fbpx
العودة إلى المقبرة عفوا إلى المدرسة !!

وجدي صبيح

اتذكر أن من أعدم قطط حارتنا ونصب المشانق للكلاب هم طلاب المدرسة فهم في حرب ضروس مع حيوانات الحارة .. وما رايته أخر مرة من طلاب المقبرة هو عملية دفن حمار العم جون وهو حي .

في البداية نبارك للسادة الطلاب بدء العام الدراسي الجديد ونشد على أيديهم وهم يختارون مواقعهم  في القبور الجديد عفوا الصفوف الجديدة وندعوا الله أن يخفف من وطأة هذه الكارثة التي حلت عليهم ليقضوا سنة أخرى من أعمارهم بين جدران مصانع الفشل الأسمنتة السميكة .

الحقيقة الأولى : مدارسنا رغم أنها تفوح عراقة إلا انها فشلت في استقطاب طلابها على الوجه المطلوب أقصد هنا أن المدارس الحكومية فاشلة بصورة رهيبة وعلى طول السنوات الماضية في إقناع اغلب طلابها بحبها  وكيف لها ذلك يقول آخر وهي عاجزة وفاشلة في إيجاد سببا واحد أو شبه سبب في تشويق الطلاب وترغيبهم وإعلان حبها لهم وضمهم تحت اجنحتها بحنان وعطف .. هل سمعت مدرسة يوما يشتاق لها أحد ابنائكم أو أبناء جيرانكم طبعا الجواب لا غالبا لأن غالبيتنا نخاف من المقبرة دوما .

الحقيقة الثانية : الأستاذ المقاول الكل يعرف هذا الأستاذ وهو غالبا يرى الطلاب كاكياس اسمنت ووفقا لنظرته الثاقبة هذه يتصرف معهم طوال العام .. وبعبارة مهذبة هناك أساتذة في مدارسنا ينظرون إلى التعليم على انه حرفة وليس رسالة ولهذا تنتهي مهمة أستاذنا اذا ما استعرض الدرس ولا شيء يهمه بعد ذلك .

الحقيقة الثالثة : مدارسنا لا تزرع الأخلاق بل في كثير من الأحيان تفسد الأخلاق ولا يوجد لها تأثير إيجابي في مسيرة الطالب بل مجمل مايخرج به الطالب هو رفقة سيئة وألفاظ بذيئة ولعن على الموضة واكتساب تصرفات وعادات أدنى ما يمكنا قوله أنها مخالفة لروح التربية والتعليم .

الحقيقة الرابعة : هدم للمستقبل  هناك الكثير من المدارس أو حتى الأساتذة عبارة عن معاول هدم يعبثون بمستقبل الطلاب وهم لا يشعرون وذلك قد يكون بكلمة أو تصرف أو نظرة أو أي وسيلة أخرى لتتوقف بعدها مسيرة فرد في المجتمع ويحكم عليه بالفشل طول العمر والسبب أن الأستاذ مزاجه لم يكن جيدا في تلك اللحظة وصادف وجود ذلك الطالب المسكين صاحب الحظ السيء .

ستبقى المقابر تصدر الكثير من الأموات التي تتجول بشوارعنا ويبدو أن ذلك لن يهمها ابدا .. اذا فالمطلوب من الواحد منكم الإشراف المباشر على أبنائه والتدخل في حالة الانحراف فالمدارس لا ينتظر منها إصلاح حقيقي على الأقل طوال العشر السنوات القليلة القادمة .