fbpx
شرعية !!.. على غيري
عبده النقيب*
الشرعية هي القميص الذي يرفعه كل اطراف الصراع في المعركة سوآءا كان التحالف او عبدربه  او غيرهم  لكن في الحقيقة لا احد مع الشرعية لأنها أصلا غير موجوده. فلا حكومة تعمل ولا مؤسسات قائمة ولا خدمات متوفرة .. أولئك الذي اعلنوا ظاهريا تمردهم على صنعاء وقدموا الى مارب لا يعملون الى جانب ما تسمى بالشرعية او التحالف والقوات اليمنية المتواجدة في الجنوب لا تقاتل الى جانب الشرعية والتحالف العربي لديه اجندته الخاصة و”على ذلك قس ياكادح”.
 
المرحلة التي مرت كانت مرحلة سباق في حرب الكل ضد الكل.. كل طرف له اجندته.. والكثير منهم وجدها فرصة سانحة للإثراء .. المعركة كلها الان تسير وفقا لقانون اقتصاد الحرب. هناك من يقف ضد أي تسوية حتى لا يتوقف تدفق الأموال الى جيوبه او لا يخرج  من السلطة الراهنة حتى ولو كانت سلطة فنادق ليس لها وجود على الأرض. واطراف أخرى تصارع لتثيبت اقدامها على الأرض واحراز مزيد من المكاسب .. والحقيقة ان الكل يسعى بمختلف السبل وتحت شعارات ليست بالضرورة صادقة وفي النهاية التسوية ستشمل من هم موجودون على الأرض فقط وليس بين أصحاب الحق.
هكذا نفند خطأ من اعتبروا القبول بالمناصب العسكرية والمدنية في الجنوب بقولهم ان تلك خيانة او اعتراف بالشرعية او البحث عن منصب .. لا يمكن تعميم كل الحالات فلكل مشارك شئونه وأهدافه. ما يهمنا اليوم هو مراجعة قرار مشاركة قادة المقاومة في السلطة وبالذات في حضرموت وعدن ولحج ولا أتكلم عن الضالع فحالها مختلف كليا.
 
قرار المشاركة من قبل قادة المقاومة في لحج وعدن وحضرموت كانت صحيحة بغض النظر عن الأداء الذي كنا نريده ان يكون اكثر ولكني مقتنع تمام القناعة بان الظروف المحيطة بكل منهم معقدة الى حد كبير وبالذات في عدن..
أولا لم يكن تعيين أي من قادة المقاومة في مثل هذه المواقع تكريما لهم او رغبة من ما تسمى بالسلطة الشرعية ولكن لان المقاومة كانت هي القوة الوحيدة على الأرض والتي لا يمكن الاستغناء عنها فكانت تلك محاولة لاحتوائها من جهة واستخدام قوتها في المعركة من جهة أخرى حتى يتسنى لنظام الاحتلال إعادة ترتيب أوراقه التي بعثرتها الحرب.
على ارض الجنوب كان السباق يجري بقوة بين تحالف الارهابين والفاسدين وبين المقاومة الجنوبية.. فالطرف الأول حاول بشتى السبل تمزيق اوصال الجنوب ونشر المجاميع الإرهابية وتعزيز تواجده العسكري ومحاولة إعادة احتلال الجنوب, اما المقاومة فقد نجحت بقوة في ضرب اوكار الإرهاب والخلايا النائمة التي زرعها نظام الاحتلال اليمني داخل المدن ومحاصرتها في معسكراتها التي تحتمي فيها وخاصة معسكرات الوية الحماية الرئاسية التي تتخفى فيها “الدواعش” واحباط كل محاولات الارهابين ومن ورائهم رموز الشرعية التي في إعادة احتلال حضرموت وعدن ولحج وابين.
 
لا يمكن لنا الحديث عن مشروع الاستقلال دون وجود على الأرض ولايمكن لنا الوصول الى اهدافنا عبر المظاهرات او الكفاح المسلح اذا تركنا امر المحافظات الجنوب لجماعة الاخوان المسلمين والفاسدين من بقايا نظام الاحتلال فهم دون شك سيستخدمون السلطة  لقمع أي تمرد وسيستخدمون السلطة لتعزيز وجودهم وتفتيت اوصال المقاومة. كان لوجود المقاومة في السلطات المحلية دور حاسم في ضرب قوى الإرهاب بسلاح السلطة وبأدواتها, وهذا مهد الميدان للمقاومة للعمل السياسي والجماهيري والمسلح ان لزم الامر ووضعها في موقع القوة للمواجهة المحتدمة الان.
حضرموت أعلنت عدم اعترافها بالشرعية وحسمت امرها ولن يجرؤ احد على لومها فذلك شأنها ولم تكتف مارب برفض قرار ما يسمى بالرئيس الشرعي عندما اعلن تغيير المحافظ بل وحذرته بان لا يفكر مرة أخرى بتغيير أي موظف فيها او التدخل في شأن إيراداتها من النفظ والضرائب واسست حساب بنك خاص بها في المحافظة وهم بذلك محقين لان جلال عبدربه صارت ثروته المعلنة فقط الان عشرة مليار دولار  ولا نتحدث عن ثروات علي محسن وكم من المليارات يتم توريدها الى صنعاء كحصة ل علي صالح من الغنيمة.
 
