fbpx
حتى لا يتكرر خطر المليشيات الحوثية

د. علي صالح الخلاقي

بعد أن يتم القضاء عسكرياً على المليشيات الحوثية وقوات المخلوع أو قبولهم بأية تسوية سياسية، وهو أمر مفروغ منه ومسألة وقت ليس إلاّ.. فأنه يجب استيعاب دروس التاريخ والاتعاظ من عبره السابقة من قبل كل ذوي الألباب حتى لا تتكر المآسي من ذات المصدر المجبول على الشر.. وفي ضوء ذلك يجب:
أولاً: أن لا تتكرر في صنعاء مأساة تبادل السلطة بين الزيدية المذهبية والزيدية القبلية (المتحوثة الآن) حتى لا يظل الحكم حكراً في الزيدية الجغرافية في صنعاء ومحيطها وكأنه حقٌ مُقدّس وحَصري، خاصة بعد أن بينّت الأحداث والتطورات العاصفة خطرها الكبير على اليمن شمالاً وجنوباً ثم على الجزيرة والخليج وعلى الأخص المملكة العربية السعودية التي تلقت طعنات الغدر ممن دعمته لعقود،ثم قلب لها ظهر المجن وأظهر الجحود وعاد لتحالفه مع (لوبي الزيود) وإذا به عدو لدود.
وثانياً: أن لا تظل صنعاء حتى عاصمة للشمال، في أية تسويات مستقبلية بين أطراف الشمال، لكونها محاصرة ومُحاطة بطوق مذهبي وقبلي متغول ومتطفل أدمَن عبر التاريخ نزعة الاستقواء بالقوة للسيطرة على السلطة والثروة خلال عهود الأئمة وحتى عهد عفاش الذي سار على نهج أسلافه وأقصى مناطق الكثافة السكانية بإمتدادها الجغرافي وثقلها الاقتصادي وجعلهم تابعين أذلاء، وأراد أن يكون الجنوب كذلك منذ احتلاله عام 1994م لكنه اصطدم بمقاومته الباسلة ورفضه لطمس هويته واستلاب حريته واستقلاله.
ومما لا شكّ فيه أن بقاء نفوذ وسطوة ذلك اللوبي المذهبي-القبلي، الذي (تحوّث) واتبط بعلاقة روحية وسياسية مع أجندة ولاية الفقية في إيران دون استئصال شأفته وقطع دابر شرِّه، سيظل خطراً كامناً يتهدد الداخل والخارج على مستوى الجزيرة والخليج العربي. ولهذا السبب فأن صنعاء لا تصلح أن تكون عاصمة سياسية، وخذوا العبرة من الملكة الصليحية أروى بنت أحمد التي نقلت عاصمتها من صنعاء إلى “جِبلة” لأسباب وظروف أمنية مشابهة.. فهل آن الأوان لاستيعاب دروس التاريخ؟!!
إنها نصيحة من القلب للاشقاء في المحافظات الشمالية، في تعز وإب والحديدة ومأرب والبيضاء والجوف، بل وحتى في مناطق المثلث الزيدي، ممن تم إقصائهم والاستبداد بهم من قبل “لوبي” النفوذ القبلي-المذهبي الذي كشف عن وجهه القبيح مجدداً بتحالف المخلوع مع مليشيات الحوثي وارتباطهم الفاضح بأجندة نظام الملالي في إيران.. وبين أيديكم فرصة تاريخية للخلاص من لوبي النفوذ والاستبداد القبلي-المذهبي، مثلما تخلص أخوانكم في الجنوب من الاستعمار، على حد وصف الجنرال العجوز (علي كاتيوشا) عند اختلافه مع المخلوع على تقاسم النفوذ، وتتمثل هذه الفرصة التاريخية بعاصفة الحزم وإعادة الأمل ودعم التحالف العربي التي تقف إلى جانبكم، فلا تفوتوا هذه الفرصة وسارعوا لاستغلالها بعيداً عن الحسابات الخاطئة والولاءات الحزبية الضيقة. واقتدوا بالجنوب الذي لم يقبل بالاستبداد والظلم ودافع عن أرضه وحقق نصره وحسم أمره بدعم الأشقاء في التحالف العربي.. ولن يقبل العودة إلى أحضان لوبي الغدر في (صنعاء).. فالمؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين..

#علي_الخلاقي
12 مايو 2017م