fbpx
قراءة من الواقع هل فعلا الجنوب لايملك قرار ويقوده غيره ؟

 

كتب …علي بن شنظور

من الملاحظ أننا نجلد ذاتنا دائماً أونحاول تحميل سبب الفشل في كل مرحلة غيرنا ونبعد قادتنا عن المسؤولية!!

ففي مرحلة دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ,تم تحميل كل أسباب الفشل والصراعات الداخلية لأبناء تعز والحجرية بحكم اخطاء جماعة عبدالفتاح إسماعيل ومحسن الشرجبي ,لكن بالمقابل نتسأل.. هل كان بقية قادة الجنوب مع احترامنا لهم عبارة عن اكوازاً لايهشّون ولاينشّون ولم يكن لهم قرار فيما حصل .؟!!

أو أننا نظلم قادتناونعلم أن لهم صولات وجولات وأن الكثير منهم لم يكن ليرضى أن يكون مجرد تابع ومنفّذ لأوامر ضيف أو شريك في النضال ولاجئ مقيم.

لم يعد يهم الجواب بقدر مايهمنا هو عدم تكرار تجربة الغاء مسؤولية الفشل بكل تفاصيله على القرار الخارجي أو المؤثر المحلي..

أقول هذا ليس دفاعاً عن أحد,ولكن دفاعاً عن شعب الجنوب ,فهو ليس شعبا هامشياً يمكن أن يقوده مجموعة نازحين أو حتى شركاء في النضال دون أن يكون للجنوب تأثيرا وقناعة وشراكة في اتخاذ القرار .

والحالة تنطبق على مرحلة مابعد مشروع الوحدة اليمنية وحرب 94 ,ومابعد تولي الرئيس هادي السلطة وماجرى بعد الحرب الثانية التي شنُت على الجنوب من قبل تحالف قوى صنعاء وانتهت بتحرير عدن والمحافظات المجارة لها.

إذ نلاحظ من يحاول تكرار تجربة الهامشية للجنوب من خلال تحميل مسؤولية الفشل اطرافا محلية لاننكرر أن من مصلحتها فشل استقرار الجنوب حتى يتم حسم الوضع في الشمال , أو تأثير أطراف خارجية لاننكر أن لها مصالحها في الجنوب.

لذلك أقول أن تحميل كل أسباب الفشل للمؤثر المحلي, أو للمؤثر الخارجي وحدهم, دون تحمل قيادات الجنوب المسؤولية عن النجاح أوالفشل ,لهو طابع انهزامي لابد من تجاوزه كعقدة سابقة ظلت تلازم البعض في عقولهم وتصرفاتهم.

وهي عادة تتنافى مع طبيعة التركيبة الجنوبية التي تأبى الخضوع للظلم, وثارت ضد النظام السابق ورفعت شعار الحرية دون خوفاً من أحد ,بطرق سلمية قبل دخول دول التحالف..

لهذا من المؤسف أن يأتي اليوم من يخلق مبررات للفشل الحاصل,وربطه بصراع خارجي بين أقطاب التحالف العربي, أو بين الرئيس هادي وقوى التيار السعودي ونائبه علي محسن من جهة ,وتيار المولاة للامارات الذي يتم تصنيف محافظ عدن ومحافظ حضرموت وبعض من القيادات الأخرى كطرف ثاني فيه,وللأسف البعض يفرح بوجود انقسام جنوبي إذا حصل, سوف يؤدي بالجنوب إلى كارثة من كوارث الماضي

لقد اشرت في مقال سابق أننا لاننكر وجود بعض التباينات السعودية الامارتية لكنها لن تصل إلى مستوى التصادم , لأنهما شركاء في التحالف ,ويدركون أن خلافهم هو فشل لهم, ولكنهما ربما يختبرون من هو معهم ومن يقف ضدهم..

لذلك على قادة الجنوب تحمل مسؤولياتهم ,وعدم التهرب من أي فشل مثلما تهرب البعض من قادة الأمس عن تحمل مسؤولية أخطاء الماضي, وحاول بعضهم
إظهار حكام الجنوب بانهم لاحول لهم ولاقوة ,والقرار بيد غيرهم من 67حتى اليوم .

فمن خلال مانتابعه اليوم نشاهد من يحاول إعادة نفس السيناريوا من خلال إظهار أن لرئيس هادي عاجز ورئيس حكومته بن دغر ووزير الداخلية بن عرب ونائب رئيس مجلس النواب الشدادي وبعض المستشارين للرئيس ,وبقية القادة الذين كانوا مع هادي في صنعاء وانهم بيد علي محسن الأحمر يمشون خلفه حيثما يريدالإصلاح..وهذا تقييم فيه مبالغات لأنهم أصبحوا يملكون سلطة عزل وتعين غيرهم وليس العكس..
,أوتصنيف المحافظ عيدروس الزُبيدي والمحافظ أحمد بن بريك والمحافظ ناصر الخبجي وشلال شائع الخ..بأنهم لايملكون قرارا وهم عبارة عن أداه بيد دولة الإمارات…فأي تفكير هذا
الذي يريد إظهار الجنوب بانه لايستطع إنتاج قادة أصحاب قرار, ومتى نتخلص من عقد الماضي ؟ونثق في أن هناك كوادر وقيادات وان كان أغلبهم في البيوت ,يمكن لهم تغيير اخطاء الماضي من خلال نجاحهم في مهمامهم وفق شراكة حقيقة مع الآخر

فمن يمتلك الثقة بالله, ثم الثقة بنفسه وقدراته وبالقاعدة الجماهيرية ,
لا يمكن له أن يخشى من غيره ,لأنه صاحب وطن وارض وليس نازح أومقيم..

أننا نثق بأن الجنوب فيه الكثير من القيادات ولكنها تحتاج إلى تغيير في سلوكها والتخلص من عُقد الماضي, التي كانت سبباً في الفشل..

ومن لايستطع تحمل المسؤولية فلايتعب نفسه في التمسك بأي كرسي ,
ومن يريد ان يستسلم للخوف, لايحلم ببناء دولة أو سينجح في مهمته القيادية أكانت مهمة عليا أو محلية, مدنية أو عسكرية, في أي بقعة من الجنوب المستقل
أو اليمن الاتحادي أن تم.

والله من وراء القصد
علي بن شنظور,,,ابوخالد
1مارس 2017