fbpx
ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني

جاءت مناسبة أراد فيها المواطن صالح علي بسيمة أن يقيم حفل زواج لابنه على أن يكون زواجا معتبرا فذهب لمقابلة الأمير احمد فضل القمندان طالبا منه أن يشرفه بحضوره حفل زواج ابنه.

أبدى الأمير احمد فضل القمندان موافقته لحضور الزواج لكن صديقة (بسيمه) طلب منه ان ياتي إلى حفل زواج ابنه مع فرقته الموسيقية وبعد إلحاح شديد وافق القمندان أن يحضر فرقته الموسيقية وكانت فرقة القمندان الموسيقية لا تظهر إلا في المناسبات وفي حفلات محدودة يكون ضيوفها من الأسر والعائلات العدنية ولم تخرج قط إلى حضور حفل الزواج على شكل المخادر.

جهز القمندان فرقته الفنية .. بلباس مدني موحد ، وقاد فرقته إلى حفل الزواج المذكور .. وغنى الأستاذ فضل محمد اللحجي أول قصيدة غنائية بعنوان (صادت عيون المها قلبي).

تقول القصيدة:

صادت عيون الممها قلبي بسهم المحبه
وبات ساهر أسير محبته أيش ذنبه
قهري على شي انتهب عقله وذي طار لبه
هايم قفا الزين شفى به حواسد وشاني
قفا الزين شفى به حواسد وشاني
إلى من يبث الوجد مما يعاني
يشكي من البين للقاصي وللداني
أدمت فؤاده سهام القواني..ألخ.

 

وبعد انتهاء حفل الزواج الذي امتد إلى الفجر عادت الفرقة إلى موقعها حتى ترتاح من سهرة الليلة الماضية وعاد القمندان معهم إلى منزله لكن قبل طلوع القمندان إلى منزله استوقفه عدد من شبان لحج ليعبروا له عن إعجابهم بقصيدة(صادت عيون المها قلبي ) وقالوا للقمندان أن قصيدته المغناة كانت في مستوى الروعة ولأول مره يسمع أبناء لحج تعابير جديدة في القصيدة مثل:
زهور المحبة في سواد الخميلة
العيون الذوابل والخدود الاسيلة
تايه قف صاحبه المهر الأغر المحجل
من ثغره السلسبيل اللؤلؤ الاقحواني.

 

رد عليهم القمندان إذا أعجبتكم القصيدة فردوا عليه نعم نعم بعد ذلك طلع القمندان إلى غرفة مطالعته ليكتب مقدمه شعرية لقصيدته (صادت عيون المها قلبي) وكان مطلعها بعد إعجاب أبناء لحج بالقصيدة.

هل أعجبك يوم في شعري غزير المعاني
وذقت ترتيل اياتي وشاقك بياني
وهل تأملت يالحجي كتاب الأغاني
ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني
هل أسمعك فضل يوما في الغناء ما أعاني
وكيف صاد المها قلبي وماذا دهاني
وأنت بالعود تنهنا وطعم المثاني
فهل دعاك الهوى يوما كما قد دعاني
صادت عيون المها قلب.

**
شاني : بمعنى حاقد
سواد : شديد الاخضرار
يبث : ينشر
البين: البعد
شف: افهم
دهاني: ورطني.

 

بعدها انتشرت الأغنية اللحجية انتشارا عظيما بحيث كانت المخادر تمثل الوجه الإعلامي كما تمثله اليوم المسارح الغنائية وكست الخميلة اللحجية حلا تجديده للأغنية اللحجية بما فيها من تعابير تعكس بيئة لحج ثقافيا وسياسيا امتدادا لما كان يتلقاه الوعي من تعابير شعرية ونثرية ورقصات إيقاعية وتحول كل شيء إلى قصائد غنائية.