حن قاب قوسين أو أدنى من الذكرى (49) على الاستقلال الوطني المجيد، وكبرت عدن في عيني كثيراً كالعادة، لأن قدر هذه المدينة الصمود وعزة النفس والكبرياء، وكم تعرضت للأذى والمتاعب والمصاعب، إلا أنها محروسة من رب السماء والأرض.

دخل عليّ وأنا في مكتبي الأخ العزيز فؤاد هويدي، وبيده كراس مطبوع في (16) صفحة وعنوانه) :سفر.. الثورة والزمان) وهو من تأليف فؤاد هويدي وإخراج جميل محفوظ وقاسم عمر، وهم سليلو الحركة المسرحية والإبداعية العريقة في عدن منذ عشرينات القرن العشريني، وتفنن في رصدها والكتابة عنها سعيد علي عولقي صاحب (الشقلبانيات)) متعهم الله بالصحة وهدوء البال المصحوب بشيء من المال إن شاء الله).

وفي هذه العجالة من تقديم الشهادة على هذا العمل كان لي وقفات أمام الصفحات (4)، (6) (10)، (14) من الكراس الجميل، ففي الأولى نقف أمام ثمرة النضال ضد المستعمر المتحضر، وهنا ينبري الهويدي بالقول:

وعادت الأرض لأهلها بعد طول عناء

وعادت الأرض والأفراح تطال عنان السماء.

وفي الثانية يتناول الهويدي تجربة مريرة عندما قال:

سنوات قليلة لا تعد

من عمر الوحدة لا تزيد أو تمتد

وكشر حكام الشمال عن أنيابهم ومطامعهم

بضم وإلحاق ونهب

وضياع للمكتسبات

ونهب بنهم للثروات.

وفي الثالثة نرى جموعاً من الشعب الجنوبي في تعبير عن حركة التغيير :

فنعم للتصالح والتسامح

الذي أصبح يقض مضاجع المحتل

الذي كان يرسم الدسائس والفتن

والفرقة والقلاقل.

وفجأة نرى السلمي يتحول إلى مسلح:

فنرى في الساحة مجاميع مسلحة من المواطنين يتوزعون

مما يدل على تغيير سلميتهم.

وفي الرابعة نرى قرار الشعب الحاسم:

على الانقلابيين وهم زعيم العصابة وأذنابه وساكن الكهوف والكهنوتي وأصحابه وقد

لبسوا العمامة ليفرضوا نهجهم

والإمامة

فهيهات ثم هيهات أن يعيدوا الزمان.

هذا العمل الإبداعي الجميل يجسد تميزه مشاركة رعيل المخضرمين الإبداعيين من المسرحيين إلى جانب المبدعين الشباب الموهوبين وجميع فرق الرقص الشعبي والفرق الموسيقية الوطنية والفنانين التشكيليين وصندوق الثقافة والتراث.

الأخ العزيز اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظ محافظة عدن، وقاه الله من كل مكروه، فتح صدره رغم تواضع الإمكانيات وروائح البارود ونتانة المؤامرات الاستخبارية التي تستهدف عدن ورجليها المحبوبين اللواء عيدروس قاسم الزبيدي المحافظ واللواء شلال علي شائع مدير أمن المحافظة، وأقسم اللواء عيدروس الزبيدي انه سيذلل كل الصعاب حتى تعلن عدن للعالم: خاب سعي واشنطن وتل أبيب وخاب سعي صالح وأعداء الله والوطن، سواء كانوا شماليين أم جنوبيين.

يا له من مشهد رائع أن ترى إلى اليمين اللواء عيدروس الزبيدي وإلى الشمال المبدع فؤاد الهويدي ..يا سلام ياولاد.. الدنيا بخير إن شاء الله، وعلى بركة الله سيروا إلى الأمام!.