fbpx
في ذكراها العاشرة..” 13 أكتوبر 2007 مجزرة شهداء منصة ردفان التي غيرت المعادلة”.. الجنوب قاب قوسين من استكمال استقلال دولته
شارك الخبر

يافع نيوز – أديب السيد:

لن ينسى شعب الجنوب، ما حدث في مثل هذا اليوم 13 اكتوبر 2007، تلك اللحظات التي غيرت المعادلة في الجنوب، وارتكب نظام الاحتلال اليمني مجزرة دموية فضيعة، شهدتها منصة الشهداء وسط مدينة الحبيلين بردفان.

مجزرة  13 أكتوبر 2007 في ردفان، والتي نشهد اليوم ذكراها العاشرة، كانت حدثا غير عادياً، بعد ارهاصات شهدتها العاصمة عدن واطلاق مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي في 13 يناير 2006م، ومن ثم شرارة المتقاعدين الامنين والعسكريين الجنوبيين، في 7 يوليو 2007م.

دفعت ردفان في مجزرة منصة الشهداء بالحبيلين، دماء زكيه، لفرض ارادة الشعب الجنوبي، في اقامة فعالية جنوبية كانت هي أول فعالية ضخمة من نوعها تحتضنها أرض الجنوب، وتكسر عنجهية جيش الاحتلال، وتؤكد أن إرادة الشعوب لا تقهر،  وأكبر من الجيوش وفوهات المدافع والدبابات.

كانت تلك المجزرة نتيجة  لتوجيهات صريحة  اصدرها زعيم الاحتلال الغاشم، علي عبدالله صالح، وقيادات جيشه، باطلاق الرصاص على الفعالية التي يعتزم شعب الجنوب اقامتها في منصة ردفان، حيث ادت تلك التوجيهات الى ارتكاب مجزرة دموية فضيعة، سقط فيها اربعة شهداء واصيب اكثر من 22 جريحاً، لم تتسع لهم مستشفيات ومستوصفات ردفان.

فسقط الشهداء الابرار الذي رووا بدماءهم بذرة الحرية، واعلنوا لكل العالم، ان الجنوب انتفض ونهضه مارده بعد طول صبر على حماقات وممارسات نظام الاحتلال الهمجي، ولن يهدأ حتى طرد الاحتلال وجيشه وتطهير أرض الجنوب منهم.

والشهداء هم:

– الشهيد عبدالناصر حمادة.

– الشهيد شفيق هيثم حسن.

– الشهيد فهمي محمد حسين .

– الشهيد محمد نصر العمري.

وأكثر من 22 جريحاً  .

كسرت ردفان في مثل هذا اليوم، ومعها كل شعب الجنوب، هيلمان جيش الاحتلال، وتم فرض الارداة الجنوبية، والتي توصلت بعدها مسيرات وفعاليات الجنوب، وتمددت لتصل الى كل شبر من الجنوب، ويسقط معها نظام الاحتلال فعلياً.

دماء غالية ثمناً دُفعت لهذا التأسيس الجديد الذي صنع تحولات جوهرية في تأريخ الجنوب، ونضالاته ضد الاحتلال القمعي الدموي الذي ظل كاتما على انفاس الجنوب منذ الغزو والاحتلال عام 94، وسقوط الوحدة اليمنية تحت مجنزرات الشمال وجيشه الاستبدادي الطاغي.

وكما صنعت ردفان التحول في ثورة 14 اكتوبر 63، بسقوط أول شهيد هو الشهيد راجح بن غالب لبوزة، صنعت ردفان عام 2007م، تحولا جنوبياً بسقوط شهداء وجرحى منصة ردفان عام 2007م.

وها هو شعب الجنوب اليوم، يتوهج من جديد، ليحتفل بذكرى ثورة اكتوبر في نسختها الـ54، وفي نفس الوقت يسنفر لحماية مكتسباته التي تحققت، ويواصل الوفاء لتضحيات ابناءه، ودماء شهداءه الزكية، التي روت كل شبر من ارض الجنوب منذ العام 2007 وحتى اليوم.

تأتي اليوم هذه الاحتفالات بالذكرى 54 لثورة 14 اكتوبر، بعد تحقيق انتصارات وانجازات جنوبية كبرى تمثلت في هزيمة مليشيات الحوثيين وعلي عبدالله صالح الممولة من ايران، والساعية لاعادة تجديد احتلال الجنوب، وحصار دول الخليج وكل الدول العربية من قبل ايران الرامية لتنفيذ مخططها العدواني، والسيطرة على باب المندب الجنوبي وخليج عدن،

فانتصر الجنوب، وتم طرد تلك المليشيات من عدن ومحافظات الجنوب، بمساندة ودعم من قوات التحالف العربي وبقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، والتي أطلقت منذ بدء الحرب على الجنوب، عاصفة الحزم بأوامر من خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز.

