fbpx
فتاح صالح مسعود الشهيد مرتين*

 

د عيدروس نصر ناصر

منذ أسابيع تداول الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي نبأ استشهاد المقاوم الشاب عبد الفتاح صالح مسعود في جبهة المخا وقد استقبل أهله الخبر برضا وقناعة على مرارة فقد للابن وخسارة الأهيل، لكن لم تمر سويعات حتى جاء النبأ الذي ينفي صحة هذا الخبر حينما اتصل فتاح بأهله ليطمئنهم بأنه حيٌ يرزق ولم يلبث أن زار أهله ليقضي بضعة أيام بينهم.

عبد الفتاح هو ابن المناضل صالح مسعود ثابت الناشط السياسي في مديرية يهر ومحافظة لحج منذ الستينات والسبعينات ومدير مديرية يهر والمشارك الفعال في معارك الحفاظ على الوطن والمقاوم للظلم والاستبداد منذ شبابه المبكر والناشط الفعال في ثورة الحراك السلمية الجنوبية منذ انطلاقتها الأولى.

نشأ فتاح كأبيه منافحا قويا عن الوطن ومتمسكا بقيم الحق والعدل ومؤمنا بعدالة القضية الجنوبية ومدافعا عنها، وعندما حانت لحظة المواجهة مع الغزو الثاني للجنوب لم يتردد فتاح، مثل أبيه عن حمل السلاح والتوجه إلى جبهات القتال وأبلى فتاح بلاءً حسنا في جميع الجبهات التي شارك فيها، وحينما انتصرت المقاومة الجنوبية على الغزاة لم يكتف فتاح بذلك ليعود إلى بيته بل لبى دعوة المواجهة في التحرك مع رفاقه إلى جبهة باب المندب وصولا إلى المخا حتى جاء نبأ استشهاده الكاذب.

وخلال إجازته كان فتاح يقضي أحد الأيام في ساحل جولد مور عندما تعرض أحد الأطفال للغرق وعجز أبوه وكل من هنالك عن إنقاذه، لكن البطل فتاح لم يصبه اليأس من إنقاذ روح الطفل الذي خطفته الأمواج بعيدا في عمق البحر.

رمى فتاح بنفسه وراء الطفل الغريق حتى وصل إليه ودفعه دفعا باتجاه الساحل وقد نجح في إنقاذ الطفل الغريق وإيصاله إلى أهله،. . . .لكن فتاح ما إن أنهى مهمته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بعيد ثواني من تلقي الأب لابنه حيا سليما.

لقد نذر فتاح روحه لإنقاذ طفل أوشك على الغرق، وهذه قمة الفدائية والإيثار، . . لقد أنكر ذاته وآثر غيره وأبى أن يتفرج من بعيد على طفل يموت ربما لا يعرفه لكن تربيته على النبل والإقدام أبت عليه أن يقف متفرجا بل بذل أقصى ما لديه وهو روحه من أجل هذا الموقف النبيل الذي قلما يتكرر في عالمنا الذي اكتسحته الأنانية والذاتية وتراجعت فيه قيم الوفاء والنبل والتضحية والإيثار.

رحم الله الشهيد عبد الفتاح صالح مسعود، وأسكنه فسيح جناته وصادق آيات العزاء والمواساة للأخ المناضل صالح مسعود ولكافة آل الفقيد وذويه وكل محبيه و”إنا لله وإن إليه راجعون”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*   من صفحتي على فيس بوك