fbpx
همس اليراع.. من يعبث بعدن؟

د.عيدروس نصر

من حق الجميع أن يتساءل : لماذا هذا العقاب لعدن والمحافظات المجاورة لها؟ ومن هو المتسبب فيه ولماذا كل هذا العذاب المسلط عليها وعلى اهلها؟.

في المؤسسات والمرافق والشركات التي تتمتع بضوابط عمل محترمة ولو بدائية عندما يفشل امرءٌ في عمله يتم توقيفه إن لم يتوقف من تلقاء نفسه، فلو إن سائق شاحنة فشل في تشغيل الشاحنة لقدم استقالته من هذه المهنة وبحث له عن شغلة أخرى يتقنها؟ ولو إن طباخا في مطعم فشل في تقديم الطبخة حسب طلبات الزبون لأعفي من المهمة إن لم يطلب بنفسه إعفاءه من العمل.

 

كل موظفي الدنيا صغارا وكبارا أفراداً وجماعاتٍ يخجلون من أصغر تقصير في مهماتهم إلا الحكومات في هذا البلك البائس فإنها تتجرد من فضيلة الخجل وتتمادى في فجاجتها بما يساوي فشلها الذريع البادي للمبصرين وغير المبصرين معا.

 

كنت طالبا في الإعدادية في العهد الذي يلعنه كل من جاء بعد ١٩٩٤م عندما كان طلاب الإعدادية والثانوية والجامعة يأوون إلى أقسام داخلية تقدم لهم السكن والفرشان والغذاء وخدمة غسل الملابس ومصاريف الجيب شهريا وكانت صالة التلفيزيون تكتظ بالتلاميذ عندما توقف المذيع عن عرض برنامجه ليقرأ إعلانا صادر عن الهيئة العامة للقوى الكهربائية مفاده أنه في الغد سيتم إطفاء الكهرباء لمدة ساعة في مناطق معينة من احياء عدن وذلك لغرض الصيانة معتذرا للسادة المستهلكين.

كان ذلك يحصل عندما تنقطع المياه أو يتم إغلاق طريق معين لأسباب الصيانة.

كان ذلك لا يتكرر إلا مرة أو مرتين في العام.

اليوم تمر ساعات وأيام ينسى فيها الناس ان هناك كهربا ومياه، بل ينسون أن هناك حكومة في البلد ولا يذكرهم بها إلا لسع الحرارة وعطش الصيف وتراكم الأوساخ والقاذورات وتعطل الكثير من الوظائف الحيوية للمجتمع أو وزير يسطو على أرضية هي حرم لمرفق حيوي من مرافق الدولة.

حكومات هذا الزمن في هذا البلد ليس فقط لا تؤدي وظائفها ولا تستقيل و لا تعتذر ولا تخجل! بل إن لديها من الوقاحة ما يجعلها تدعي بأنها حققت إنجازات ولدى كتابها ومطبليها ما يكفي من الاستخفاف بعقول الناس لكتابة بيانات المديح ومقالات الإشادة.
حكومة الشرعية تمارس عقابا ممنهجا ضد الجنوب والجنوبيين ويستمتع وزراؤها وهم يسمعون أنين المواطنين وتذمرهم وأخالهم يهمسون مع انفسهم: هذا ما تستحقه عدن التي اراد اهلها ان يتميزوا برفضهم للعنصر ية وانتصارهم للحرية والكرامة.

يعتقد وزراء الشرعية انهم بممارستهم العقاب الجماعي ضد الشعب الجنوبي (ورمزه عدن) سيكسرون إرادة الجنوب والجنوبيين للتراجع عن حقهم المصيري في استرجاع دولتهم، وما دروا أنهم (الشرعية ووزراءها) بذلك إنما يبرهنون عدم أهليتهم لإدارة حارة من حواري عدن، دعك من كل الجنوب واسترجاع صنعاء وبقية المدن من ايدي التحالف الانقلابي البغيض.

أيها السادة المتطلعون إلى صنعاء!
لا ادري ما هو شعوركم وأنتم تواصلون الفشل تلو الفشل لكنني اتمنى عليكم أن تعلموا أن استمرار معاقبة الناس وتعذيبهم لن يزيدهم حبا لكم وولها بصوركم الجميلة، بل لن يزيدهم إلا نفورا منكم، وهذا ما برهنه علم النفس وعلم التربية وكل العلوم الإنسانية والتجارب التاريخية، بل إنه يزيدهم اقتناعا بانكم تعاملونهم كأعداء وهذا هو ملخص المعادلة.

مواطنون يتطلعون إلى الحد الأدنى من الحرية والكرامة والحياة الهانئة وحكام يغبطونهم على هذا التطلع ويمعنون في تعذيبهم ومعاقبتهم وحرمانهم من ابسط اساسيات الحياة ببساطة لأن الطرفين لا بجمعهما قاسم مشترك ولأنهما من عالمين مختلفين ومتناقضين.

 

  • من صفحة الكاتب على الفيس بوك