fbpx
في قويلين المكان الأكثر سحرا في الصين كان رئيس الجالية العربية ومرافقيه

قاسم المحبشي

من 10-13 أكتوبر احتضنت مدينة قويلين السياحية المعرض الدولي للسياحة العالمية، بمشارك عربية فاعلة إذ كان في مقدمة المشاركين العرب الصديق العزيز الاستاذ أحمد حسين غرامة اليافعي رئيس مجلس الجاليات العربية في الصين، ووفد من منتدى رجال الأعمال العرب في الصين يتقدمهم المهندس صالح المحبشي، مدير شركة الأتجاهات الأربعة للشحن والتوزيع ورئيس مجلس إدارة أول مدرسة عربية أهلية تكافلية في جمهورية الصين الشعبية. والسيد أحمد العمري ،مدير شركة، برنس والدكتور عبدالوهاب السمان رئيس الجالية السودانية والدكتور حسين العاقل، رئيس مجلس إدارة مدرسة كانتون والسيد إسكندر اليماني مدير شركة برون، والسيد نادر شحروري، مدير شركة البحار السبعة، والشاب الجامعي عبد صالح المحبشي،فضلاً عن عدد واسع من الوفود المشاركة من مختلف بلدان العالم. وقد قاوم الوفد العربي بزيارة المعرض الدولي للسياحة، وجناح شركة تي لاين العربية للسفر والسياحة الدولية وهي الشركة العربية الوحيدة في مجال السفر والسياحة الدولية (أحدى مجموعة شركات سعد العولقي التجارية) إذ عبر رئيس مجلس الجاليات العربية أحمد حسين غرامة ومرافقيه من منتدى رجال الأعمال العرب عن إعجابهم بالمعرض ومحتوياته وأكدوا دعمهم لأنشطة ومشاركات رجال الأعمال العرب في الصين في مختلف المجالات والفعاليات الهادفة الى تعزيز العلاقات الثنائية بين الصين القريب من القلب والجسد والعرب الباحثين عن المزيد من فرص العيش الكريم، في سياق المشروع التنموية الكبير التي إعادة الصين تفعيله والعمل به منذ بضع سنوات؛ مشروع طريق الحرير العظيم.

الجدير بالذكر أن بلدة قويلين التي تعد المكان الأكثر سحرا في الصين تشتهر منذ عدة قرون بإنها المكان الأنسب للسياحة في أي وقت من السنة بما تتميز به من مناخ معتدل طول فصول العام ، وطبيعتها الخصيبة العامرة بالاشجار وارفة الظلال وغطى نباتي دائم الاخضرار وعبق أزهارها العطر ومناظر جبالها وسلالاتها الباذخة السحر والجمال. إذ تقع المدينة في الشمال الشرقي من مقاطعة غوانغشي، على الضفة الغربية لنهر ليو. يعود تاريخها الى عام 314 ق.م حيث أنشئت مستوطنة صغيرة على ضفاف نهر لي، ثم خلال حملات أسرة تشين من 221-207 ق.م تم تعيين أول إدارة حاكمة في منطقة قويلين ، ثم عام 11 ق.م في عهد الامبراطور وومن من أسرة هان تم تحويلها إلى مقاطعة لتكون بذرة مدينة رائعة. وقد ازدهرت في ظل حكم كل من سلالة تانغ وسلالة سونغ الذي أسس بها جيوش نظامية وتم حفر قنوات حولها للدفاع عن الأمبراطورية. ومنذ عام 1940 أكتسبت اسمها الحالين قويلين بمعنى المنتجع وتم ادراجها عام 1981 تحت حماية التراث الثقافي والتاريخي وأن يكون لها الاولوية في أي مشاريع عالمية لحماية التراث. ومن أهم معالمها السياحية الطبيعية يعد نهر لي
هو الأهم، إذ يصل طوله في قويلين إلى 80 كم ويرسم مع التلال والمنحدرات لوحة فنية فريدة، وتعتبر النزهة فيه بالقوارب تجربة فريدة عن أن نهر خاصة عندما يمر القارب بداخل الكهوف ويطل على المنحدرات. وكهف ريد فلوت الذي يقع المشارف الشمالية الغربية من المدينة ويشتهر بأنواع رائعة من المزامير الملونة التي تعزف تلقائيا في الكهف بإيقاعات ساحرة ومختلفة. وجبل جذع الفيل هو أشهر جبال قويلين ويقع على تقاطعي نهر لي ويانغ، وهو عبارة عن تل صخري مع ثقب مقوس يعرف باسم قوس المياه مون وهو مكان رائع لمشاهدة الأفيال على الطبيعة واللعب والتصوير معها، بالإضافة لرؤية المدينة من أعلى قمته في منظر مبهر وفريد. وحديقة ستار بارك هي حديقة على 7 مستويات في شرق نهر لي وتم تسمية الحديقة بسبب هذه المستويات. ومتنزه شانغريلار الذي يقع في مكان ليس بعيدا عن مقاطعة يانغتشو ، وهو متنزه رائع يضم الجبال والكهوف والجسور والانهار ، كما يمكن ركوب قارب فيه والتجول بطول النهر ، ومن زار هذا المكان يشعر أنه في رياض الجنة الموصوفة في الكتب المقدسة فضلا عن نهر يولونغ هو أكبر فرع لنهر لي وتقع على ضفته الكثير من المناظر الساحرة وهو متعة حقيقية لمحبي المشيش وركوب الدراجات والتمتع بالطبيعة. ومن المعالم التاريخية الأثيرة للمدينة يقع شارع يانغشتو يقع على بعد 65 كم إلى الجنوب الشرقي من قويلين وهو موطن مدينة اثرية وتاريخية قديمة يمتد عمرها لأكثر من 2000 سنى وتشتهر بالكثير من المناظر الخلابة والجبال والأنهار والشوارع الأثرية، بالإضافة لجميع أنواع المتاجر التي تبيع الهدايا التذكارية والبضائع المختلفة، يعد متحف شنش هو أكبر وأهم متحف للمشاهد الحية في قويلين ويعرض نماذج مجسمة للجبال والمياه والمناظر الخلابة واللوحات الفنية الممتازة وأساليب الصيد وحياة القرويين على طول النهر.

