وانا صغير كنت انتظر بفارغ الصبر حتى ياخذني ابي معه الى العمل ..كنت اجد في ذلك متعتة كبيره في تلك الرحله القصيره التي   لايضاهيه شئ غير ذهابي الى السينما مع خالي الاكبر يوم الخميس . تستغرق الرحلة من الشيخ عثمان الى عدن عشرون دققيقه في الطريق البحري او كما يسمونه طريق الجسر.افتح النافذه وادعو هواء البحر البارد يتخلل الى جسدي و شعري ذلك كان يشعرني بالانتعاش والبهجه طبعا الى جانب النظر الى تلك السفن الكبيره الراسيه في ميناء المعلا وقوارب الصيد وهي تتحرك ذهاب واياب ويزداد المنظر جمال حين انتقل الى النافذة الاخرى  من اليسار وترى طيور النورس وهي تطفو سابحة  على البحيرات الصغيره   

 

 

*************(المشفى)************

دخلت الممرضه الى الغرفه وهي تمشي بخطى ثابته وهو ملقى على السرير اقتربت منه ببطئ حتى احس بعبير عطرها يتخلل الى انفاسه وهو يرقب اناملها البيضاء وهي تمسك ساعده المكسور وتعمل على تضميده بالجبس الابيض استدارة نحوه وهي مبتسمه ثم قالت الست انت…..

قال نعم وهو متعجبا  ثم قالت الست تسكن

في شارع …..الم تعرفني بعد… رفع راسه قليل من الوساده محدق عينيه بامعان الى 

الى وجهها الجميل وكانه اشراقة صباح  حينها تذكرها جيدا واستغرب كثيرا  انها هي …ياالهي كيف لم الاحظ ذلك  ..راح يحدث نفسه كيف لي لم اعرفها وانا الذي 

ظللت طويلا انتظرها امام باب المدرسه 

وهي تخرج مطأطتأ راسها الى الارض وانا 

أراقب ذلك مستمتعا بجمالها وانتظر الفرصه

احدثها باعجابي لها ومرت الشهور والايام

ولم استطع ذلك وهاهي اليوم بين يدي وامامي سافعلها… اتمت تضميد يده وانصرفت وهو صامت.. لم ينطق بكلمه

 

*أحمد الجعشاني*