fbpx
اليوم أعترفت بجهلي وتعلمت منه!

زارتني ظهر اليوم الطالبة أشرقت إبراهيم سنة رابعة إعلام تخصص تلفزيون بغرض عمل مقابلة معي بشأن مخاطر ( المخدرات الرقمية ) قالت الطالبة العزيزة إنها اتفقت مع أحد الاستاذة في الكلية لتسجيل مقابلة تلفزيونية في هذا المسألة ولكن الأستاذ أعتذر عن الحضور لأسباب خاصة وإنها سألت في الكلية عن الشخص الذي يمكنه الحديث في الموضوع ودلوها عليّ أنّا العبد الفقير إلى الله!

جائتني بصحبة زميلتها عبير لتسجيل المقابلة مباشرة

ولكني صدمتهما بجهلي التام بهذا الشأن وبدلا من أن أكون أنّا المسؤول تحولت في غمضة عين إلى السائل؛ فامطرتها بوابل من الأسئلة في موضوع (المخدرات الرقمية) ماهي؟ وكيف تعمل؟ وكيف يتم تناولها؟ وما مخاطرها ؟ فحصلت منها على بعض الإجابات التي حفزتني للبحث في موضوع ( المخدرات الرقمية) إذ أنني لم أصدق ما سمعته منها وأكدت لها عدم تصديقي أن الموسيقى يمكنها أن تعمل عمل الأفيون المخدر وشاطريني هذا الرأي الصديق الدكتور صالح طاهر سعيد ابا عزيز الذي كان حاضرنا معنا. وبعد أن عدت إلى منزلي وجلست تحت شجرة ألبان الوارفة الظلال آخذت أبحث في الانترنت عن (المخدرات الرقمية) ووجدت صفحات كثيرة تتحدث عن المخدرات الرقمية وكان حصيلة بحثي ما يأتي :

 

“المخدرات الرقمية أو ال Digital Drugs  أو ال iDoser  هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين ،حيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى مثلاً وترددات أقل إلى الأذن اليسرى ، فيحاول الدماغ جاهداً أن يوحد بين الترددين للحصول على مستوى واحد للصوتين ، وهذا الأمر يجعل الدماغ في حالة غير مستقرة ، على مستوى الإشارات الكهربائية والعصبية التي يرسلها .. ومن هنا يتم تقسيم أنواع المخدرات الرقمية بأنواع المخدرات التقليدية ، فيختار المروجين من خلال هذا نوع تأثير العقار الذي تريده ..

 

نشأتها :

نشأت المخدرات الرقمية واعتمدت على تقنية قديمة تسمى ” النقر بالأذنين ” اكتشفها العالم الألماني ” هينريش دوف ” عام 1839 واستخدمت لأول مرة عام 1970 لعلاج بعض الحلات النفسية لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف ، في حالة المرضى الذين يرفضون العلاج السلوكي ” الأدوية ” ولهذا تم العلاج عن طريق تذبذبات كهرومغناطيسية لفرز مواد منشطة للمزاج ، كما أنها استخدمت في مستشفيات الصحة النفسية نظراً لأنه هناك خللاً ونقصاً في المادة المنشطة للمزاج لدى بعض المرضى النفسيين ولذلك يحتاجون إلى استحداث الخلايا العصبية لإفرازها تحت الإشراف الطبي ، بحيث لا تتعد عدة ثوان أو جزء من الثانية وألا تستخدم أكثر من مرتين يومياً وتوقف العلاج بهذه الطريقة ، آنذاك ، نظراً لتكلفتها العالية .

 

ولهذا فإن أنواع المخدرات الرقمية ، هي نفس أنواع المخدرات التقليدية :

فهناك تردد لكل نوع من أنواع المخدرات ، مثل الكوكايين والهروين والحشيش ونبات البانجو و الميثامفيتامينات المعروفة بالكريستال ميث أو الشابو ، .. إلى غير ذلك من أنواع المخدرات ، حيث أن منها مايصل بمتعاطيها للهلوسة وآخر للإسترخاء ، وآخر للتركيز … وهكذا ..

