fbpx
تحية “للدور التخريبي للإمارات”

د عيدروس نصر
تعبير “الدور التخريبي للإمارات العربية المتحدة” ورد على لسان احد انصار الشرعية في لقاء تلفيزيوني مع إحدى الفضائيات كنت وإياه ضيفي البرنامج.
مما قاله الضيف أن الإمارات وافقت على مبادرة كيري التي قال أنها تستهدف الإطاحة بالرئيس هادي.
قلت لمذيع القناة والمشاهدين ان مبادرة كيري لم تكن من صنع الإمارات العربية المتحدة وان صاحبها هو وزير الخارجية الامريكي في عهد الرئيس السابق اوباما وان من وافق عليها اربع دول من بينها بريطانيا والمملكة العربي السعودية ولم تكن الإمارات إلا رابع اربعة لكن المتحدث لم يذكر الدول الثلاث لغاية في نفسه.
ولم يفت الرجل التاكيد بان تحرير باب المندب وذباب والمخا ليس إلا استمرار للدور التخريبي للإمارات.
هذا الكلام بالنسبة لقائله لا يحوي اي تناقض منطقي، بل هو متناسق ومتسق منطقيا مع نهج واستراتيجية من يعبر عنهم من ادعياء نصرة الشرعية، ذلك لأن كل ما ينتصر للحقيقة ويعيد الحق لاصحابه هو تخريب ومؤامرة بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا يرغبون في إطالة عمر الحرب في هذه المناطق ليستثمروا فيها ماليا وسياسيا، وما تحرير الجنوب ومعه بوابة البحر الأحمر وإسقاط معسكر خالد إلا جزء مما يخيف هؤلاء ويكشف عوراتهم ويفضح مخططاتهم حتى وإن ادعو تاييدهم للشرعية والتحالف العربي.
بالنسبة للجنوب فإن الشعب الجنوبي لا يمكن ان ينسى الدماء الإماراتية التي سالت في معركة تحرير ارضه، ولا يمكن للجنوبيين ان ينسوا ما قدمته الإمارات في تاهيل وتجهيز القوات الامنية (من قوات الحزام الامني والنخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية) التي نجحت في التصدي للعمليات الإرهابية وكشف أكثر من عصابة وإفشال اكثر من عملية قبل وقوعها وتثبيت الاوضاع الامنية باتجاه المزيد من الامن والاستقرار.
كما لا يمكن للجنوبيين ان ينسوا ما قدمته وتقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال إعادة إعمار المرافق الخدمية من مدارس ومستشفيات ومراكز صحية وطرقات وشبكة النقل البري وغيرها من المرافق فضلا عن الاعمال الإغاثية الدوائية والعلاجية والغذائية التي يقوم بها الهلال الاحمر الإماراتي والتي وصلت إلى معظم المحافظات والمديريات الجنوبية.
وهذا الحديث لا يعفينا من الإشارة إلى الدور الذي يلعبه الدعم المقدم من المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لمواجهة المشروع الفارسي في بلادنا من خلال الإسناد العسكري والدعم الإغاثي عبر مركز الملك سلمان.
ربما تنطلق فلسفة القائلين ب”الدور التخريبي للإمارات” من هذه النقطة فاي تقدم يحققه الجنوب هو بالنسبة لهم تخريب ومؤامرة وهذا يؤكد موقفهم العدائي تجاه الجنوب لأنه لا يمثل جزءً من ارضهم ولا يدخل دائرة اهتمامهم إلا البقرة الحلوب التي تدر على زعمائهم من القادة الناهبين عشرات المليارات في الشهر الواحد وما عدا ذلك فهو عدوهم اللدود.
أشرنا إلى القليل من الكثير الذي قدمته وتقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مما يعتبره بعض انصار الشرعية مؤامرةً وتخريبا.
فإذا كان التخريب والمؤامرة هكذا فأهلا بالتخريب واهلا بالمؤامرة.