لقد اثبت الجنوبيون انتمائهم الاصيل الى حاضنتهم العربية وتمكنوا بمساندة التحالف العربي من تطهير الجنوب من مليشيات الحوثي وصالح التي تدعمها ايران، وأصبحت هناك شراكة حقيقة بين التحالف العربي والشعب الجنوبي تعزز عمق العلاقات والتعاون وتعيد الجنوب جغرافيا وشعبا وهوية عربية الى مكانها الطبيعي بين اشقاءه العرب.

وسجل شعب الجنوب وقواته الباسلة، انتصارات كبيرة، عجزت دول عظمى عن تحقيقها، تمثلت بمكافحة الارهاب، وهزيمة عناصره وجماعاته، في كل محافظات الجنوب، وهو الحدث الذي صار في الجنوب محط انظار واعجاب كل دول العالم، وحاز على اشادات عربية ودولية.

اليوم الجنوب امام واقع جديد في ظل الانتصارات التي تحققت وفي ظل الشراكة الجديدة مع قوات التحالف وفي ظل ظروف صعبة يمر بها الجنوب نتيجة خروجه من حرب مدمرة استهدفت البنية التحتية وتسببت في دمار هائل وواسع في كل القطاعات .

ولكن لأن الجنوب المحرر، بات خارج سلطات الاحتلال الشمالي ميدانياً، فقد سعت قوى الاحتلال الشمالي، عبر جناحها حزب الاصلاح الذي يحسب على شرعية الرئيس هادي، لاستمرار احتلال الجنوب سياسياً، والتمهيد لإعادة الاحتلال ميدانياً، فشكلت الاوضاع الامنية بعدن والجنوب تحدياً بارزاً، ولكن القوات الجنوبية حسمت الامور الامنية باسناد مباشر من التحالف العربي.

الا ان الشرعية التي يسيطر عليها حزب الاصلاح اصبحت عائقاً سياسيا في الجنوب، من خلال ممارساتها الضارة بالانتصارات الجنوبية والعربية التي تحققت في الجنوب، وباتت تطعن الجنوب في ظهره، الذي لا يزال ابناءه يقدمون تضحيات جسيمة في جبهات الجنوب الحدودية، بل وفي جبهات الشمال في الساحل الغربي وشمال صعدة.

فاضطر شعب الجنوب، وببديهة نضالية نابعة من الحرية والحرص على حماية المكتسبات الجنوبية والعربية، الى تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اعطى شعب الجنوب كامل تفويضه وثقته للقائد الجنوبي المناضل اللواء عيدروس قاسم عبدالعزيز الزُبيدي القائد الاعلى للمقاومة الجنوبية، والذي كان عند حسن ظن شعب الجنوب به، فاعلن عن تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، والذي اصبح ممثلا سياسيا لشعب الجنوب، وغطاء سياسي رسمي لشعب الجنوب وقضيته الجنوبية.

وها هو شعب الجنوب، من خلال ذكرى اكتوبر 54، يجسد مجدداً ارادته الفولاذية، ويرسم لوحة تلاحمية شعبية قل ان تجدها في التاريخ الحديث، فمن خلال احتفالات ذكرى اكتوبر اليوم، يجدد الشعب الجنوبي لكل العالم، ثباته وتصميمه على نيل استحقاقاته السياسية، وتتويج تضحياته ونضالاته الطويلة، داعيا كل العالم أن يقف الى جانبه في استعادة استقلال دولته، التي لن تكون إلا حارساً أميناً للأمن القومي العربي، والامن والسلم الدوليين، من خلال مكافحة الارهاب ونبذ العنف، وتحقيق السلام، وحماية حقوق الانسان وتعزيز الحريات العامة، والالتزام بكل المعاهدات والمواثيق الدولية .

وما يتطلبه الجنوب اليوم، هو الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي، وبذل المزيد من الجهد في المجالين الامني والسياسي للحفاظ على النصر العربي والجنوبي، وتتويج نضالات وثورة شعب الجنوب، بالنصر المؤزر واستكمال الهدف المنشود باستعادة استقلال دولة الجنوب الجديدة على كامل ترابها الوطني.

 

 

 

أخبار ذات صله