fbpx
في ديوانية سيئون الثقافية: الشافعي الأخير..”الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة”  
شارك الخبر

 

يافع نيوز – خاص :

 

نظمت ديوانية سيئون الثقافية محاضرة  بعنوان (الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة   الشافعي الأخير )  التي القاها الأستاذ / علي بن سالم بن محمد بامخرمة .

 

 

هذا وقد استهلت المحاضرة بالشكر والتقدير لكل القائمين على ديوانية سيئون الثقافية على تنظيم إقامة هذه المحاضرة حول شخصية من علماء وفقهاء حضرموت عامة  والأسرة المخرمية خاصة والتي تعد واحدة من الأسر التي تزخر بالعلماء والشيوخ .

 

 

وأشار, الأستاذ علي بامخرمة في بداية حديثه إلى نسب ( الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة ) وهو الــعـلامــة الـفـقـيــه تـقــى الـديـن ابـو الـطـيـب الـشـيـخ الإمـام شـيـــخ الاســــلام , مـفـتــى الـيـمـن وعـلامـــة الـزمــن , الـفـرد الــذي بـهــــرت الأفـكـار فـضـائـلــــه , وسـحــرت أربــاب الـعـقـول   فـواضـلـه , جـامــع أشـتـات الـعـلــوم , الـمـبـرز فـــي الـمـنـقــــول ومـنـهـــا الـمـفـهـــوم

هو الشيخ الفقيه عـبـدالله بـن عمر بن عـبـدالله بن احـمـد بن عـلـي بن احـمـد بـن عـلـي بـن احـمـد بـن ابـراهــيــم بـامـخـرمــه الـجــوهـــي السيبــــانـــي الهجــــرانــــي الحضرمـــــي الشافعـــــي  الملقـــــب ( الشافعـــي الاخير او الشافعي الصـــغيـــــر ) .

 

 

وواصل الأستاذ علي حديثه عن تاريخ ولادة هذا العلامة الفقيه ومكان ولادته حيث ولــد رحـمـة عـلـيـه بـعـد الـعـشـاء لـعـشـر خـلـون مـن جـمـاد الآخـــر سـنـة 907 مـن الـهـجـرة بـمــديـنــة الـشـحــر , وحـفـظ الـقـران وهــو ابـن سـبــع سـنــوات حـيـث قـال :  حـفـظـت سـورة يـس مـن قـراءة والـدتــي فــي وردهـا بـعـد صـلاة الـصـبـــح فــي مـدة يـسـيـرة و انـا ابـن سـت سـنـوات .

 

 

وأستعرض المحاضر, مسيرة حياة الفقيه عبدالله بن عمر بامخرمة وصفاته التي تميز بها وقال : أنه  كـان رحـمــة الله عـلـيــه اعـجـوبـة الـــزمــان فــي الـذكــاء والـحـفـظ والآيـة فــي الـفـهـم الـثـاقــب والــرأي الـصــائـب لـــه مـلـكــة قـويــة فــي الاسـتـنـبــاط والاسـتـدراك  آخـذا عـن والـده الـعـارف بـالله الـفـقـيـه الـشـيـخ / عـمـر بـن عـبـدالله بـامـخرمـه وعـمـه الـفـقـيـه القـاضـي الطـيـب بـن عـبـدالله بـامخـرمـة , وعـن القـاضـي الـشـيخ عمـر بـن احمـد بـاسـرومــي  وكـان يـقـول عـنـه أنــي اسـتـفـدت مـنـه اكـثـر مـمـا اسـتـفـاد مـنــي .

 

 

وأضاف, الأستاذ علي بامخرمة في حديثة حول حياة الفقيه الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة أنه تزوج من أبنة عمه الطيب المؤرخ المشهور صاحب كتاب ( تاريخ ثغر عدن ) وقضائها سنة 954 من الهجرة بعد أن وصل عدن قادماً من الشحر بعد ان عزل نفسه من منصب القضاء في المرة الثانية .

