fbpx
عن اتفاقية التعاون الاكاديمي بين جامعة عدن وجامعة سيدي محمد المغربية.

د. قاسم المحبشي

حينما قرأت خبر في موقع جامعة عدن أن رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور قد وقع اتفاقية شراكة وتعاون أكاديمي مع رئيس جامعة سيدي محمد عبدالله، ظهر المهراز فاس، الأستاذ الدكتور عمر صبحي، وذلك في عصر يوم الخميس الموافق ٢٠١٧/٧/١٤م .أسعدني ذلك كثيرا وظليت ابعث في موقع الجامعة عن نص الاتفاقية وبنودها بغرض معرفة فحواها، والاحتفاء بها ومنحها ما تستحقه من الاهتمام والاهمية والقيمة بوصفها اتفاقية على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لنا في جامعة عدن، وقد بادرت الى كتابة رسالة تهنئة ومباركة خاصة للأخ الأستاذ رئيس الجامعة بإنجاز هذه الاتفاقية التي طالما وقد انتظرناها منذ زمن طويل، رغم ما تتميز به التجربة الأكاديمية في المغرب العربي الكبير من سمات وخصائص أكاديمية جيدة بالقياس الى التجربة الأكاديمية في بلاد المشرق العربي
الذي ننتمي اليه ومن تجربتي الشخصية
في الأكاديميات المشرقية إذ درست البكالوريوس في جامعة عدن وحضرت رسالة الماجستير بين جامعة دمشق وعدن وسنحت لي الفرصة باستكمال دراسة الدكتوراه في جامعة بغداد. ومن خلال اطلاعي وقرأتي لبعض منتجات العلم والفكر والأدب الأتي من بلدان المغرب العربي، شعرت بالرغبة لزيارة بلاد المغرب العربي الكبير والاطلاع عن كثب على تجربتهم الأكاديمية المتميزة، إذ عقدت العزم على البحث عن فرصة ممكنة لتلبية هذه الحاجة، فاغتنمت فرصة حق التفرغ العلمي المستحقة، فكانت المغرب هي وجهتي المفضّلة، وكان لي ما أردت. إذ تمكنت في سبتمبر عام ٢٠١٤م من الوصول الى المملكة المغربية، بغرض التفرغ العلمي، بجامعة سيدي محمد عبدالله، ظهر المهراز. بفاس، كلية الآداب والعلوم والإنسانية، بعد مراسلات استمرت أكثر من عام بتعاون الصديق العزيز الدكتور أنيس ثابت عثمان الردفاني الذي كان يحضر أطروحة الدكتوراه في ذات الكلية تخصص الإعلام الجديد، إذ لم تخني الذاكرة!
ذهبت من مطار كازبلانكا مباشرة الى فاس بالقطار، وفِي اليوم التالي اصطحبني الدكتور أنيس الى الجامعة والكلية وقابلت السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز الأستاذ الدكتور عبدالاه بلمليح الذي استقبلني بحفاوة طيبة. وقد حرصت أن اهدي له شعار جامعة عدن الذي اشتريته من ادارة جامعتنا خصيصا لهذا الغرض، بوصفه مدخلا للتعريف بالمؤسسة الأكاديمية التي قدمت منها، بحضور الأستاذ الدكتور مفضل الكنوني استاذ الأدب والنقد الأدبي ورئيس نقابة المعلمين في الكلية والدكتور أنيس ثابت عثمان.

اولا: نبذة عن جامعة سيدي محمد عبدالله؟

توجد في المملكة المغربية ١٤ جامعة حكومية وعدد من الجامعات والتكوينات الخاصة وتعد جامعة سيدي محمد عبدالله فاس من أهمها تأسست في ١٧ أكتوبر ١٩٧٥م في مدينة فاس، تحتوي على عشر كليات تخصصية وعدد من الكليات المتعددة التخصصات. نظام التعليم فيها هو تعليم جامعي عمومي. عدد طلابها ٧٤٠٤٢ يتخرج منها سنويا ٣٤٢٥، تظم ١.١٢ استاذا. وتتميز الجامعات المغربية بنظامها الأكاديمي والاداري المستقل نبسيا، إذ يخضع نظام اختيار روؤساء الجامعة وعمداء الكليات لعملية مفاضل أكاديمية صارمة، فيما يسمى بنظام المشاريع الممكنة التنفيذ كل أربع سنوات حيث يتقدم كبار الاستاذة الراغبين في منصب رئيس الجامعة أو عميد الكلية لتقديم مشاريعهم المكتوبة الى هيئة مستقلة من الخبراء الأكاديميين المتخصصين لفحصها وتقييمها واختيار أفضل ثلاثة مشاريع بوصفها أجودها تتم عملية القرعة بينها ومن يفوز بنظام القرعة
عليه الشروع بتنفيذ مشروعه الهداف الى تطوير المؤسسة المعنية وإداراتها وتنميتها وتفعيلها اداريا وفنيا وأكاديميا ويتحمل المسؤولية الكاملة عن أي اختلالات أو تقصير يحصل. وقد علمت من السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس الأستاذ عبدالاله بمليح أن هذا النظام يسري على أختيار روؤساء الأقسام العلمية في كل كلية من كليات جامعة سيدي محمد عبدالله.
ومن مؤشرات النجاح في ادارة الأقسام العلمية والكليات والجامعة يعد الإنتاج الفكري العلمي الأكاديمي السنوي لاعضاء الهيئة التدريسية هو أهمها واحد معاييرها فضلا عن الشفافية المالية والإدارية في صرف الميزانية المخصصة للمشروع.

