fbpx
عن وصول الرئيس عدن وخطاب الشرعية وصنعاء!

إذا أراد أي مراقب سياسي للأحداث الجارية في اليمن أن يبني قراءاته على أساس واقعي وليس خيال.

فعليه أن يعمل مقارنة بين خطاب وإعلام الشرعية وحلف الحوثي وصالح.

حينها سيجد أن أطراف الصراع قد تداخلت في الحضور ولم تعد محصورة بين سلطة الشرعية المعترف بها دولياً ممثلة بالرئيس هادي, والقوى التي انقلبت على شرعيته في صنعاء.

وسيخرج بخلاصة..

أن إعلام الشرعية يعاني من قصور ولايصل للمستوى الذي وصل إليه إعلام الحوثي وصالح من حيث القدرة على حشد الجماهير
والتعبئة في الشمال كما هو حال إعلام الحوثيين وصالح وتصويرهم الحرب على أنها لتنفيذ أهداف امريكية سعودية وليس لعودة الشرعية,على الرغم من قدرة الشرعية والتحالف في ابراز التدخل الإيراني في اليمن..

كما سيجد تشابه في ترديد نفس أخبار الانتصارات.

فالشرعية لم تخرج من التباب والقلاع الاستراتيجية التي يتم السيطرة عليها كل يوم لكنها تصبح في اليوم التالي في خبر كان..

ِمع استمرار إعلام الحوثي وصالح بترديد نفس أسطوانة معارك نجران وجيزان وعسير وأن قواتهم تقاتل في تلك المناطق ولوكان هذا صحيح لكانت قواتهم قد وصلت الطائف.

وناخذ على سبيل المثال
كيف استفادة حركة الحوثي من اتفاق جون كيري,
وتحول الحوثي إلى طرف منتصر إعلامياً فيه بعد إعلان الحكومة اليمنية عدم علمها به….حيث قال السفير الألماني في لقاء مع ممثل الحوثي : إنهم نجحوا سياسياً بقبلوهم باتفاق كيري ولكنهم سيفشلون اقتصادياً,

وظهر محمد عبدالسلام الناطق الرسمي لحركة الحوثي يوم أمس ليقول إنه لم يعد بيدهم شي فقد قبلو بخطة السلام ورفضتها قوى الرياض, ويرحبون بحكومة تحكم من صنعاء وسلطة جديدة بالشراكة, وترحيبهم بالدورالسعودي وتأمين حدود المملكة الشقيقة والتي تربطها باليمن تاريخياً حدود ومصالح لايمكن السماح الضرر بها في حال توقفت الحرب على اليمن بحسب وصف محمد عبدالسلام .

عند هذه النقطة من المهم أن يتوقف القارئ السياسي ويتوقع أن يتحول العداء بين السعودية والحوثيين إلى علاقة وثيقة في أي وقت قريب..

كما أن الخطاب الإعلامي التعبوي لحركة الحوثي وتيار علي صالح .قد أدى إلى قبول المواطن في الشمال بالأمر الواقع رغم الغلا وغياب الكهرباء والمرتبات وتعطل الخدمات بل ومندفع اندفاعا تعبوياً بغير علم للمخاطر في جبهات القتال بحجة الدفاع عن الوطن اليمني ,بينما الوطن مغلوب من تلك القوى وليس الخارج الذي لم يكن ليتدخل لولا غرورهم في الداخل..

بالمقابل سنجد إعلام الشرعية لايتحدث إلا عن أخبار مملة من تبة البعرارة وتبة العصيد المدفون في صرواح ونهم, وعن أخبار الشرعية في خارج الوطن.

فأصبح المواطن يتسأل كيف يمكن للشرعية أن تحكم اليمن وهي غير قادرة على البقاء في الداخل بينما قيادات الحوثي وصالح في الميدان ..؟!

بالمناسبة فقد وصل السبت الرئيس هادي إلى عدن وبعض أعضاء الحكومة..

فهل هي زيارة كما أعلنت العربية لعدة أيام وكأنها زيارة لوفد خارجي لبلده الثاني عدن والجنوب.. أم عودة لترتيب الشراكة مع القوى والشخصيات الوطنية الفاعلة في الجنوب من أجل بناء مؤسساته ثم حضوره في الترتيبات القادمة والحل الشامل لقضية الجنوب ..أم عودة من أجل لغز تعز…؟

أخيراً..
من كل ما نلاحظه في الإعلام هو غياب الجنوب.

فلا نحن أصبحنا طرف في التسوية والقرار على الأرض رغم التواجد في الميدان.

ولا أصبحنا في خارطة ولد الشيخ وجون كيري ,بل يُنظر لنا على أننا ميدان للعبور إلى صنعاء لتنفيذ مخرجات حوار تقاتل عليه أطرافه قبل أن يجف مداده..

فهل نسمع خيراًمن زيارة الرئيس هادي لعدن, وعن تشكيل مجلس يمثل قضية الجنوب في 30 نوفمبر .
أو نستمر وندعو الله تعالى أن يرزق عيال عمنا لكي يشتغل أولادنا عندهم..؟!