fbpx
هل يقرأ.. الرئيس هادي ما نكتبْ ؟!

 

أحمد محمود السلامي

معظم القادة ورؤساء الدول يعتمدون على أفراد مختصين لنقل ما تنشره الصحف والمواقع الالكترونية من أخبار وتقارير واستغاثات وما يهم الوضع بشكل عام على الساحتين المحلية والدولية ، ويقوم المختصون بتلخيص تلك المواضيع أو قصها لصقها كاملة في ما يشبه التقرير اليومي يقدّم لفخامتهم وسموّهم للاطلاع علي أحوال الأمة .. فيما يفضل فريق آخر من القادة والرؤساء قراءة الصحف كما هي دون  تدخل المختصين وكان منهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .

 

وهناك فريق ثالث لا يهتم بالقراءة ومتابعة حال الأمة عن كثب ويفضل الاستمتاع  بممارسة هواياته مثل الرياضة وتربية الخيول والأناقة الايطالية وتصفيف الشعر والتمتع بروائح العطور الفرنسية وتذوق ما لذَّ وطاب من  أصناف الطعام .

 

لا ادري فخامة الرئيس هادي ينتمي إلى أي فريق مما ذكرت ! كما يبدو لي أن الوضع يختلف بالنسبة له باعتبار انه خارج بلده التي أنهكتها الحرب وأضنتها الأزمات ، وهو بالتأكيد ليس لديه مؤسسة رئاسية متكاملة ترسم له آلية الاطلاع وقراءة ما تنشره الصحف عن حال اليمنيين بشكل مستمر .. لكن هذا لا يعفيه إطلاقاً من مسؤولية متابعة الصحف والمواقع وما ينشر فيها ، صحيح هناك أقلام رخيصة ووصولية تثير الاشْمِئْزَازِ  بما تنشره من كذب وتشويه واضح يتم تناقله عبر وسائل التواصل بشكل مسعور ـ وهذا لا يعني شيء للإنسان العاقل المحصن بحب الوطن والذود عنه ـ وبالمقابل هناك الكثير من الأقلام الشريفة والمبدعة التي يكن لها القارئ كل الاحترام والتقدير  ويتلهف  لما تكتبه بشغف وحب .

 

معاونو الرئيس والأجهزة الرسمية المختصة ـ في أي بلد ـ هم من يلعب الدور الأساسي في توصيل المعلومات الصحفية وقضايا الرأي العام دون تسويف ، باعتبارها قضايا وطن وشعب يجب التعامل معها باهتمام بالغ .

 

إبَّان دولة اليمن الديمقراطي كانت وكالة أنباء عدن (ANA) هي المختصة في توفير المعلومات السياسية والصحفية لقادة الحزب والدولة بشكل مستمر لتلبية هذا الغرض كانت الوكالة تصدر كل يوم ثلاث نشرات صحفية رسمية موثوق بها ـ وهي عبارة عن ملازم ورقية ـ توزع على الوزارات والمرافق السيادية الأولى بغلاف ازرق وهي خاصةبالأخبار .. والثانية بغلاف اخضر تحوي الأنباء وتقارير عالمية وأقوال الصحف توزع على المشتركين من المرافق الحكومية . أما الثالثة بالغلاف الأحمر فكانت محدودة التداول (سرية) وتختص برصد الأخبار والتقارير الصحفية التي تسئ للدولة ، وتوزّع على كبار مسئولي فقط . أهم مصادر تلك النشرات كانت رصد وتسجيل الإذاعات العربية والعالمية حتى وقت متأخر من الليل ومن ثم تتم عملية تفريغ الأشرطة وترتيب وتحرير الأخبار والطباعة والنسخ ، وتكون جاهزة للتوزيع مع شروق الشمس بعد عملية شاقة ومضنية .. بالإضافة إلى هذا كانت عمليات وزارة الداخلية توزع لكبار المسؤولين تقرير يومي عن الحالة الأمنية خلال 24 ساعة يتضمن كل البلاغات الأمنية ، حتى حوادث المرور البسيطة ! الآن الأمر بين يديك .. أضغط على زر تستطيع قراءة كل ما ينشر بدون تعب .

 

ولكن سؤالي سيظل منتصباً : هل الرئيس هادي يقرأ ما نكتبْ ؟ الجواب يحدده مدى تجاوبه مع ما ينشر من أخبار واستغاثات ومقالات تهم أحوال المواطن المسحوق الذي ينتظر الحلول من ولي الأمر .