fbpx
التصالح والتسامح قيمة عملية وليست شعار..!

 

يحتفل شعب الجنوب في كل 13 يناير بيوم التصالح والتسامح الجنوبي، كيوم حدده الشعب لانهاء وطمس اثار اخطاء الماضي. وهو الشعب الوحيد في العالم الذي حول يوم مأساته ويوم الطامة الكبرى فيه، الى يوم اطلاق مبدأ عظيم بعظمة ما يحمله من قيمة تعتبر اهم القيم التي ترتكز عليها الحياة الانسانية السليمة، وكذلك عملية السلام مع النفس ومع المحيط.

ويعد التصالح والتسامح قيمة دينية انسانية اخلاقية وطنية، لا تحملها الا الشعوب الحية، مثل شعب الجنوب العربي، صاحب المبادرة لاحياء هذه القيمة والمبدأ، واعادة ترميمها بعد ان تصدعت بفعل كثير من التذويب للثقافات والقيم في العصر الحديث.

والتصالح والتسامح، قيمة نابعة من داخل الذات الانسانية، ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون شعارا فقط او صفة تجميلية خارجية، لانها اساس ومرتكز في سلوك وتصرفات الانسان الايجابي.

لهذا على كل فرد منا، ان يتصالح مع نفسه اولا، ويعلّمها ممارسة التصالح والتسامح بالافعال والجوارح والاقوال ايضا، لان من لا يحمل قيمة التصالح والتسامح مع نفسه، لن يستطبع ان يتصالح ويتسامح مع الاخرين. ففاقد الشيء لا يعطيه.

وطالما ونحن نمر في وطننا الجنوبي، بمرحلة مخاض عسيرة، ونسير في طريق شائكة نحو انهاء حالة الضم والالحاق التي لحقت بشعبنا، خلال النصف قرن الماضية من الزمن، يتوجب علينا اليوم ان نكون عند حجم المسؤولية الفردية والمجتمعية، وبحجم التحديات التي تهدد مشروعنا الداعي للحياة بكرامة وحرية وفي وطن مستقل ومستقر وحديث الافكار والتوجهات والحكم.

اليوم يتعرض الجنوب لهجمات شرسة، يحاول اعداء الحياة واعداء التسامح والتصالح، ان يثيروا الزوابع والفتن والمناطقية والقبلية والعصبية، لكي يستفردوا بشعبنا مرة اخرى، وينهبوا ثورته ويعيثوا في الارض الفساد، ويستكملوا طمس هويته وثقافته.

ولا يمكننا ابدا ان نهزم هذه الهجمات، الا من خلال تصالحنا وتسامحنا الجنوبي، الذي كان منذ اول وهلة لانطلاقه ثورة اسقطت مشروع الناهبين والمحتلين وكل قواهم واحزابهم المأزومة التي لا تعيش الا على الفتن وسياسات ( فرق تسد).

ومن هنا.. عليا ان اقول جازما، انه يكذب الف مرة من يتهجم على الجنوب، وقياداته، وناشطيه ونخبة، بانهم مجرد مفسبكين، ومنسوخ من لا يرى انتصارات الجنوب، الا من نافذة الفيس بوك والواتس اب، متناسيا البطولات التي يسطرها شعب الجنوب عامة وبالاخص اليوم ابطال المقاومة الجنوبية، والجيش الوطني الجنوبي في كل ساحات ميادين الشرف، من المهرة وحتى بيحان وعسيلان شبوة، ومكيراس ابين، وحتى لحج وعدن والضالع وكرش وطور الباحة والمضاربة ورأس العارة، وكهبوب وباب المندب.

كل ما يجري اليوم، وما جرى قبله في الجنوب، يؤكد ان هنا شعب استثنائي، قيادات ونخب ومقاومين واعلاميين ومثقفين، وناشطين، كل من جهته يقاتل، ويدافع عن الجنوب، وكلما تمسكوا بالتصالح والتسامح بينهم، كلما تحقق النصر، وترسخت اركانه، وصعب على العدو الاضرار بهذا النصر .

فلنتمسك بالتصالح والتسامح، ولنجعلها نابعة من ذواتنا وقلوبنا وافكارنا وممارساتنا واقوالنا، نترفع بها عن الصغائر، ونكبر بها كبر اهدافنا ومشروعنا الذي يحمل الحياة للجميع بكرامة وحرية، وبتصالح وتسامح.

بالتصالح والتسامح، سيواصل الجنوب مسيرته نحو العلياء، وبانتكاسه سينتكس الجنوب الى الابد ولن تقوم له قائمة.

لهذا علينا كشعب ان نفكر جيدا قبل اي شيء او قبل السير خلف العصبية والمناطقية، والفتن التي تروجها مطابخ العدو الذي يدرك انه لن يستطيع كسرنا الا بزرع الفتنة بيننا والصراع البيني، وحينها سيخضع ويذعن الجميع لرغبات العدو.

التصالح والتسامح، هو سر انقاذ شعبنا بعد ان كاد يُطمس من الوجود، وهو الحل الوحيد والطريق الامن لاستكمال تطلعات شعبنا، وتقدمه وتطوره.