 

مدى تأثير المخدرات الرقمية :

 

لقد انقسم الناس في المخدرات الرقمية ، ومدى تأثيرها ، كما فعلوا تماماً مع المخدرات التقليدية ، فهناك من قال أنها مؤثرة جداً وذات فاعلية كبيرة ، ولها تأثير قوي .. وهناك من لم يتأقلم معها أو لم يتقبلها فقال عنها أنها لا تأثير

 

ممتع لها بل إنها ربما تسببت في آلام في الرأس والظهر .. ولكن مدى تأثيرها على المتعاطي بعد سماع المقطع ، مثل المخدرات التقليدية تماماً ، فربما يقوم بالصراخ والهلوسة أو تشنجات لا إرادية في العضلات .

طقوس تعاطي المخدرات الرقمية :

 

يصف البعض هذه الطقوس أنها يشترط فيها شكل معين .. حيث أنه لابد من أن يكون في حجرة ذات إضاءة منخفضة ، معصوب العينين ، يرتدي ملابس فضفاضة ، يشرب ماء قبل الاستماع للمقطع .. وهذه كل أدوات كي يتم الوصول لقمة التأثير والنشوة من جراء سماع هذه المقاطع ..

 

كيف تعمل المخدرات الرقمية :

تعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة ، وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز كي تسمع منها الدقات .

 

أما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية ويكون الفارق ضئيلاً يقدر ب 30 هيرتز لذلك ينصح المروجين لها أن تكون السماعات ذات جودة عالية ومن نوع ” ستاريو” كي تحقق أعلى درجات الدقة والتركيز، فالفارق بين طرفي السماعة هو الذي يحدد حجم الجرعة ، فكلما زاد الفارق زاد الدوز .

 

كيف يتم الحصول عليها ؟ وهل هي مراقبة ؟

 

هناك مواقع متخصصة تقوم ببيع هذه النغمات على مواقع الانترنت ، وللأسف الشديد ، لا توجد رقابة رسمية عليها في الوقت الحالي ، حيث يتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً مقابل القليل من الدولارات ..

 

في عالمنا العربي :

عرف العالم العربي المخدرات الرقمية عام 2012 م وانتشر تحديداً في دولة لبنان و المملكة العربية السعودية ، حيث تناقلت الأوساط السعودية خبراً عن تسجيل أول حالة وفاة جراء تعاطي ” المخدرات الرقمية ” على رغم أن المملكة العربية السعودية رفعت مستوى التأهب للحد من وصول هذه المخدرات إلى المجتمع عبر الانترنت ، إلا أن وزارة الصحة أقرت بعجزها عن إمكان الوصول إلى معلومة من هذا النوع في وقت قياسي ، كما نوهت الحكومة اللبنانية بضرورة زيادة  وعي الأهالي لمثل هذه الأنواع من المخدرات ، ومراقبة ما يقوم به  أولادهم على الانترنت كما دعت جهات حكومية لبنانية مختلفة لحجب المواقع الاكترونية التي تقوم بتسويق وبيع هذه الموسيقى” ينظر الموسوعة الحرة ومصادر أخرى.

 

هل تعرفونها اقصد المخدرات الرقمية !

 

#وكل ما أخشاها أن يجد القائلين بتحريم الموسيقى

حجة إضافية  في تبرير التحريم ! وللموسيقى فوائد أخرى يااصدقائي الميامين

 

#وهكذا هي فضيلة الفلسفة إنها تعلمنا الاعتراف بجهلنا!

 

#ختاماً   أقول الله يكون بعون الاستاذ سعاد علوي

خبيرة ورائدة حملة مكافحة المخدرات الأرضية في جنوب الجزيرة العربية .