 

 

مُستطرداً, وكان الـشـيخ العلامة الفقيه عبدالله بن عمر بامخرمة كثير التنقل من منطقة الى آخرى من أجل العلم على يدى عدد من الشيوخ والعلماء الفقهاء . ودرس الشيخ الفقيه عبدالله بن عمر بامخرمة بعض العلوم الدينية واللغوية على عدد من علماء الشحر وكذلك فهو ولد في بيت علم في اسرة متعلمة حيث تلقاء دراسة بعض العلوم على بعض من اقربائه منهم والــده  الـشــاعـر الـكـبـيـر الـعـلامـة الـفـقـيـه / عـمـر بـن عـبـدالله بـامـخـرمــة   وعـمــه الـعـلامــة الـمــؤرخ الـشـيــخ / الـطـيـب بـامـخــرمـة ..

رحل رحمة الله عليه الشيخ العلامة الفقيه عبدالله بن عمر بامخرمة الى بلاد الحرمين الشريفين واخذ منها عن جماعة كثيرين من شيوخها منهم : الـشـيــخ ابــو الـحـســن الـبــكـري والـشـيــخ مـحـمـد بـن عـراق والـسـيــد الـمـحـقــق نـور الـديــن الـسـمـهــودي , كما رحل الى مدينة زبيد وأخذ عن شيوخها وعلمائها وفقهائها منهم عــن ابــي الـعـبــاس احـمــد بـن مـحـمــد الـطـنـبــداوي وصـفــي الـديــن احـمــد بــن عـلــي الـمــزجـــد  والـحــافــظ الـشـيــخ عـبـدالــرحـمـن الـديـبـعــي وغـيــرهـم

 

وقال, ذُكر أن الشيخ الفقيه عبدالله أتـقـن رحـمـة الله عـلـيـه عدد من العلوم الشرعية واللغوية منها : القران الكريم  والـتـفـسـيـر والـحـديـث والـفـقــه والـتـصـوف الأصوال والـمـعـانـي والـبـيـان وعـلـوم الـعـربـيـة مـن لـغـة ونـحـو وصـرف واشـتـقـاق وعـلـم العـروض وعـلـم الـطـب والـتـواريـخ والأنـسـاب واخـبـار الـعـرب وانـسـابـها والـسـيـرة

كـمـا اعـتـنـى رحـمـة الله عـلـيـه بـعـلـم الـفـقـه اعـتـنـا تـامـا بـحـيـث يـقـال لـه ( الـشـافـعـــي الـصـغـيــر ) والـبـعـض يـقـول عـلـيـه او يـطـلـق عـلـيـه ( بـالـشـافـعـي الأخـيـر ) ,  واجـازه اكـثـر مـشـايـخـة فـي الافـتـاء والـتـدريـس حـيـث درس فـي حـضـرمـوت والـشـحـر وعـدن وبـلاد الـحـرمـيـن الـشـريـفـيـن وفـي زبـيـد وتـعـز واخـذ عـنـه خـلائـق لايـحـصـون .

 

 

 

 

واشار المحاضر في حديثة  إلى أقوال العديد من العلماء والمشايخ في أعجابهم بذكاء هذا الشيخ وعلمه في عدد من المجالات وخاصة في الفقه منهم العلامة عبدالرحمن بازياد والذي قال لا يفتي أحد وعنده الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة في دلالة حينما أرسل أليه أهل عدن عدد من الأسئلة فرده إليهم وقال لهم لا أكتب عليه وعندكم الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة . وكذلك قصة الشيخ عبدالله بن عمر حينما اجتمع بالعلامة الامام مفتى الديار اليمنية احمد بن محمد الطنبداوي بمدينة زبيد مع طلوعه الى الحج فلما دخل عليه كان يومئذً شيخ كبير وقد ضعف بصره ولا يقدر على القيام الا بأحد يعينه فسلم عليه مع دخوله فلم يعرفه لضعف بصره فسأله عن اسمه واسم ابيه

فقال له الشيخ عبدالله ذاك جدي فقال له الطنبداوي , أليس انت حفيده الولد الموجود الآن بمدينة الشحر , أجابه بعض من الحاضرين في المجلس , فنهض بشدة منه فأستوى قائماً فـمــدى يــده الـيــه فقبض كفه وأعاد التحية والمسألة.

