fbpx
أيتها الأقلام الهاربة المداهنة

مثل قديم متجدد يقول :

ماتحرق النار إلا رجل واطئها ، لا يمكن لكم أيها الهاربون عن وطنكم و شعبكم أن تتحدثوا أو تكتبوا بصدق و بأمانة و بإستشعار حقيقي وواقعي عن أوضاعنا و أوجاعنا و آلامنا ، فالمشاعر و المعاناة الحقيقية لا تنتقل عبر الفيس بوك ولا الواتس آب بل تتناقلها تعابير تلك الوجوه التي تعاني شظف العيش ، أتركونا نعاني لوحدنا أتركونا لوضعنا أتركونا نضمد جراحنا ولا تزيدونا فوق جراحنا جراح ، لا تستثمروا فقرنا و ظلمتنا و عطشنا و جوعنا و لا تسرقوا مواد إغاثية أتت بإسمنا ، لا تحولو رواتبنا لحاسباتكم الخاصة في البنوك .

كفى كذب و تزلف فنحن نحن ، صامدون هنا و أنتم أنتم هاربون هناك ولا وجه للمقارنة بيننا و بينكم ، البعض يريد منا أن نسكت عن فساد الحكومة الشرعية و مسلسلها المكسيكي و قراراتها الكارثية والتي كان أخرها تدمير أهم شركيتين في عدن وهما شركة مصفاة عدن و شركة نفط عدن ، لم يصنع بنا العدوا خلال تلك العقود المنصرمة من الزمن  مثلما صنعت بنا حكومة الرئيس الشرعي هادي خلال خمس سنوات عجاف هل هذه حقيقة أم تجني على الرجل ، المنتفعين من وجود هادي و قراراته سيقولون فعل و فعل ولكن البسطاء وهم الغالبية من شعبي سيقولون فعل بنا الافاعيل .

إيتها الأقلام الهاربة المداهنة كنا ومازلنا مع الوطن و الدفاع عنه هنا في الداخل  وكنا نعوّل كثيراً على الرئيس هادي و حكومته وخصوصاً بعد تحرير عدن وكنا نظن أن الرئيس هادي سيقدر تلك التضحيات الجسام و سيكافئ شعبه المقدام و سنطوي صفحة الاوجاع و المآسي و الآلام و سيعاملنا معاملة الكرام ، ولم نكن نتوقع أن يسلط الرئيس هادي علينا الأشرار و الفسدة اللئام ، رئيس وحكومته لم يستطيعوا إدارة مدينة عدن الصغيرة و ضواحيها ولم يستطيعوا توفير الخدمات الاساسية للشعب و أهدروا المساعدات المالية والتي تقدر بمئات من الملايين من الدولارات وشعبهم جائع ضائع ، و شرعوا للمليشيات و رقوا زعمائها بأعلى الرتب و المناصب و أهانوا الموظف و المتقاعد رغم توفر الراتب في خزينة المعاشيق .

 إرتفاع مهول في أسعار المواد الغذائية وغيرها ورواتب الموظفين و المتقاعدين تبحث عمن ينظر إليها بعين الرحمة و الرأفة و الشفقة بقليل من الزيادة ليواجهوا أزمة غلاء المعيشة الطاحنة الخانقة  ، إرتفاع جنوني في كل متطلبات الحياة وحتى أسعار الدواء  الكتب و أقلام الرصاص لم تستثنى و سعر رغيف الخبز زاد سعره و قل وزنه و حكومة قلعة المعاشيق تعيش في عالم غير عالم شعبها المطحون الفقير و يأتي قلم هارب منافق من شرفات فنادق السبعة نجوم و يقول قفوا مع الرئيس الشرعي و حكومته ضد أنفسكم و أولادكم و كرامتكم ، و نقول لتلك الأقلام الهاربة من واقعها ستتغير مفرداتكم وحتى حبر أقلامكم سيتغير لونه لو عدتم لوطنكم و عانيتم مثلما يعاني شعبكم المطحون  .

أيها الهاربون المارقون أتركونا نكتب و ننتقد أوضاع كارثية ومزرية لعلا بعض من كلماتنا تسمع من به صممُ ، أتركونا نتنفس من حبر أقلامنا فلم نعُد نستطيع أن نتنفس من أنوفنا لانها تمرغت بالذل و المهانة في طوابير البريد للشحت عن الراتب  والبحث عن مصدر رزق شريف أخر يساعد في تحسين وضع معيشي متدهور مثل تدهور الريال اليمني يومياً .

أيتها الأقلام الهاربة بكم تبيعون الحرف و الكلمة و السطر و المقال ، بكم تبيعون العمود و الكتاب هناك عند البقال ، بكم تبيعون وطنكم و شعبكم ثمناً للإيجار عند حكومة الفاسد المحتال ، قال سيبني لنا قطار و سنكون نحن سكته و سيركب لوحده ذلك القطار من أجل الفرار ، فصفقوا للغدار مجموعة من الفسدة الأشرار ، وطلع النهار ولم نرى سوى أحلام و أكاذيب قد تبخرت من حكومة الأعذار ،

رئيس يصر على بن دغر والأحمر المكار ، قفوا مع الرئيس الشرعي حتى لو إنحرف المسار و أنقلب القطار  ، وهناك من سيرقص فوق جثثنا من أبناء جلدتنا  وينفخ المزمار ، وهناك من سيهتف بصوت عالي الموت للشعب و البقاء للرئيس وهناك ألف ألف طبال ، قفوا أيها المداهنون المنافقون الكذابون  مع الكذب و الدجل مع المشاريع الوهمية  للحكومة الشرعية مع المطارات و المستشفيات و القطار ، شعبٌ جائع يصبح من دون أن يجد وجبة إفطار ،  ورئيس و حكومته يأكلون و يخزنون القات على بعد أمتار ،

يا للعار يا للعار يا للعار .