fbpx
جريدة العرب القطرية تمتنع عن نشر حق الرد بطريقة غير مهنية
بعثت يوم الأربعاء هذه الرسالة لرئيس تحرير جريدة العرب القطرية مرفقة بالمقال ادناه لكن الجريدة امتنعت عن نشر تعقيبي مخالفة بذلك الحق في الرد ونترك للقارئ العزيز الحكم على مهنية الجريدة.
“الأستاذ عبدالله بن حمد العذبة رئيس تحرير  مجلة العرب القطرية الموقر
تعقيبا على مقال الدكتور ظافر العجمي:
مرفق لكم مقال ردا على مقال الدكتور ظافر العجمي: (هل في انفصال جنوب اليمن مصلحة خليجية؟)
ارجو التكرم بنشر ردي على نفس الصفحة التي نشر فيها المقال الانف الذكر
مع خالص تقديري واحترامي
عبده النقيب
ناشط سياسي من الجنوب العربي
10 مايو 2017″
كررت هذ الرسالة الخميس 11 مايو 2017 ولكن الجريدة  لم تنشر ولم تبدي أي راي.
 
قراءة اشمل لتداعيات الحرب الدائرة في شبه الجزيرة العربية
عبده النقيب*
كم شد انتباهي وجود المعطيات التي بنى عليها الدكتور العجمي قراءته للمشهد السياسي الحالي في منطقة الجزيرة والخليج العربي حيث زج بها متعمدا واغفل الحقائق الساطعة في محاولة لرسم صورة مغايرة تماما للمشهد الحالي في اليمن.
تصورات الدكتور ظافر العجمي عن الطريقة التي سيتم به الانفصال مجانبة للواقع فلا الجنوب العربي واليمن يشبهان تشيكوسلوفاكيا ولا اسكوتلندا ولا أي من دول يوغسلافيا او الاتحاد السوفيتي السابقين.
الحقيقة في المشهد الحالي ان حرب شاملة اندلعت بين طرفي الوحدة في 1994م وتمكن اليمن من احتلال الجنوب عسكريا وهو امر يلغي أي صفة للوحدة التي فشلت وتحولت الى احتلال وبشهادة الكثير من القيادة اليمنية ومفكريها مما يعني ان مقاربة الدكتور للوضع الراهن غير واقعي ولا يستند الى أي شواهد.
وصف صاحب المقال المهرجان السياسي الحاشد والغير مسبوق الذي أقيم في الرابع من مايو الحالي ومن اطراف لا تملك أي امكانيات مالية للحشد ب تجمعا احتجاجيا للحراك الجنوبي وهو في الواقع فعل شعبي واسع لا يمثل تيارا او تيارات سياسية بعينها شاركت فيه كل محافظات الجنوب وبمختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية حضورا وتأييد من الداخل والخارج . وكان لحضور حضرموت بذلك الزخم رغم بعدها بحوالي الف كيلو متر عن عدن لهو تأكيد على الموقف الشعبي الكاسح لإعلان عدن ناهيك عن التأييد الفوري من السلطات المحلية في مختلف المحافظات ومعها القيادات العسكرية والأمنية وحضرموت في مقدمتها مما يعني مجانبة الصواب في قراءة الدكتور للمشهد والذي لم يكلف نفسه بقراءة بيان عدن التاريخي الذي صدر عن المهرجان في محاولة متعمدة للي عنق الحقيقة.
اود ان الفت انتباه الدكتور الى ما هو اهم في المسألة كلها ان الوحدة فشلت لأنها لن تقم على أسس سليمة.. فوجود دولة في الجنوب يسود فيها القانون والنظام الصارم تقوم ركائزها على القطاع العام وتخلو من أي فساد مع بلد آخر تغيب فيها سيادة الدولة وتسود فيه العلاقات القبلية والتحالف الاقطاعي والكمبرادوري مع العسكر .. ليس هذا فحسب بل ان الوحدة أعلنت فجأة ودون أي مقدمات او مقومات او تحضير عدى تلك الأسس التي سميت باتفاقية القاهرة وبيان طرابلس وباقي الاتفاقيات التي لا يمكن اعتبارها مجرد بيانات سياسية لا تسندها أي خطوات ملموسة على  الارض.
