fbpx
الطريق الى عِش النسور !!

د. قاسم المحبشي

هناك حيث تلقي الآيائل قرونها استوطن الأهالي من آل الازهور بعد أن تمكنوا على مدى مئات السنين من نحت الجبال الشاهقة ولملمة حفنات التراب الضنينة وبناء المدرجات الزراعية وسواقيها التي تبدو في مواسم المطر أجمل من حدائق بابل المعلقة! كما هي في الصورة.

فضلا عن حفر السدود وتشييد المنازل الحصون من صُم الصخور ليجعلوا من تلك الطبيعة القاسية قرية جميلة أسموها (الراحة) وهي راحة بحق في عيون من صنعها.

ولكن ما أصعب بلوغها لمن يزورها أو يخرج منها ويعود اليها قبل شق هذه الطريقة التي تتلوى على الجبل كالأفعى رمز الحياة والداء والدواء بما تمتلكه من قوة اصرار وتصميم على مصارعة العجز والموت والمباغتة حينما تجوع.

تلك الأفعى الهائلة التي تحتضن الجبل وتعصره عصراً هي الطريق التي أفتتحت مأخرا الى عِش النشور في جبل لمطور الذي يطل على الراحة الولادة، إذ من الراحة القاسية هاجرت النوارس الجبلية في بلاد الله الواسعة بحثاً عن مواطن عيش آخرى أكثر اتساعاً وعطاً، في حضرموت والمهرة وعدن والسعودية وعمان وقطر والإمارات والهند والصين والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وغيرها من البلدان إذ قلما تجد بلد ليس فيه أحد من بيت الزهر العريق في يافع ! ومن لا يعرف الراحة لا يفهم السبب الحقيق لهجرة الصقور الصداحة !
مبارك عليكم شق الطريق بجهودكم الذاتية يا أهالي الراحة الكرام، ومن يستطيع ترويض الجبال الموحشة لا تعجزه مادونها من مزارب طارفة! ورغم كل ذلك تبقى الطريق الى الراحة خطرة وشاقة كما هي باينة في الصورة. ولكن لا مهرب من الضرورات والأقدار ومن لم يجرب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر!