fbpx
كان موسما جنوبيا بامتياز

فرضت قضية الجنوب نفسها بقوة على الصعيدين الداخلي والخارجي .

– إفادة المبعوث الدولي ولد الشيخ التي نصت صراحة على ضرورة إيجاد حل جذري لقضية الجنوب .

– تغريدة رئيس الوزراء السابق خالد بحاح التي هزت أكثر من مرمى بأكثر من هدف وصبت في بوتقة الاستحقاق الجنوبي.

– كلمة اللواء أحمد بن بريك أمام الحشد الجنوبي في شارع الشهيد مدرم وما حملته من رسائل قوية وواضحة للداخل والخارج .

– مقابلة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التلفزيونية وما تميزت به من وضع للنقاط على الحروف تم ترجمتها في خارطة طريق رسمتها كلمة رئيس المجلس يوم 14 أكتوبر 2017م بقرارات وخطوات عملية مدروسة ذات أبعاد استراتيجية هامة .

كان لافتا في كلمة بن بريك ومقابلة عيدروس وخطابه لغة الاحترام والود تجاه الرئيس هادي وعلى العكس من ذلك نحو حكومة بن دغر .

وأخيرا كلمة الرئيس هادي في عيد ثورة 14 أكتوبر – التي اعتاد الناس وخاصة في الجنوب على تجاهلها في مناسبات كهذه لأنه كان يتم نسخها من الأرشيف اياه وفي قالب جامد ممل – …. جاءت هذه المرة بمضامين تعبر عن تحول نوعي غير معهود علني وصريح تجاه الجنوب المستقل متجاوزة الخطاب السياسي والإعلامي المعتاد المستفز للجنوب والجنوبيين .

تحدث الرئيس هادي صراحة وعلنا وأكثر من مرة عن الجنوب كوطن وشعب، وعن اليمن والأقطار العربية . كما أكد أن ثورة 14 أكتوبر ثورة خاضها شعب الجنوب لوحده مبتعدا عن الاسطوانة المشروخة التي كانت سائدة في الإعلام الحكومي اليمني عن ما اعتاد على تسميتها مغالطة “واحدية الثورة اليمنية” والثورة الأم …الخ .

هذا التغير الجديد الإيجابي التصالحي نسبيا في الخطاب الرئاسي يعكس استيعابا ولو متأخرا لحقائق المشهد السياسي الجنوبي الصامد في مقابل الخذلان الذي تعرضت له الشرعية والتحالف شمالا .

إشارة هادي لأحداث يناير التي اعتبرها البعض محاولة لفتح ملفات الماضي ، في تقديري الشخصي لم تأت إلا من باب الاتعاض من ذلك الدرس القاسي وعدم تكرارها إعتمادا على مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي .

بل أكاد أحيانا أراهن على أن خطاب الرئيس هادي هذه المرة قد فلت من مقص الرقيب والتحكم الإصلاحي وهو الأمر الذي جعل وسائل إعلام الإصلاح ومعها الوسائل الإعلامية الممولة قطريا ومن جهات جنوبية فاسدة جعلها تتجاهل هذا الخطاب الهام في مقابل تغطيتها لفعاليات صغيرة في بعض محافظات الشمال وبرقيات تهان وكتابات سمجة لكتاب لا يفقهون شيئا لا في التاريخ ولا في السياسة…ناهيك عن تغطية هذه الوسائل الإعلامية واحفتائها بأنشطة بن دغر وكيل المدح له وتحويل حركاته الاستفزازية إلى بطولات خارقة !

ستكون الأيام القادمة أكثر وضوحا وفرزا جنوبا وشمالا وعلى صعيد الإقليم والعالم .