fbpx
القدس برزخة الأرض والسماء!
شارك الخبر
القدس برزخة الأرض والسماء!

للجغرافيا حضور بوسائل شتى ولكنها دوماً بلا أجنحه

أما التاريخ فهو ذاكرة المكان والزمان .

 

تعد مدينة القدس العربية الفلسطينية أعظم وأهم المدن التاريخية إذ حظيت ولاتزال تحظى بمكانة رفيعة في تاريخ الحضارة الإنسانية لم تضاهيها أي مدينة أخرى وذلك بما تميزت به من قيمة روحية في الأنثروبولوجيا الإبراهيمية اليهودية والمسيحية والإسلامية فهي موطن الإسراء والمعراج للنبي العربي الأمين محمد ابن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وهي بيت المقدس وزهرة المدائن والقدس الشريف وأولى القبلتين وقبة الصخرة والمسجد الأقصى وحائط البراق عند المسلمين وهي أرض الميعاد وأورشليم ومملكة دَاوُدَ وحائط المبكى وهيكل سليمان عند اليهود وهي مهبط الوحي وكنيسة القيامة وايلياء وموطن الصليب وأرض الميلاد والخلاص عند المسيحيين!

وهي في الزمان ضاربة جذورها منذ الأزل بوجهها الكنعاني الحضاري ، وتمتعت بكل من الموقع والموضع ، فكانت ملتقى الاتصال والتواصل بين قارات العالم القديم، تعاقبت عليها معظم حضارات العالم في بلاد الوفدين والنيل واليونان وروما وفارس والحضارة العربية الإسلامية والعثمانية والغربية والإمريكية وأمتها المجموعات البشرية المختلفة، مخلفة وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية التي جسدت الملاحم والحضارة والتاريخ عظم وقدسية المكان، لكن مهما كانت المكانة الجغرافية الهامة للقدس فإن مكانتها الحضارية وتاريخية تبقى هي الأهم

وهكذا هي القدس مدينة الأرض والسماء بؤرة التاريخ ومحور احتدام الحضارة وهذا ما جعلها موضع صراع دائم بين القوى والأقطاب المتنافسة تدفع ثمنه هي وسكانها في كل العصور إذ تعرضت القدس عبر تاريخها الطويل منذ أن أسسها اليبوسيين الكنعانيين القادمين من الجزيرة العربية قبل نحو 6000 للنكبات والحروب والتدمير ورغم كل ما حل بها من نكبات وحروب أدت إلى هدمها وإعادة بناءها ثماني عشر مرة عبر التاريخ ، الإ إنها كانت في كل مرة

كطائر العنفاء تنهض من الرماد وتحلق من جديد

وتستأنف رحلتها بأعظم وأصلب من سابقتها!

يقدر عدد سكان مدينة القدس ب مليون نسمة تقريباً

ويحيطها سُوَريبلغ طوله حوالي ميلين ومعدل ارتفاعه أربعين قدما، ويبلغ عدد أبراج السور في الوقت الحاضر 34 برجا وله سبعة أبواب مفتوحة تحمل ستة منها نقوشا تسجل تاريخ بنائها وأربعة أخرى مغلقة.

كل حضارات العالم القديم والحديث والمعاصر مرت من هنا ولكنها أفلت وبقيت القدس تحمل وشمها

وبصمتها السوداء أو المضيئة وهكذا سيكون مصير

بني صهيون الذين يعيثون اليوم فيها فساد!

ستبقى القدس مدينة السلام والتعايش كما كانت

طوال تاريخها وحينما فتحها الخليفة الراشدي

عمر ابن الخطاب عام ٦٣٦ بعد حصار واستسلام

البطريرك صفر وانيوس حاكمها حينها كتب الخليفة الراشدي عمر ابن الخطاب هذا العهد المعروف بالوثيقة الخطابية :

” بسم الله الرحمن الرحيم”

هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل ايلياء من الأمان ، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صلبهم ، ولا من شئ من أموالهم ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ،ولا يكن بايلياء معهم أحد من اليهود

‎وعلى أهل ايلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص . فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم . ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ، ومن احب من أهل ايلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلى بيعهم وصلبهم ، فانهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا ما منهم ، ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل ايلياء من الجزية ومن شاء سار مع الروم ومن شاء رجع إلى أهله ، لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم ، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك كتب وحضر سنة 15 هـ عمر بن الخطاب ‎خالد بن الوليد عبد الرحمن بن عوف معاوية بن أبي سفيان”.

لكن ماذا فعل الصليبيون حينما استباحوا القدس الشريف درة فلسطين في ليلة 14 يوليو 1099 م استباح الصليبيون القدس بعد أن دخولها من خلال الأسوار عبر أبراج صنعت خصيصا لهذا الغرض حيث دمرا ما شاء لهم أن يدمروه ، نهبوا الكثير من كنوزها والمعادن النفيسة التي كانت على المقدسات ولا سيما قبة الصخرة، وانطلق الصليبيون في شوارع المدينة يقتلون كل من يُصادفهم من الرجال والنساء والأطفال

بوحشية بالغة لم ستشهدها القدس في تاريخها الطويل وكهذا ظلت القدس رهينة للهيمنة الصليبية حتى جاء صلاح الدين الايوبي الذي حررها في معركة حطين الحاسمة عام ١١٨٧م . ودخل المدينة بسلام بعد

إن أعلن بطريركها صفر فنسوا الإستسلام مقابل منحهم العهد بالأمن وعدم الانتقام !

أخبار ذات صله