fbpx
لو كنت مسؤولاً!

عندما يتحمل الإنسان، الذي يمتلك ضمير يقظ و قلب يرتجف خوفاً امام المعاصي، مسؤلية ما،
فيجب أن يكون على قدر تلك المسؤلية و إلا فالأولى أن يعتذر عن تحملها..
هذه أمانة…
اتعبت السلف الصالح من قبلنا، و تتعب من يخاف الله من جيلنا..
بينما بيننا من يستهين بها و كأنه سيخلد فيها ابد الدهر!
نعرف إن وضعنا في عدن وضع خطير و معقد و متشابك المصالح و القوى و نعلم ان الفساد ينتشر بشكل مخيف!
فهل يعني ذلك أن نضع كفينا على خدودنا و نترك الحبل على الغارب؟!
مرات كثيرة شعرنا بفرص تلوح في الأفق فنحسبها حسبة الشرفاء فيغمرنا الأمل بدنو الفرج و إن الأحوال شارفت على التحسن و مشاكلنا في طريقها إلى الحل،
ثم فجأة و بشكل غريب تتعقد و تظهر أزمات مفتعلة تبدد كل الآمال…
كان علينا استغلال الفرص بقوة و تصميم بدلاً من ان نراقبها و هي تتلاشى من بين أيدينا واحدة تلو الأخرى…
كان علينا أن لا نستسلم و نقاتل بشراسة لتحقيقها..
لقد حصلنا على فرص كثيرة تهادت و توفرت أمامنا و لو كنا احسنا استغلالها لأنتجت ثمار إيجابية و لفرضنا واقع، حتى المتشككين ستتغير مواقفهم و إتجاهاتهم بسببه..
و لكن الذي يحدث اننا نستسلم بسهولة لاي ضغط يحدث، ثم نترك الأمور تتفاقم حتى نقف عاجزين عن فك عقدها..
حلولنا جميعها أنصاف حلول، مؤقتة و باهتة و غير حازمة..
معظم قراراتنا تصدر عن شخصيات فاسدة لها نفوذ، او على أقل تقدير تمر عبرها للمصادقة فتعمد على تعطيل كل خطوة إيجابية نخطوها إن لم تتفق مع مصالحها…

أول عمل كان يجب إتمامه هو إنصاف شباب المقاومة الجنوبية و ابناء عدن حسب الأولوية…
إلغاء كل الفصائل المسلحة و ترقيمها لتكون قوات نظامية…
بدمج من يريد في الجيش و الأمن و الشرطة و المرور و غيرها
و ان ينالوا حقوقهم كاملة غير منقوصة…
و عدم التهاون و التلاعب بملف الجرحى و الشهداء..
علاج الجرحى و تعويضهم..
الإهتمام و رعاية أسر الشهداء و تعويضهم،  و لن تستطيعوا تعويض خساراتهم مهما بذلتم..
و لكن حسن النية تكسر القلوب و تجبر الخواطر..
و نحن شعب مسكين طيب حين يحصل على أبسط الحقوق يسامح و يقدر المعروف..
توزيع رواتب الناس في ميعادها و الكف عن ممارسة الذل و الجرجرة  في طوابير طويلة أمام فروع البريد في رحلة عذاب يومية..
مآسي الباحثين عن رواتبهم تندي الجبين و تحطم القلوب التي تتقي الله و تخافه!
تكليف كل مأمور في مديريتة و منحه صلاحية كاملة، تكون أمانة في عنق  المأمور، الذي يقوم بدراسة ما تحتاجه مديريته بعيدا عن لوبي الفساد و اللصوص..
كل ذلك مسؤولية مأمور نزيه يقوم بتعيين إكفاء من أبناء المنطقة، في فريق عمل لمساعدته..و شئ طبيعي ان يواجه صعوبات في كل خطوة و قد لا يعجب التعيين ناس آخرين..
و لكن لابد ان يكون ذلك القرار نافذ و ان تنفذ المشاريع و تبرز ثمارها للعيان بشكل سريع، و حين يلاحظ المواطن تغييرات إيجابية على الأرض…
و عندما يرى نتائج ملموسة تنعكس على حياته،
ستتغير مواقفه و سيصبح إيجابياً مع القوانين …
لان التاخير في البث في المسائل و تعليق الأعمال هي البيئة المناسبة لنمو طحالب الفساد و بكتيريا العفن و هوامير السرقة..
و ينظم اجتماع دوري بالمحافظ نهاية كل أسبوع لمتاقشة كل جديد..
إنشاء شبكة تواصل دائم يتبادل فيه المسؤولون النصح و التشاور فيما بينهم..
الشفافية و الوضوح مع المواطنين بعيداً عن اللف و الدوران..
المسؤول يحب ان يفكر بتجميل وجه عدن ليل نهار من خلال
إصلاح الطرقات…
إصلاح المجاري الطافحة و مكافحة البعوض..
إعادة ترميم المنتزهات و تسخيرها امام الزوار…
اصلاح الجولات و ذلك ليس فقط تشجيرها لتصبح مكان مغريا يتجمع فيه موالعة القات..
بل في  إنشاء أنفاق و جسور حولها لتخفيف زحمة السير و إظهار رونق و جمال للعاصمة…
ثم ضرورة رفع المتارس الترابية التي تشوه وجه عدن إضافة إلى ماتشكله من خطورة و تتسبب في العديد من الحوادث…
رفع مخلفات القمامة بشكل دائم و مكافحة ما أنتجته من حشرات كالذباب..