ثالثا: أهمية اتفاقية الشراكة والتعاون الأكاديمي بين جامعة عدن وجامعة سيدي محمد عبدالله المغربية.
لا شك أن هذه الاتفاقية تنطوي على أهمية
استراتيجية في تعزيز مكانة وحضور جامعة عدن بين الجامعات العربية المماثلة
إذ جاءت الاتفاقية بعنوان : ( اتفاقية تعاون أكاديمي بين جامعة عدن وجامعة سيدي محمد عبدالله فاس ) تجسيدا للرغبة المشتركة لتفعيد وتعزيز أواصر التعاون العلمي الأكاديمي والثقافي المشترك بين الجامعتين في ثلاثة عشر مادة تحتوي على كل البنود الهادفة لتفعيل وتعزيز العلاقة الثنائية بين الجامعتين ومنها:
١- العمل على تنشيط وتشجيع التعاون العلمي في مجال العلوم الطبيعية والإنسانية .
٢- تنشيط وتشجيع التبادل بين الهيئات التعليمية في الجامعتين.
٣- العمل على تشجيع نظام التوأمة بين الكليات المتناظرة.
٤- العمل على تشجيع تبادل دعوات المتخصصين للمشاركة في الندوات والمؤتمرات العلمية، وإقامة الفعاليات العلمية المشتركة.
٥- العمل على تشجيع البحوث المشتركة بين الباحثين من الجامعتين وتأليف الكتب والترجمة المشتركة للباحثين .
٦- تبادل استقبال زيارات القيادات العليا من الجامعتين.
٧- تشجيع النشر المشترك وتبادل المنشورات والدوريات الصادرة عن الجامعتين.
٨- تشجيع النشاطات الطلابية الزيارات المتبادلة بين طلاب الجامعتين ، وتنظيم الفعاليات المشتركة لطلاب الجامعتين
٩- تشجيع وتعزيز علاقات التفرغ العلمي بين أعضاء الهيئة التدريسية من الجامعتين.
١٠- الاستضافة المتبادلة للمبعوثين من الجامعتين وتوفير السكن وتسهيل مهامهم العلمية والعملية.
١١- يتم العمل بهذه الاتفاقية من تاريخ التوقيع عليها وتسرى لمدة ستة سنوات قابلة للتجديد بحسب رغبة الطرفين. مع إعداد برنامج تنفيذي لمدة علمين لتحقيق ما جاء فيها.
تلك هي أهم بنود الاتفاقية التي تم توقيعها
بين رئيس جامعة عدن ورئيس جامعة سيدي محمد عبدالله بفاس بتاريخ ٢٠١٧/٧/١٤م.
وهكذا وقد مضى على توقيع الاتفاقية ثلاثة أشهر متتالية نتمنى أن تجد طريقها الى التنفيذ والشروع في إعداد البرنامج التنفيذي لتحقيق بنودها لما سوف يكون لذلك من تعزيز مكانة جامعة عدن في الدوائر الأكاديمية العربية فضلا عن ما يمكن اغتنامه من تفعيل وتنشيط العمل الأكاديمي والبحثي والثقافي بين الجامعتين . والآخر مرآة الذات وبالاحتكاك
والتعاون مع الآخرين يمكن لنا أن تعرف على حقيقة وضعنا الأكاديمي ونحث السير على درب تجاوز الإخفاقات وتعزيز النجاحات في مختلف المجالات الأكاديمية والإدارية والتنظيمية التي تحتاج الى استشعار الجميع بالمسؤولية.
ختاماً: نقول شكراً للأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور رئيس جامعة عدن على توقيع هذه الاتفاقية المهمة مع رئيس جامعة سيدي محمد عبدالله المغربية الأستاذ الدكتور عمر
صبحي. وكل ما نتمناه من الزملاء الاعزاء والزميلات العزيزات أعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية والقيادات الإدارية والطلاب في جامعتنا الحانية أن لا يتركوا هذه الفرصة السانحة تمر دون فائدة بل على الجميع الاستجابة الفاعلة معها والبحث عن ما تتيحه من فرصة ممكنة لتطوير وتنمية كليات جامعة عدن بالاستفادة من خبرات وتجارب الاخرين.