هذا ما رواه لي اليوم أخي الحبيب المهندس صالح ابو مهيب الذي كان هناك ممثلاً لمنتدى رجال الأعمال العرب وهو أحد أهم الزوار الذين عبروا عن انطباعاتهم بما شاهدوه بالمعرض في وسائل الإعلام الصينية، ومنها صحيفة قويلين اليوم باللغة الصينية.
أما أنا القابع هنا فكلما أتتني اخبار طيبة من الصين العظيمة تتداعى في ذهني رواية الأديبة الأمريكية بيرل باك ( الأرض الطيبة)الصادرة عام ١٩٣١م وهي من اروع الرويات التي قرأتها في حياتي، وتعتبر “الأرض الطيبة”، واحدة من الروايات العالمية نقلت إلى جميع لغات الأرض، وبيع منها ملايين وملايين النسخ، وقد فازت بجائزة نوبل.
فالصين، هذا المارد الهائل، بقي كما لو أنه يعيش على هامش العالم، وقد جاءت ملحمة “الأرض الطيبة”، لتميط اللثام عن هذا التنين الذي لا يعرف العجز والاستسلام للاقدار حتى وأن اضطر لأكل الأعشاب والتراب، ولعلني أتذكر الآن كيف وصفت الكاتب مشاهد فقراء الصين وهم يتلذذون بأكل التراب بأسلوب آسر ومثير دفعني حينها لتجريب أكل التراب ! الأرض الطيبة ليست مجرد رواية أدبية بل تعد مرآة كاشفة لحقيقة المجتمع الصيني في أعماقه إذ صورته بفقرائه وفلاحيه في الريف، بمشرديه في المدينة، كما بأغنيائه ونمط عيشهم الباذخ. وصورت آلهة ومعتقدات وعادات وأساطير الصين، كما صورت الحياة اليومية بتفاصيلها.لقد قدمت لنا بيرل باك عبر سرد قصة حياة أسرة عجيبة، مجتمع الريف ومجتمع المدنية، وقدمت لنا نموذجاً لمكافح مرّ عبر كل المستويات الاجتماعية التي تمثل مجتمع الصين.إنها قصة كونية مروية بأسلوب آسر. فيها شيء عن كل أسرة في كل مجتمع. وذلك ما يجعل منها رواية خالدة في تاريخ الادب الإنساني العالمي. وقد نالت الكاتبة جائزة نوبل بسبب هذه الرواية. ومن يقراء رواية الأرض سوف يعرف الصين ويفهم سر نهضته وتفوقه وحينها سيبطل عجبه!

اليكم بعض المشاهد الساحرة التي وصلتني قبل قليل عبر الأثير مع نسخة من صحيفة قويلين اليوم وصور الوفد العربي