الحروب المستمرة والصراع التاريخي  لقرون كثيرة بين القوى الزيدية اليمنية وقبائل وشعب الجنوب العربي خلق عداوات مشاحنات واحقاد برزت بشكل واضح بعيد اعلان الوحدة مباشرة  ناهيك عن وجود الفوارق التاريخية والثقافية الكبيرة التي تؤكد عدم وجود التجانس والتي تؤكد أيضا عن ان الشعبين لم تقم بينهما أي شكل من اشكال الوحدة على مر التاريخ عدى فترات الاحتلال والغزوات والتي كان آخرها احتلال 1994 م الذي دام عشرون عاما.
هل غابت عن الأستاذ العجمي وهو يحمل شهادة الدكتوراه ان الجنوب اصبح جنوبا محررا تسنده رغبات جامعة و وغامرة لأهله واليمن يتخبط بدمائه وصراع طوائفه وتياراته وقبائله ولا توجد أي إشارات في الأفق تنبئ بنهاية الحرب بينها او بإمكانية قيام الدولة على تلك الرقعة الجغرافية,  على العكس ما يجري في الجنوب من استتباب للأمن وعودة للمؤسسات وتصميم للجنوبين في بناء دولتهم المستقلة. فهل خطر على بال الأستاذ العجمي السؤال الملح:  كيف وباي وسيلة ممكن يعود الاحتلال اليمني الى الجنوبي ؟ ولا نقول الوحدة لان الوحدة انتهت ولا توجد اي مقومات لقيامها او بقائها.
الم يكن جديرا بالدكتور العجمي ان ينظر الى التجربة الوحدوية لمجلس التعاون لدول الخليج العربي بين دول معظمها سلطنات وامارات صغيرة سكانا ومساحة ناهيك عن كونها حديثة العهد لا يتجاوز عمر بعضها عدة عقود ولا توجد أي فوارق اجتماعية او ثقافية بين الكثير منها ناهيك عن وجود الإمكانيات الهائلة التي يمكن ان تقيم المشاريع الاقتصادية العملاقة والمشتركة والضرورية لتأسيس الصرح الوحدوي للمجلس.. ومع ذلك فالخلافات البينة على اشدها وخاصة لدى عمان وقطر اللتان يسيران بعيدا عن الركب ان لم يكونا ضده .
في الحقيقة لا يمكن لنا تجاهل اهمية دور دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في بقاء الاحتلال او في إعادة اعلان دولة الجنوب لكن ذلك على أهميته ليس هو الأساس .. بل ان العوامل الداخلية في اليمن والجنوب والعلاقات بين البلدين ستلعب دورا حاسما في هذا الصدد مع التأكيد ان محاولة فرض الاحتلال بالقوة على الجنوب من قبل أي طرف لن يؤدي سوى الى زعزعة الآمن والاستقرار في المنطقة كلها.
وفي نفس الوقت تنبع مصلحة دول المجلس أولا وقبل كل شيء في خلق حالة الاستقرار والتنمية التي لن تتحقق الا بوجود تسوية سياسية تعكس تطلعات شعب الجنوب وان نجاح الجنوب في خلق الاستقرار والتنمية سيكون عاملا إيجابيا في حل المشاكل التاريخية المعقدة في اليمن نفسها من التأكيد على عدم تجاهل عوامل الجغرافيا والتاريخ وتأثيرها المتبادل ليس على مستوى اليمن والجنوب العربي فقط بل والمنطقة كلها.
واخير بالعربي الفصيح:  اود التأكيد على حقيقة ان المشكلة لم تكن فقط يمنية جنوبية بل تتعداها الى كل دول الجوار فهي معنية بكل ما يجري في البلدين الجارين تتأثر وتؤثر بها وقد تتقرر مصائر دول بأكملها على ضوء تداعيات ونتائج هذه الحرب الضروس ناهيك عن أن تعقيدات المشكلة أيضا لن يتيح لدول المجلس الخروج منها بسهولة او يسر ان هي ارادت.
ناشط سياسي من الجنوب العربي مقيم في بريطانيا*