ثم المحروقات مثلاً،
فمن غير المعقول ان نترك هذه المسألة على كف العفريت يبسطها حين يريد و يغلقها حين يريد..
و لابد من حل جذري للكهرباء فنحن في القرن الواحد و العشرين و رغم ذلك نكاد نقضي حياتنا في الظلام محرومين من خدمات الكهرباء، و ليس عن شحة في الاموال فنحن نعرف كيف تهدر الأموال و تنفق على أشخاص لا يستاهلون حتى مائة ريال..
و نعرف الإيرادات التي تعود على الخزينة من الجمارك و الضرائب و غيرها..

قرار الإعفاء من دفع فواتير أثناء الحرب ترك معلقاً حتى اللحظة..فكلما هم شخص بدفع الفاتورة، يتفحصها فيرى المبلغ لا يزال كاملاً لذلك يحجم الكثيرون  عن الدفع، لانهم يخافون عندما لا يرون اي مصداقية!
فطالما و ان قرار الإعفاء قد صدر فلم التأخير في رفع المبلغ عن الفاتورة؟!
التربية و التعليم، فمالذي سنقوله أكثر مما نعرف جميعاً  فمنها تتخرج الاجيال التي هي العمود الفقري للمجتمعات،
فاما ان يكون مستقيما لتستقيم مجتمعاتنا و إما مشوها لنترنح و نسقط كلما وقفنا..
و هم آخر، أليس من الغريب اننا لازلنا حت  الآن منقطعون عن العالم فلم نرى أي جدية أو اهتمام واضح لإستعادة فتح مكاتب البعثات الدبلوماسية..
و لم نرى جدية في متابعة عودة شركات الطيران..
لذلك اصبحنا فريسة سهلة لطيران اليمنية، فلم ترحم عذابنا بل تزيده بإستغلالنا أبشع إستغلال…
تمتص دمائنا كيفما شأت فتضاعفت قيمة التذكرة أضعاف كثيرة..
و هموم اخرى مثل مشاكل المستشفيات و هم الرياضة و هم السياحة و غيرها….
سنة ونصف لم نرى فيها مشاريع حقيقية في عدن الا على استحياء…
فمالذي ننتظره و مالذي نخاف منه لنبدأ العمل؟!

فإن كنت مسؤولاً فلن يكن على طاولتي شئ آخر،  غير جدول اعمال لحل جذري لكل المنغصات التي تقهر و تنرفز الناس و تضييق حالهم و تذلهم..
عندما نقبل و نحمل فوق اكتافنا هذه الأمانة علينا ان نتحسس رقابنا خوفاً من لقاء الله…
فكل يوم يتأوه فيه المواطن بسبب ذل او ظلم او ماشابه ذلك…
فالمسؤول وحده من سيتحمل وزر كل صرخة آلم يصرخها المواطن..
هذه مجرد بعض النقاط و لكن المسؤولية أكبر و المهام اكثر..
فاتقوا الله في عباده!

نبيل محمد العمودي