fbpx
الحضارم قانون جذب

محمد بالفخر

الحضارم مدرسة أخلاق و قانون جذب وتاريخ مشرف …

بهذه الكلمات يجب أن تبدأ حديثك عن الحضرمي الأصيل الذي أبهر العالم بحسن تعامله وصدق تعاملاته و دماثة أخلاقه فقد سجل التاريخ أعظم قصة فتح إسلامي عن طريق الحضارم الذين هاجروا إلى أصقاع الأرض والتي لم يحمل فيها سيف أو يضرب برمح .

في القرون الماضية هاجر الحضرمي البسيط من أبناء الطبقات المختلفة وغالبا الطبقة الأكثر فقرا والذين رحلوا بحثا عن الرزق  وطمعا في مكان آمن يعيشون فيه .

لم تحدهم جغرافيا أو ترهبهم مخاطر فعبروا البحار والمحيطات  متجهين نحو العديد من البلدان خاصة دول قارة أسيا وإفريقيا  البعيدة الموغلة في البعد ,

وكذلك في البلدان  المجاورة ومنها الحجاز على وجه التحديد  قبل ثلاثة قرون تقريبا,

حين حط الحضرمي رحاله في تلك البلدان  تعامل مع أهلها على سجيته وغلب طبعه الصافي في الصدق والأمانة والمثابرة والجلد التي أبهرت من حوله .

وينقل التاريخ أن من هاجر يومها لم يكونوا علماء أو أهل وجاهة أو طبقة معينة ذهبوا للدعوة ونشر الإسلام عنوة في تلك البلدان  بل كانوا من البسطاء العامة وقد يكون أغلبهم أميين من الفقراء

هاجر هؤلاء لطلب الرزق وهروبا من ضنك العيش  والصراعات القبلية ,

وشاءت أقدار الله أن تكون تلك السجية الصافية والأخلاق العالية هي رسالة الإسلام التي حملوها دون قصد لينشروا عبيرها أينما حلوا فإعجاب الناس الشديد بالقادم ذو الأمانة و الصدق   والسمح الصبور جعلتهم يضعونه تحت المجهر فأي دين يعتنقه وأي اله يوجهه ,

وبالبساطة تلك تعرفوا على دين الإسلام الذي أتى إليهم بملائكة على صورة بشر فدخلوا في دين الله أفواجا ،

هذه الصورة المشرفة التي احتفى بها العالم وتحدث عنها كبار الدعاة والمفكرين والمهتمين وتصل لأن تكون علم يدرس يعود الفضل فيها لأولئك  الحضارمة الأقحاح الذين تجاوزوا التفاخر بها

ونسبتها كل  لطبقته أو قبيلته ولو أنهم وقعوا في فخ التفاخر الشخصي والتمايز الطبقي لذهبت ميزتهم تلك أدراج الرياح ولما التفت العالم إليها.

لكن اليوم نجد البعض ربما من الجهلة أو المفلسين أو المتسلقين أو ممن لم يكلف نفسه البحث عن حقيقة نشر الحضارم للإسلام وكيف كسب احترام العالم لهم فيختزل دعوة الحضارم للإسلام بأشخاص أو طبقة معينة ويدعي زورا أن هؤلاء خرجوا رافعين علم الدين وبهم انتشر وهذا إجحاف كبير بالحضارم وتحجيم لدور الإنسان الحضرمي فالإسلام كما أنه انتشر بدعوة الدعاة وفتوحات المجاهدين قديما وهذه حقيقة لا تنكر فهو أيضا في العصر الحديث انتشر بتعامل الحضارم البسطاء من العامة وأمتد عندما اندمج أولئك الرعيل الطيب مع أهل البلد فزوجوهم وتزوجوا منهم وارتبطوا بالأرض حتى صاروا من أبنائها وبرعوا هناك في كل المجالات سواء التجارية أو العلمية أو السياسية وتبوأ الكثير منهم مناصب عليا في تلك البلدان  .

يقول أمير البيان شكيب أرسلان “إن تاريخ الحضارم الحقيقي خارج وطنهم”

صدق ارسلان فالعالم كله يعرف أن الحضرمي باني حضارة وقصة نجاح وتاريخ كفاح فريد,

لم يصنّف العالم الداعية والتاجر والسياسي الحضرمي ولم يختزلوا تلك الهامات في تصنيفات كما فعل الحضارم الجدد الذين يستميتون في تلميع فئات و أفراد ربما لا يساوي ما قام به بعضهم معشار ما قدم الحضرمي البسيط من أبناء العامة إن كانوا قدموا أصلا ما يستحق الذكر .

وأخيرا نحن بحاجة لأن  يدرس تاريخ الحضارم في مدارسنا و أن نغرس في أبنائنا أنه من نسل الفاتحين بحسن الخلق وصدق المعاملة لعلنا نعيد الجيل القادم إلى الجبلة الحقيقية للحضرمي بعيدا عما علق في هذا الجيل من صفات لا تليق به .