 

 

وأردف استعراضه المحاضرة بالإشارة إلى, العديد من المواقف والاقوال التي حدثت حول الفقيه الشيخ منها ما قاله السيد عبدالقادر بن شيخ العيدروس والسيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف والشاطري في كتاب ادوار التاريخ على مكانته العلمية حيث هناك من يفضله على أبن حجر والرملي وقصة الشيخ عبدالله بامخرمة مع بن حجر حينما اختلفا حول مسالة فأراد الشيخ عبدالله بامخرمة مناظرة بن حجر فاعتذر له .

 

وأضاف مُعرجاً إلى المناصب التي تقلدها الفقيه العلامة الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة  من ولاية قضاء الشحر في المرة الأولى سنة 943 من الهجرة , بعد ان امتنع واعتذر عن تولي القضاء في الشحر الا ان السلطان بدر ابوطويرق لم يقبل عذرهً فقال له : لم نجد من يصلح للقضاء غيرك , إلى ان عمل الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة كأول سكرتير للدولة الكثيرية حيث لم تخف مواهب الفقيه عبدالله بن عمر بامخرمة مقدرته على السلطان بدر ابي طويرق فصمم على الانتفاع به والاستفادة منه وولاه قضاء الشحر ومنصب الافتاء فكان بمثابة رئيس القضاء كما كان كاتم سر السلطان وسكرتيره يستشيره في الشؤون الخارجية.

 

 

وتوجت المحاضرة باستعراض مؤلفات الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة ومنها الكتب التالية :

شـــــرح الـعـــــدة والـســـــلاح .. وســمـــاهـا الـمـصـبــــاح(مـشــكـــاة الــمــصـبـــــاح ) وشـرح الـرحـبـيـة  وذكـر أن  لـه رسـالـة فــي الـقـهـــــوة كتـاب ( الـفـتـاوى الـصـغـرى الـهـجـرانـيـة ) كـتـاب ( الـفـتـاوى الـعـدنـيـة الـكـبـرى ) لـه مـؤلـف فـي مـنـاسـك الـحـج نـحـو كـراس .

 

 

فيما أختتم الأستاذ علي بن سالم المحاضرة بعدد ابنائه ووفاته حيث قال : مـــن خــلال شــجــرة  ال بـامـخــرمــة لـــه مـن الأبـنــاء الـذكــور  علي زين العابدين بن عبدالله بن عمر بامخرمة : تمكن من جمع الفتاوى العدنية لوالده , وكثير ما يسأل والده عليه  و عفيف الدين الطيب بن عبدالله بن عمر بامخرمة , وكان يسال والده ايضاً كما في العدنية , وانتقل الى رحمة  الله  بثغر عدن ليلة الاثنين لعشر خلون من رجب سنة 972 من الهجرة , ودفن في مشهد العارف بالله جوهر في داخل القبة في القبر الذي دفن فيه القاضي محمد بن سعيد بن كبن وجده العلامة عبدالله بن احمد بامخرمة ,

 

 

 

وهذا وتجدر الإشارة إلى ان الجلسة قد بدأت بكلمة ترحيبية للمهندس قائد الكثيري رحب فيها بالأستاذ علي بن سالم بامخرمة وكل أفرد أسرة آل بامخرمة والحضور من الشخصيات التربوية والاجتماعية .

 

 

كما أشار المهندس قائد الكثيري إلى ان ديوانية سيئون ركزت في الفترة الأخيرة على الخوض في الحديث حول ترجمة حياة العلماء والشخصيات في أعلام تاريخ حضرموت منه السلطان بدر أبوطويرق الكثيري والشيخ محمد بن محمد باكثير وغيرهم .

 

 

 

وألقيت في نهاية الجلسة عدد مداخلات من قبل الشخصيات و الاساتذة الذين عبروا عن أعجابهم الشديد بسيرة هذا العلامة الفقيه و إلى ضرورة ان يحظى الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة بندوة عملية من جامعة حضرموت او اي جهة اخرى تليق بمكانة هؤلاء الشخصيات وخاصة أن سيرتهم مليئة بالعلم في مختلف المجالات حضر الديوانية عدد من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والثقافية .

 

*من:خالد الكثيري

أخبار ذات صله