fbpx
الرئيس صالح وأذن الجمل*

د عيدروس نصر
في الأرياف التي تستخدم الجمل وسيلة رئيسية للنقل هناك تعبير شائعٌ يقول “عادك ما شفت من الجمل إلا اذنه” ويستخدم المثل للإشارة إلى ضخامة القادم مقارنة مع الحاضر الصغير الذي قد يتصوره البعض مهولاً.
لست من محبي التشفي، بل إنني أتألم كثيرا لسماعي أخبار القتل حتى عندما يكون الضحايا من الأطراف التي أختلف معها، فإزهاق الأرواح هو عمل ممقوت بالنسبة لي سواء كان أصحاب هذه الأرواح أصدقاء او أعداء، ومن هنا أشير إلى إن تناولتي هذه ليست سوى تحذيرا مما قد تأتي به الأيام القادمة لمعسكر الرئيس السابق.
اعتاد صالح أن يبني المعادلات السياسية ويتحكم في سيرورتها وصناعة مخرجاتها وتفكيكها عند الحاجة، وبنى تحالفه مع الحركة الحوثية على هذا الأساس.
لكنه نسي أمران: الأول أن علاقته بهذه الحركة لم تكن على ما يرام خصوصا وهو المتهم بإعطاء الأمر المباشر بقتل زعيمها المؤسس المرحوم حسين الحوثي.
والثاني إن الحركة الحوثية كيان فتي وصاعد وتحكمه عقيدة الوصول إلى السلطة بأي ثمن ولو حتى بدون مواطنين وهو ما يعني استعدادها للتضحية بكل الأشياء وكل الكيانات والأفراد في سبيل تحقيق أهدافها المعلنة والخفية فما بالنا والكيان المقصود عدو سابق ما تزال دماء ضحاياه من رجال الحركة لم تجف بعد.
صالح شكا بالأمس من تعرض أحد أنصاره للقتل هو المرحوم خالد الرضي وتعرض ابنه للتفتيش رغم التعريف بنفسه، فضلا عن تعرض المئات وربما الآلاف من أتباعه للاستبعاد من مواقعهم في الأجهزة العسكرية والأمنية والتنفيذية وادعى أنه وجه انصاره بضبط النفس والتروي حفاظا على وحدة الجبهة الداخلية.
والحقيقة أن تغاضي صالح وأنصاره عما يتعرضون له من إهانات وتحجيم واعتداء على يد (حلفائهم) ليس ضبطا للنفس ولا حرصا على الجبهة الداخلية ولكنه بسبب العجز ومحدودية الخيارات وتراجع كفته في ميزان القوى مع الحركة الحوثية الفتية والطائشة والمتعطشة للبطش والاستيلاء على السلطة بأي ثمن.
ليس هذه هو أسوأ ما في الأمر بل إن الأسواء لم يتجلَّ بعد ويبدو أن صالح لم يرَ من الجمل إلا اذنه، كما يقول المثل، ومع ذلك يشكو منها على صغرها .
لن أتناول كيف تعامل صالح مع شركائه على مر التاريخ وعلى وجه الخصوص الشريك الجنوبي عندما داس بدباباته وأحذية جنوده على اتفافية لم تكمل السنة الثالثة من عمرها وحول الجنوب من شريك بالمناصفة في سراء اليمن وضرائها إلى مجرد أرض تعطي كل شيء ولا تأخذ شيئا، لكنني أشير إلى حقيقة ثبتها الأقدمون في تراثنا الفكري والفلسفي الجميل لكن بعض الساسة لا يريدون أن يتعلموها رغم بساطتها وبديهيتها تلك التي تقول “كما تدين تدان” و “الجزاء من جنس العمل”.
__________________
* من صفحتي على فيس بوك