لا مجال هنا للحديث عن غياب الدولة فذلك امر معلوم .. لكن ما هو مهم بالنسبة لنا اننا سنكون قد ارتكبنا خطأ فادح اذا توهمنا ان هناك دولة ورضخنا لمجموعة من الإرهابيين والفاسدين تحت أي مبرر لان ذلك يعني تسليم رقابنا ومصيرنا لمجموعة لا يهمها سوى جني المال باي وسيلة ومن أي مصدر حتى وإن ذهب الشعب الى الجحيم.
 
لا نجادل الان في شرعية عبدربه بالنسبة للتحالف العربي والمؤسسات الدولية فذلك امر يعنيهم وليست مهمتنا تغييره ناهيك عن اننا لا نملك شيء حيال ذلك لكن ما يعنينا ان شئون كل محافظة امر يخص أهلها فقط. لاشرعية لمن لا يقدم ابسط الخدمات ليس لعدم وجود الموارد لآن ربع ثروة الشاب المجاهد جلال تكفي لحل مشكلة الكهرباء في الجنوب كله والا الابد ومشكلة العاطلين عن العمل ايضا ولا داعي للحديث عن اعمال النهب التي يقوم بها العيسي وعلي محسن الأحمر وقوافل النفط الجنوبية التي تسير الى صنعاء وموارد الجنوب من الضرائب التي يتقاسمها الفاسدون في معاشيق مع اقرانهم في صنعاء, اما تحويلات الجنوب كحصة للمخلوع صالح فتكفي لتغطية مرتبات موظفي الجنوب كاملا . رئيس لا يستطيع  الدخول والخروج الى عاصمة الجنوب الا تحت الحماية والحراسات المشددة من قبل التحالف ..  وهل يملك على محسن الأحمر الذي طرد من صنعاء وهرب من محافظته وبيته في اليمن الحق في ان يأتي لينصب نفسه وصيا على الجنوب ليؤسس المعسكرات التي ترفض قبول أبناء الجنوب والمقاومة الجنوبية التي جاءت بالنصر العسكري ويأتي بالعناصر الإرهابية الفارة من العراق وسوريا والعائدون من أفغانستان وليبيا وغيرهم من الإرهابيين الذين تربوا وترعرعوا في كنف الحرس الجمهوري اليمني والقوات الخاصة والامن القومي اليمني.
 
من الشرعي !!؟ هل هو المجرم الذي اجتاح الجنوب في حرب 1994م واستعبد ابناء الجنوب لعشرون عاما ونهب ثورات الجنوب واستولى هو وجماعته على مقدرات الدولة الجنوبية المغدورة وما ان بدأت تلوح بشائر التحرر لأبناء الجنوب حتى بدا يعد العدة للاستيلاء على الجنوب من جديد وتحت يافطة الشرعية .. الم يكن نفس المصطلح الذي زحفت فوق قاطرته جحافل القبائل اليمنية والافغان العرب ومعهم بعض المرتزقة والعملاء الجنوبيين في صيف 1994.. بنفس الشعار تم سحق الجنوب وناصرهم حفنة من ضعفاء النفوس الجنوبيين وسيناصرهم اليوم أيضا بعض الجنوبين تحت نفس المبررات ورغم ادانة المجتمع الدولي ووجود قرار لمجلس الامن حينها بعدم فرض الوحدة بالقوة فقد فعلت بالجنوب قبائل اليمن ما فعلت طوال عشرون عاما ولم يستنكر على ذلك لا عربي ولا أعجمي دفع فيه أجيال من شعب الجنوب الثمن غاليا ولم تنصفهم سوى البندقية.
 
اصبحنا اليوم على الخارطة ليس بفضل حقنا او لأننا أصحاب الأرض او مكافأة للنصر العسكري بل لأننا استخدمنا البندقية بإحكام فامتلكنا وفقا لذك شرعية إقليمية ودولية ترفع لنا القبعات.. هل سنخدع مرة أخرى ويتم استغبائنا كما فعلوا في عام 1990م باسم الوحدة واليوم باسم الشرعية. علينا ان لانسنتغرب اذا رأينا جنوبيين يناصرون الاحتلال فهذا امر وارد جدا وسيبررون لذلك بأشكال مختلفة اما لانهم يقبضون اجورهم واما لان لديهم مرض عمى الالوان عافاهم الله من هذا المرض المهلك فقد اهلكنا نفس المرض في عام تسعين لكننا اليوم لن نصغ لهم ولن نعبه بما يقولون فلو انطلت علينا مبرراتهم فإننا بحق لا نستحق هذا الوطن.
ومن الأفضل ان نقول لهم :  شرعية !! على غيريييييييييييييييييييييي.
 
سكرتير الدائرة السياسية للتجمع الديمقراطي الجنوبي “تاج”*