fbpx
الكيان السياسي الجنوبي بين طموح الشعب وصراع المجتمع الاقليمي

بقلم: عبدالباري الباركي الكلدي

على اثر الحدث الجنوبي الهام في اعلان عدن التاريخي أن استراتيجة الجنوب تركز في الظرف الراهن على التعامل الندي مع الجميع والشراكه الحقيقية مع الشرعية والتحالف العربي  .

لقد كان ولا زال مطلب الشعب في الجنوب تحقيق مكاسب سياسية واعتراف بالحركة الثورية وقضيته العادله والتعامل الند بالند مع العالم، وهو الأمر الذي لم يستطيع قيادات الجنوب فرضه أو حتى استغلال الأحداث والمتغيرات في المنطقة لايصاله للعالم بل تجاوز الأمر حده حين استطاعت بعض الاقطاب  توظيف الاختلافات بين المكونات الجنوبية بتحويلها الى خلافات وكل ذلك لتحقيق مكاسب واطماع بعيدا عن طموح ومتطلبات الشعب الجنوبي الذي يكافح ويقدم التضحيات لأجل تحقيق الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والسيادة على أرضه .

خوض الجنوبيين كل الحروب التي كانت ضده بكل شجاعه واقتدار يستمد العزم من إيمانه بقضيته حتى الحرب الأخيره التي شنت ضده في 2015 لم تكن حرب بالإنابة عن جهه معينه مثل مايعيشها الحوثي او حرب لتمرير أجندات إقليمية مثل التي يسعى لها الاصلاح، بل هي ثورة شعبية ولدت من رحم المعاناه التي انبثقت عنها  الثورة الأولى  ذات الهدف التحرري الذي قارع أبنائها جبروت وصلف الاحتلال اليمني على مدى عشرون سنة عجاف.

خاض فيها الشعب وبصدور عاريه  المعركة فكانت أكثر وضوحا” انها معركة وطنية بين الشطرين التي لم تنتهي معركتهم منذ صيف 94 والتي هي بالأصل امتداد لثورة متاصله منذ عشرات السنين  بل نرى ايضا ان هناك سياسة مستمرة منذ قرابة المئة عام وهي سياسة فرق تسد.
فليس بغريب توظيف الخلافات بين الجنوبيين في الوقت الذي لا يوجد لديهم أحزاب سياسية مخوله بحمل الرايه.  ولا زالوا في حكم رموز من احتلوا أرضهم وتقع مؤسسات الدولة تحت تصرفهم وتحت رحمتهم .

لا غرابه ان تكون هناك قرارات في إعادة السلطة إلى احزاب الشمال لأنهم لم يدخلوا الحرب إلا من باب  المقايضه والشروط والضمانات التي تضمن لهم بقاء السلطة على الرغم أن الواقع لم يسجل لهم أي انجاز أو مشاركة حقيقية في الحرب إلى جانب التحالف العربي.

المرحلة الحالية في شأن القضية الجنوبية وقيادتها تتطلب تدارك الواقع ومعالجته بكل جوانبه وأبعاده .

اعلان عدن التاريخي خطوة في الإتجاه الصحيح لانقاذ القضية الجنوبية والكره في ملعب الشعب الجنوبي والقائد الزبيدي الذي فوض لهذه المرحلة والدور عليه في توظيف الأشكال والتباين الاقليمي على الجنوب لكسب وفرض المكاسب السياسية التي يبحث عنها الجنوب  منذ انطلاق الحراك الشعبي .

ليس هناك امان للسياسية ومصالح الدول وصراعها  فاحتمال نعود بالقضية الجنوبية إلى بدايتها ان لم نحسن التصرف والتعامل مع الصراع السياسي بحنكه وببراعه. وتوظيفه لجني المكاسب السياسية التي نبحث عنها لصالحنا، وهذا لن يتم بالبساطه التي يحاول البعض تسهيلها فليس كل من حمل حقيبة قال انا قيادي.

الوضع الجنوبي الراهن ليس كالوضع السابق فاما ان نحسن استغلال الفرصة وتوظيفها باتجاهها الصحيح واللعب  على وتر فن الممكن فالسياسة لها دهاليز ويجوز في السياسة مايجوز في الحرب  ومايصب ومصلحة الوطن على المدى القريب والبعيد.

هل سيكون عيدروس والقاده الجنوبيون رجال المرحلة ويخلطون الاوراق ويخرجوا من المستنقع الاسن الذي خطط لهم الوقوع فيه قبل ان يتم عقد اتفاق مصالحة المصالح بين جميع الجهات، فالحرب بين التحالف والشمال لن تطول الى الأبد وماهي بالأساس إلا  حرب نفس طويل لحفاظ كل جهه على مصالحها  الواقع الان يحتم وبالحاح شديد على  تشكيل الكيان السياسي والعسكري والاقتصادي، وقطع الشك باليقين حول إمكانية  من فوضهم الجنوب باللعب ايضا  والتغلب على جميع  تلك القوى دون المساس بجوهر القضية  واهدافها وضرورياتها .