يعد ضربة موجعة وقاتلة للمشروع الجنوبي الوطني الكبير المتمثل في استعادة وطنه وتحقيق رغبات وتطلعات شعبه العظيم في بناء دولته الحالمة على اساس “التصالح والتسامح” المتين .

 

– فعند النظر إلى الجنوب المدعوم والمتحرر والمستقر إلى حد ما ومقارنته بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيين والتي تخضع لحصار تفرضه عليها دول التحالف العربي جوا وبرا وبحرا ، تجد مفارقة عجيبة تثير الريبة في النفوس واليأس في قلوب المتفائلين ، بعد إن تجد تلك المناطق أكثر استقراراً وامناً من مناطقنا التي ينبغي ان تكون أكثر امناً واستقراراً منها .

 

ان يبلغ سعر اسطوانة الغاز 5000 ريال في صنعاء يبدو الأمر طبيعيا بحكم الحصار المفروض عليها ، لكن إن يتجاوز سعرها في مناطقنا الجنوبية المحررة والمفتوحة موانئها ومطاراتها والمدعومة من قوى اقليمية كبرى ذلك !!؟ فالأمر يستحق الاهتمام والمراجعة .!! وعندما يصبح سعر كيلو السمك في عدن “المفتوحة والمصدره” لهُ ضعف سعره في صنعاء “المحاصرة والمستوردة” له فالأمر لا يتطلب المراجعة والاهتمام فقط، بل يستوجب التوقف وإعادة تقييم ما نقوم به من عمل فالشخص السائر منحنياً بالنظر تحت قدميه قد يصطدم بجداراً يواجههُ او أي عائق قد لا يراه في طريقه ، لذا فالواجب علينا التنبه بالوقوف، والنظر امامنا والى ما حولنا لنرى نحو أي أتجاه نحنُ سائرون !!؟ ضف الى ذلك سلعا أخرى بلغ سعرها ثلاث اضعاف ما كانت عليه بسبب غياب الرقابة الحكومية على الاسواق وإخضاع التجار للمحاسبة بسبب تجاوزاتهم وانتهاكهم لقانون السوق وعدم مسائلتهم في ظل الازمه التي تمر بها البلاد …فليس من العار او المخجل ان نقف ونقيّم ما قمنا به من عمل ، بل هو الصائب والواجب عمله في هذه المرحلة الحساسة ، فالتاريخ الذي نصنعه اليوم يعد حالة فارغة ومفصلية من تاريخ الجنوب الحديث .

 

– قد تسبب تساؤلاتنا المنطقية هذه ازعاجا لبعض الاشخاص الذين لا يجيدون في هذه الفترة غير الانزعاج والغضب ، لذا نطالبهم بالتريث والتوقف عن الانزعاج والبدء بمراجعة ودراسة الاختلالات الأمنية والخدماتية التي تسبب كثير من المعاناة “غير المبررة” لشعب الجنوب العظيم والصابر . كفو عن الغضب والانشغال بخلافاتكم وابدأوا في العمل فالامر أصبح لا يطاق .

 

– استقالة محافظ محافظة عدن عبدالعزيز المفلحي لا تعدوا كونها مناورة اراد من خلالها الضغط على قوى الفساد الفاعلة للحصول على مزيد من الصلاحيات الإضافية لهُ، لتوسيع دائرة عمله العظيم الذي بدأه في تطهير الفساد وتقليم اظافره حسب تصوري ، فالمتابع للرجل يجده مثابرا وصنديدا وليس من النوع “الانهزامي، الاستسلامي” كما بدي عليه عند تقديمه لاستقالته !؟ الامر الذي يعني ترك الساحة للفاسدين ليعيثوا في الجنوب فساداً وهو ما لا يقبل به هذا الرجل لما يتمتع به من وطنية تفرض عليه الاستمرار ومضاعفة جهوده في قادم الايام وليس الانسحاب والاستسلام .