fbpx
التحالف العربي وعقوق الجاحدين.

د عيدروس نصر
لا يحتاج الدور الذي لعبه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة التحالف الانقلابي في اليمن إلى مزيد من الدعاية والشرح والإيضاح فالحقائق على الارض تقول ما لا تستطيع قوله مجلدات من الكلام، لكن ما يثير العجب هو تلك الحملة الموجهة حزبيا وايديولوجيا ممن لديهم تصفية حسابات مع بعض أطراف التحالف فيحولون تضحيات هؤلاء إلى اتهامات ومنجزاتهم إلى مؤامرات.
منذ ايام كنت اتابع إحدى القنوات الفضائية العربية وهي تناقش موضوع بعنوان “أطماع الإمارات في اليمن” كان اثنان من ضيوف هذه القناة من انصار الشرعية ولم يدع هؤلاء شرا من شرور الدنيا إلا ونسبوه إلى دولة الامارات العربية المتحدة، بل وصل الامر باحدهما أن اعتبر تحرير المقاومة الجنوبية لمنطقة باب المندب وذباب وميناء المخا بدعم ومساندة القوات الإماراتية “مؤامرة” إماراتية الهدف منها سيطرة الإمارات على هذا المنفذ البحري الهام.
لست في وارد الدفاع عن دولة الإمارات الشقيقة فلديها من المؤسسات الإعلامية
والدبلوماسية ما يغنيها عما يمكن أن نكتبه كما لا استطيع تصور أن تمضي المواجهة مع التحالف الانقلالي دونما اخطاء من قبل هذا الطرف او ذاك من الاطراف المؤيدة للشرعية خصوصا في ظل وجود أجندات متصادمة لدى حلفاء الشرعية من اليمنيين الذين يحاولون نقل تصادمهم إلى دول التحالف التي ما زلت على يقين أنها تعمل بنسق واحد ووفقا لاجندة متكاملة ومتناسقة.
عندما يقول هؤلاء أن تحرير المخا وباب المندب مؤامرة إماراتية فإن هذا يبين لنا اسباب تاجيل التحرك من فرضة نهم باتجاه صنعاء او الإبقاء على ميدي وصرواح بين التحرير وعودة فلول الانقلاب، أنه التصدي ل”مؤامرة ” التحرير التي لا يريد لها امراء الحروب أن تنتصر حتى يستكر الاستثمار في الحرب وحصد الملايين من عوائدها.
هل رأيت عزيزي القارئ تبجحا ووقاحة اكثر من هذا المنطق؟ هل سمعت أن دولة تقدم أرواح ابنائها وتصرف الإمكانيات المادية والنقدية والعينية بملايين الدولارات فتكافأ بالاتهام بالمؤامرة؟
نعرف جيدا أن لدى البعض تصفية حسابات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن هذا لا يعطي هؤلاء الحق في تعسف الحقائق وتزوير اليقينيات وتحويل النجاحات إلى اتهامات في حين يعجزون عن تحريك عربة واحدة من عربات قواتهم المسلحة وفيالقهم العرمرمية خطوة واحدة باتجاه تحرير حقيقي للمناطق الواقعة تحت سيطرة القوى الانقلابية التي عاثت في الارض فسادا وهم منشغلون ب”مؤامرة” الإمارات و”عمالة” المجلس الانتقالي الجنوبي.
إنه عقوق الجاحدين الذين لا يستطيعوا ان ينظروا إلى الآخرين إلا بمنظار “المؤامرة” التي لا يعرفون سواها.
ولله في خلقه شؤون