fbpx
الرسالة وصلت..!

بدأ الحراك الجنوبي السلمي بمجموعة صغيرة، عانت الأمرين في سبيل إيصال رسالتها للآخرين من الجنوبيين لإقناعهم بعدالة القضية التي يتبنونها في نضالهم.

أتذكر فعالية أقامها رواد الحراك الأوائل ( تحضرني أسماء البعض منهم،مثل احمد عمر بن فريد، واحمد سالم عبيد، وآخرون لا أتذكر أسمائهم) في ساحة قصر دار الحجر، وتحديداً أمام مقر اتحاد الأدباء.

كان عدد المشاركين لا يزيد عن الثلاثين شخصاً، لكنهم لم يكترثوا لقلة عددهم، ومضوا في تنفيد فعاليتهم. أُلقيت كلمات وقصيدة شعرية، ورددوا شعارات.

كان الحضور قليلاً، مما استدعى سخرية جنود أمن يمنيين كانوا متواجدين وقتها في القصر.

كان منفذو الفعالية، من رواد الحراك، يعرفون أنها البداية،. والبدايات تكون أحياناً صعبة، لا سيما إذا كانت متعلقة بقضية كبيرة، كاستعادة وطن.

هكذا كانت بدايات الحراك السلمي. كان الهدف هو إيصال رسالتهم إلى الجماهير الجنوبية. صبروا و عانوا من صنوف القمع التي واجهتهم بها سلطات الاحتلال. سقط منهم شهداء وجرحى. كما كان هناك أسرى. لكنهم صبروا وتحملوا كل ذلك الأذى،  لأنهم كانوا مؤمنين بالقضية التي خرجوا لأجلها.

استطاعت تلك المجاميع الصغيرة أن تقنع مجاميع أكبر . وهكذا تزايدت أعداد الحراك وأنصاره إلى الآلاف، ثم الملايين. يدعوهم فيلبوا دعوته في الزمان والمكان المحددين.

كان الحراكيون أول من واجه الحوثيين والعفاشيين في الحرب الثانية على الجنوب(مارس 2015 م) فقد كانوا، حينها، في ساحة الاعتصام التي انطلقوا منها وتوزعوا على جبهات القتال. وقد كان لهم شرف المشاركة في تحرير عدن وباقي المناطق الجنوبية المحررة. وكالعادة، سقط منهم الشهداء والجرحى في تلك الحرب الضارية والظالمة على الجنوب وأهله.

إن الاحتفالات التي أُقيمت بمناسبة الذكرى ال49 للاستقلال الوطني المجيد، و بمبادرات ذاتية في الكثير من مدارس الحوطة وتبن، وكذلك حماس المشاركين فيها من طلبة وطالبات تلك المدارس، يدل على أن رسالة الحراك الجنوبي السلمي قد وصلت إلى الأجيال الجنوبية الجديدة. الأمر الذي سيجعل المشهد الجنوبي أكثر تعقيداً أمام نظام الاحتلال اليمني إن هو فكر في إعادة إنتاج احتلاله للجنوب مرة أخرى.