fbpx
محاولة لقراءة خلاف صنعاء وعلاقته بالجنوب
يتساءل الكثيرون عن ظهور الخلاف المعلن بين شركاء انقلاب صنعاء ، في ظرف يخوضون فيه معارك مع قوة تفوق قوتهم معا؟ هل يمكن ان يكون ادعاء الاخلال بالشراكه هو السبب؟؟ ام ان هناك ماهو ابعد من هذا الادعاء؟؟ لا ارى في هذا الادعاء سببا لتازيم علاقة الشريكين الى درجة احتمال المواجهه، ذلك ان الشريكين يدركون خطورت خلافهم على سير المعارك التي يخوضونها امام خصم قوي وعنيد ، لذلك فان اهمية الشراكه في الحرب ستفرض عليهم حلا لخلاف الشراكة في السلطه ..
لاتفسير معقول لخلاف حقيقي بين شريكين في حرب احتمال هزيمتهما فيها وارده الا في حالة واحده ، هي حصول احد طرفي الشراكه بالذات (المؤتمر) لضمان اقليمي ودولي يتضمن (ايقاف الحرب من ناحية واعتباره الشريك في حل سلمي مع الشرعيه اليمنيه) مقابل التخلص من شريكه الغير مرغوب في شراكتة في اي حل سلمي ، لكن لن يكون هذا كافي للمؤتمر للتخلص من شريكه في الحرب ، فهو بحاجه الى فرض توازن قوة تضمن له تعزيز مكانته في الوضع القادم ، ولن يكون البديل غير ضمان بقاء الجنوب جزء من الدولة القادمه يضاف له اقصاء الرموز الجنوبيه في سلطة الشرعيه واعتبار الرموز الجنوبيه في سلطة الانقلابيين هم من يمثل الجنوب في الدولة القادمه، الامر الذي يوحد قوى النفوذ اليمنيه (شرعية وانقلابيون) تجاه صفقة رابحه (الاحتفاظ بالجنوب والتخلص من كل المنافسين انصار الله+ الجنوبيين شرعية وقوى ثوره)، ومن أجل ذلك ستشارك قوات المقدشي وعلي محسن في المساندة عسكريا للتخلص من انصار الله اولا ثم يتوجه الطرفين جنوبا ..لو افترضنا حدوث هذا الاحتمال ، وهو مايمثل جولة جديدة من الصراع طابعها في الاصل (جنوب شمال )وتصبح قوى الثورة الجنوبيه ورموز الشرعية الجنوبيه مستهدف اخراجها خارج ترتيبات الحل الناقص ، مع ان اي اتفاق يتجاهل تضحيات الجنوبيين في سبيل الاستقلال واقامة دولتهم المستقله لن يضمن استقرار المنطقه ..ليس هذا فحسب بل ان علاقة شعب الجنوب ممثل بشارع الثوره مع دول التحالف العربي بالذات في الجزيرة والخليج ستصاب بمقتل ..تجاه امكانية حدوث هذا الاحتمال او مايقارب له.
يتساءل الكثيرون عن موانع فتح علاقة تفاهم حول مستقبل الجنوب بين المجلس الانتقالي الجنوبي والاخ الرئيس الجنوبي عبدربه منصور بدلا من استمرار قطيعه لاتخدم الطرفين ولاتخدم مصلحة الجنوب وطن وشعب وقضية ؟؟؟ ان الشرخ النافذ بين الشعبين الجنوبي واليمني يجعل الطرفين امام مسؤلية وطنية تذوب امامها التباينات على سلطة وهمية تسبب في ضياع الوطن بكله ..يبدو ان بطانة الاخ الرئيس من الجنوبيين بالذات لايرون في علاقتهم بالرئيس غير تحقيق رغباتهم الشخصيه(وظيفة ومال) التي لايحققونها دون ايهام الرئيس بخطر اي تقارب مع المجلس الانتقالي ،وهكذا تصبح قضية الوطن خارج اهتماماتهم ..لن يفيد الرئيس مايقوم به انصاره من محاولات اختراق وتشتيت قوى الثورة الجنوبيه بقصد تطويع ولو جزء منها لضمان قبولها بالتبعيه لهم، وهو مايرونه ضمان لاستمرار فسادهم المحسوب على الاخ الرئيس..
اخيرا استطيع القول ، لن يفلح من يحاول قبر قضية شعب قدم سيول من الدماء واشهر قضيته الوطنيه على كل المستويات وحرر تراب وطنه من الاحتلال ،أو من يحاول اقصاء الحامل السياسي لتلك القضية الوطنيه وهو يمد يده لكل الجنوبيين دون استثناء للتعايش في وطن يتسع لكل ابناءه ويبدي استعداده لمعالجة اي اخطاءات بروح المسؤلية الوطنية…. اما ان الاوان ان يستشعر الجنوبيون بكل توجهاتهم ومواقعهم في الثوره والشرعيه الاخطار المدهمه لقضية وطن ومستقبل اجياله؟؟ ان كان كذلك فلمن يعملون ؟؟ ومن يمثلون باحتلال مواقع قياديه هنا وهناك ؟؟ الكرة في ملعب الاخ الرئيس..
بقلم الشيخ عبدالله الحوتري