fbpx
حتى لا يتسع مجرى السيل الجارف

… يبدو لي ان العمل السياسي على المستوى الجنوبي العام في الوقت الحاضر بالذات أمر يشترط فيه وجود قوى الاستقلال (المتطرفة ، والمعتدلة) والتيارات الفيدرالية (سداسية ، ثنائية ، ثنائية مزمنة) ، رغم علمنا باختلاف موازينهما ، لاسباب ليس المجال مناسباً لتفصيلها ، لأن كل ما أريد أن أوضحه هو أن المرشح الوحيد لقيادة العمل الوطني التحرري الجنوبي هي قوى الاستقلال وتجمع الفيدراليين في آن معاً .. لماذا نقول في آن معاً؟! وكيف يمكن وضع سيف في غمدين؟! .. نقول ذلك لكي نزرع من اليوم آمن واستقرار الجنوب في المستقبل !!! .. فالصراع مع الفيدراليين ليس مجدياً لسبب واحد بسيط وهو ان الفيدرالية في اطار اليمن غير مقبوله جنوبياً ، وهي عبارة عن مرحلة مؤقتة سرعان ما يطمسها الاستقلال …

 

واقول بكل شجاعة اذا اراد الاقليم والعالم لهذا المولود ان يولد فليولد !!!! حتى نتجنب الاصطفافات الجنوبية – الجنوبية التي ضيعنا من وراءها دولة وثروة وهوية…

 
والذي أود ان أأكده هنا هو قد قد نجد في أي ظرف أخطاء مرحلية من هذا او ذاك ، أو مشاكل سياسية او ارتباطات خارجية ووعود ، أو نقاط ضعف في هذا التيار أو ذاك … كل ذلك يشغل المستوى الثاني من الأهمية ، إنما المستوى الاول في هذا الظرف الخاص الذي يعيشه الجنوب هو العلاقة بين قوى الاستقلال والفيدرالية ، هذه هي النقطة الاستراتيجية العليا التي يجب علينا ان نحلها.

 
ما قبل ثورة الشباب في صنعاء (2011) كانت قوى الاستقلال في الجنوب هي الأشمل والأقوى ولم تكن هناك اي دعوى مسموعة للفيدرالية مع اليمن حتى من قبل القائمين عليها اليوم ، بعد تجمع ثورة الشباب في صنعاء وتعز ظهرت اصوات تنادي بمعالجة حقوق الجنوبيين ، تبنى هذا الخطاب بعض القيادات الجنوبية وذلك بطرحهم “الفيدرالية” .. الحل المطلوب في اعتقادي ليس في قوة هذا على حساب ذاك ، بل ان الحل هو في ان تضاف قوة هذا الى قوة ذاك ليس من حيث التنازل بالاهداف وإنما بفرض ثقافة التعايش بينهما واحترام التنوع ، “وما النصر الا من عند الله” …

 

 
إن اي قوة نضالية مهما بلغت ضخامتها يمكن ان تؤول الى صفر اذا لم تتعايش مع القوة الجنوبية الاخرى ، وهذا ما حصل لنا منذ عام 1967 الى عام 1994م … ولذلك فإن تأسيس صراع بين قوتين جنوبيتين ضار عليهما وعلى مستقبل العمل السياسي الجنوبي ، أياً كان القوى او الناجح منهما …

 
ختاماً …
أنا أعلم ان التقارب في هذا الأمر ناهيك عن التحالف او التآلف أمر لا يزال صعباً ، {ليس بسبب قوة التيارين (الاستقلال والفيدرالية) ولكن بسبب ارتباطهما الخارجي} ، ولكن أهميته الخطيرة تستوجب منا ان نعمل على إرساء ثقافة التعايش التي دائماً ما تلعب دوراً عظيماً في تخفيف الاحتقانات الداخلية وحتى لا نكرر الماضي الذي لو تعايشنا فيه لبنينا أفضل دولة في جزيرة العرب.