fbpx
في عدن .. تُصاغ ملحمة النصر والنجاح

الملحمة هي حكاية شعرية مليئة بالأحداث تُحكى للأجيال عن انجازات بطولية قامت بها جماعة أو فرد لبناء الأمة والمجتمع .. حديثاً خرج هذا المصطلح عن إطاره الشعري الشعبي ليعم كل الأعمال البطولية الجبارة والمترابطة والمتناغمة التي تبهر بانجازاتها سكان المعمورة . 
إعادة دوران عجلة التنمية وتطبيع الحياة بعدن ، في هذه الظروف المعقدة والاستثنائية يعد عملاً ملحمياً بطولياً لا يستهان به مطلقاً . لقد تعرضت مدينة عدن إلى دمار في بنيتها التحتية والأخلاقية وانهارت أواصر الثقة والتعاون بين الناس والحكومة حتى أنهم باتوا ينكرون كل ما تقوم به من أعمال ويطلبون منها حلول سحرية سريعة لكل المشاكل والقضايا المتعلقة بهم .
الدور المسئول للمواطنين في عملية التنمية وتطبيع الحياة مهم جداً فهو يُسرّع من دورانها ويقلل من تكلفة انجازها ، بل أن المواطن يجب أن يكون شريك أساسي للحكومة الشرعية في صياغة هذه الملحمة وإعادة الأمل لمدينة عدن والمدن اليمنية المتضررة الأخرى والاستفادة القصوى من الدعم السخي الذي تقدمة دول التحالف في مقدمتها السعودية والإمارات .
هناك الكثير من التجارب العظيمة التي صاغتها الشعوب في تاريخها الحديث والمتمثلة في المعالجة الجادة للدمار الذي تخلفه ويلات الحروب .. ففي الحرب العالمية الثانية تعرضت معظم العواصم الأوروبية والمدن الرئيسية والقرى إلى دمار شامل مثل لندن وباريس وبرلين وسان بطرسبورج ووارسو ، وتعتبر مدينة يوليش الالمانية هي الأكثر تعرضاً للدمار من المدن الأوروبية بنسبة 97 بالمائة حيث تحولت بعد الحرب إلى مدينة مهجورة كلياً. وبعد الحرب التف الأوروبيون حول قياداتهم وشمّروا سواعدهم للبناء و الإعمار .. كان الوطن عندهم هو الأغلى من الفيد و المناصب أو الثراء ، دخلوا في تحدي مع الزمن ، فانتصروا وأصبحت مدنهم فيما بعد مراكزاً للاقتصاد والسياسية ومقصداً عالمياً للسياحة . 
أدعو شبابنا ومثقفينا وكل المشتغلين بالفكر والإعلام والصحافة أن يعيدوا قراءة تجارب الشعوب وكيف استطاعت التغلب على أثار وويلات الحروب واستخلاص الدروس والعبر والتي بلا شك ستسهم في تنمية الوعي الوطني واستشعار روح المسؤولية لديهم . نحن اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى العقل والتفكير العميق في بواطن الأمور ، وبالفعل لاحظت ذلك التحسن العقلاني في منشورات وتعليقات البعض القليل من رواد وسائل التواصل الاجتماعي وتوقف عدد كبير من مهاجمي الحق وهذا في رأيي ردة فعل ايجابية للنشاط والتحرك الذي يقوم به رئيس الوزراء د.احمد عبيد بن دغر ووزراءه في عدن ولحج وابين وتعز وافتتاح عدد من المشاريع التنموية الهامة .
ماذا ننتظر بعدما قال محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي ” لقد دارت عجلة التنمية في عدن ولن يستطيع احد إرجاعها إلى الخلف ” . إما أن نقف مع الرجلين في خندقٍ واحد أو نصمت وندعهما يعملان مع كل الشرفاء ليكملوا صياغة ملحمة النصر والنجاح .