fbpx
استغباء الناس بالمرجعيات الثلاث

استغباء الناس بالمرجعيات الثلاث

 

 

كتب – أديب السيد

 

 

من المؤسف جداً، أن تتحول الحلول الى أسباب للحرب، ويتم شرعنة الفشل، وجعله أسلوب سياسي وطني في بلد يعيش كارثة حقيقة من اقصاه الى اقصاه.

 

 

 

لقد صار حديث كل السياسيين محليا وخارجياً عن ( المرجعيات الثلاث ) وبشكل سمج للغاية، يستغبي الرأي العام، خاصة مع ظهور صورة جديدة من سياسيي ( الغفلة ) الذين يتحدثون عن تلك المرجعيات وكأنها آيات قرآنية ثابتة، وهذه هي الكارثة التي عادة ما يصنعها السياسيين ويتناقلوها بأسلوب تقليدي لا ينفك وسياسة المخلوع علي عبدالله صالح وان تغيرت ملامح او توجهات أولئك السياسيين.

 

 

تلك المبادرات أو المرجعيات الثلاث المقصود بها ( المبادرة الخليجية – مخرجات الحوار الوطني – قرار مجلس الامن 2216) فشلت في مهدها، وتحولت الى ثلاثة اسباب رئيسية للحرب، وبشكل متدرج، أولها المبادرة الخليجية يتلوها الحوار الوطني الفاشل ومن ثم يأتي القرار الاممي الذي فشلت الامم المتحدة بتطبيقه .

 

 

ومن المؤكد أن الحلول في اليمن فشلت لسبيين هما:

– الأول: رفض السياسيين في الشمال الذي لولاه لما وصل البلد لهذه الكارثة.

– تحول المرجعيات الثلاث التي يتحدثون عنها الى نوازع للحرب، والتي تحمل في طياتها تناقضات كبيرة، منها مثلاُ قرار 2216 الذي يؤكد على دعم ما تسمى (الوحدة اليمنية) فيما هي اساس المشكلة، وهذا يتناقض مع ما تسمى ( مخرجات الحوار الوطني) التي نصت على انهاء تلمك الوحدة ونحولها الى ( اتحادية).

 

المشكلة في اليمن لا تكمن في انعدام المبادرات او الحلول، بل في عدم تقبلها من اطراف الشمال التي تولدت لديها عقدة نفسية بأنها مالكة ملك اليمن وحكمها المطلق، وان الجنوب فرعاً عاد للشمال ( الاصل).

 

 

نحن نؤمن أن هناك تشريعات وقوانين وضعية محلية ودولية موجودة ويجب تطبيقها، ولكن ما لا يمكن فهمة بشأن اليمن، هو كيف تتحول تشريعات الحلول باليمن إلى اسباب للصراعات، وهذا دليل على العقلية السياسية العقيمة في اليمن، سواءً حكاماً او معارضين.

 

 

 

قال الرئيس علي سالم البيض ( لا يهم التوقيع ولكن ما يهم هو حسن النوايا ) قالها بحسب الكثرين وهو يوقع اتفاقية (العهد والاتفاق ) التي عقدت بالاردن عام 1993، لغرض انهاء الاحتقان بين شريكي الوحدة اليمنية، ولأن الطرف الشمالي دأب على تحويل قرارات الحل الى قرارات حرب ونزاع، كانت حرب 94 نتيجة توقيع اتفاق الأردن وقبله اتفاق الوحدة اليمنية.

 

 

وهكذا سارت الامور مع (الطرف / الاطراف الشمالية) التي لا تؤمن بأي اتفاقيات أو حوارات ما لم توافق رغباتها النزغة واطماعها الباغية، التي تورد الشعب الشمالي، وكذا الجنوبي المهالك منذ العام 90 وحتى اليوم.

 

 

 

لا تحتاج الأزمة اليمنية، لتمسك السياسيين بقرارات او مبادرات فاشلة، تعيق الحل وفقا لرغبات حزبية او مصالح ضيقة، لا علاقة لها بالوطنية . بل تحتاج الى صياغة حلول جديدة يجب تقبلها بنوايا حقيقية لانقاذ الشمال والجنوب من الموت وشلال الدم المستمر منذ 94، والاهم هو ايقاف ممارسات المسؤولين والقادة ( تجار الحروب).

 

 

 

وفي الحقيقة، استطاع المبعوث الاممي لليمن ولد الشيخ، تشخيص عوائق الحل باليمن تماما بقوله في احاطته الاخيرة لمجلس الامن (أن الزعماء يغتنون ويرفضون الحلول كونهم ان قبلوا بها سيخسرون قدرتهم على التحكم والسيطرة). وهذا هو العائق الأكبر للحلول، وطالما هذه العقليات تتحكم بالقرار، فلن يجد الشعبين الشمالي والجنوبي الاستقرار والامن والخروج من الكوارث.