fbpx
مستريح ومستراح منه

اوقفتني هذه الجملة النبوية العميقة، الملخصة لحالة البشر حين الرحيل، فكم من صالح عفيف فقير لعبت به خطوب الحياة؛ وعصفت به مدلهمات القدر، وكم من مريض يبيت يأن الليالي الطوال ، وكم من مجروح القلب، مكسور الخاطر، فيأتيه الموت كهدية، ايودع الألم والحزن، الى الراحة والهدوء والسكون…مستريح.
وفي الجانب الآخر هناك صنف تأذى منه أبناؤه او اخوانه او جيرانه او عماله ، نفس شريرة يلحق الألم والأذى دوما بالناس، فهذا استراح الناس منه.
والعمق النبوي في هذه الكليمات ان المعيار في خلاصة الحياة في التحمل وترك آثار إيجابية أو سلبية.


فمفهوم المخالفة (لاستراح الناس منه) ذلك الشهم الخلوق الرائع عطر الذكر في المجالس، الذي ينفع الناس ويؤثر في حياتهم وعقولهم والذي يعيش بهم أمة..


يالها من كلمات نبوية ذهبية رائعة، ياله من تلخيص مختصر مفيد لمشهد اسمه الحياة..ويبقى السؤال الأهم ما هي العبارة التي ستوصف بها جنائزنا، وما هو المختصر هل مستريح او مستراح منه..رحماك ربنا ما عبدناك حق عبادتك.


مٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ ، فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ !
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟


قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ].رواه البخاري ومسلم ..
والحمد لله رب العالمين.


د.عبد المجيد العمري