fbpx
الاعلان عن دولة الجنوب هو بإقامة كيان الدولة

ليس ما نفتقده في الجنوب القائد ، بل المشكلة هي التضخم القيادي الذي اصيب به الجنوب بسبب الزخم الذي يعطيه شعب الجنوب لكل من نادى بشعار “التحرير والاستقلال” ، وهنا ينبغي ان نعلم انه لايمكن لنا أن نتحرر ونستقل ونحن لانمتلك ‘كيان الدولة’ الذي لابد أن يقوم على أسس ومبادئ وقيم يلتزم بها الجميع ويحاسب من فرط فيها ، كيف بإمكاننا أن ننجز دولة مستقلة ولانمتلك دستورا ولا قانونا يلبي مطالب الجميع ويتعهد الجميع على تطبيقه وهو الميثاق الذي من أجله سيتوحد الجميع دون اعطاء الميثاق لأشخاص ، كيف يمكن تحقيق الأستقلال؟ ونحن لم نستطيع اداراة البنك المركزي ولانمتلك نظام اداري وما زلنا مرتبطين بمركزية صنعاء ، وعاجزين عن فتح خطوط اتصالات وغيرها من الفرص التي اتيحت لنا لنضع معالم ظل دولة قبل الإعلان ، كيف تكون لنا دولة؟ بغير مصالحة وطنية حقيقية ترفض وتعاقب على اي ردة فعل مناطقية وتجعل الاختيار للكفاءات .

اننا نهرب من الواقع والعجز الذي نعيشه الى الدعوة الثورية والى الخطاب الا واعي الذي يتيح التسلق ويبرد الحماس دون بذل هذه الطاقات في المكان المناسب .

ان ضرب المثل بالشعوب التي قامت تحت شخصية قيادية ثورية نقلته من الاستعباد الى السيادة كجيفارا ومانديلا وغاندي لاينطبق علينا فنحن شعب مسلم ثورته بدينه وان كان من شخصية ثورية تقلب الموازين لدينا فلن تكون الا بشخص محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم – لهذا لم يكن في شعوب الامة المسلمة نموذج لقائد ثوري الا وعانت الامة منه وتاملوا في شخصيات القيادة الثورية التي ظهرت في الدول العربية لاسيما القرن الحالي ماذا صنعت وقدمت لشعوبها .

اذا نحن بحاجة الى شخصيات قيادية تلم الصف وتوحد الكلمة وتقيم اسس المبادى والاخلاق وتقيم النظام والقانون التي يقوم عليها كيان الدولة وحينها سيقتنع الجميع – دول الخليج – وكل دول العالم لتسليمنا دولة وسيدعم الجميع دولتنا.

لا اعتقد ان اي حر او شريف جنوبي سيقف ضد مشروع الدولة الجنوبية التي اليوم اوضحت للجميع انها ضرورة في ظل تعنت صالح والحوثي ليس فقط من ناحية “حق السيادة” ، بل حتى من حيث “المنطق” ان سنوات قهر وحرب ترتكب ضد الجنوب ثم يلزم بالوحدة للحفاظ على – مصالح شريك المستبد – بحجة ان الشريك اختلف معه ، وكذلك من حيث “العقيدة والسلوك ” الذي يجعل الجنوب دولة يقبلها دول الجوار لاسيما وقد فتحت هذه الحرب علاقات وتحالفات مع التحالف العربي.

فقد مضت خطى شعب الجنوب بعناية من الله نحو الدولة التي تمنوها ، فلا يكون استعجال من بعض ابنائه سببا للرجوع الى الخلف ولمربع النزاع الداخلي.

اتمنى لشعبي في الجنوب أن يسعى لبناء دولة القانون ونجعل مليونيات ومظاهرات ووقفات احتجاجية مطالبة لاقامة النظام وبناء الدولة ومحاسبة الفساد عموما وتحريك عجلة التنمية والرقي بمبادى الدولة الرشيدة بعيدا عن المناطقية والمحسوبية والفساد ففاقد الشيء لايعطيه وإثارت النعرات والاشاعات والفتن والانقسام في البلد لن يستفيد منها الا الاعداء ، ولنجعل المقياس للدولة يعبر عنه ازدهار العلم و العقل النير والقلوب المؤمنة.

كلمات اعبر بها عن الاحداث الاخيرة التي مرت بها عدن عسى الله ان يبعث منا أنفاس صدق تصلح القلوب وتهدأ النفوس وتجمع الكلمة وتسدد الطريق.