fbpx
وعود حكومة الشرعية في مهب الريح

بقلم : مطلق الخريشي

مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ، هذا الحال ينطبق على حكومة الشرعية، التي اثبتت الأيام انها حكومة عجزت وفشلت في تحقيق الكثير من التعهدات التي قطعتها على نفسها، رغم الدعم الكبير الذي حظيت به من قبل دول التحالف .
عن نفسي وبكل صراحة لم اكن متفائل كثيراً بهذه الحكومة منذُ تحرير العاصمة عدن، والمحافظات المجاورة، لأني كنت مدرك تماماً ان جزء كبير من أعضائها سيعمل لتعطيل عملية تطبيع الحياة في هذه المحافظات بعد الحرب، وذلك ضمن مخطط لقوى سياسية لا تريد للجنوب ان يستقر بعد الحرب، لذلك سعت وبكل ما تملك الى التعطيل وعدم الاستفادة من دعم دول التحالف.
مرت الأيام سريعاً، وقفنا وايدنا الحكومة، بحكم انها مسؤولة عن توفير الخدمات الأساسية للمحافظات المحررة، ولا نريد نظهر أي عداء معها، لأن المرحلة تستدعي ان يقف الجميع صفاً واحداً لواجهة آثار وتداعيات الحرب ولا سيما في الملف الأمني والخدماتي، لكن كنا نرى تخلي الحكومة عن واجبها تجاه الناس واستمرار بقائها في الرياض .
وعلى الرغم من إقالة الرئيس هادي لنائبة ورئيس الوزراء السابق خالد بحاح بحجة تدهور الخدمات في المحافظات المحررة، استمر غياب الحكومة وتجاهلها لأوضاع هذه المحافظات وفضلت البقاء في فنادق الرياض، وسعي بعض الأطراف فيها الى تعمد إعاقة تطبيع الحياة في المحافظات الجنوبية، وهو ما أدى الى تدهور كبير في الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء والماء بشكل أساسي
استبشر الناس خيراً عندما أعلنت الحكومة بيع نفط الضبة محافظة حضرموت والمقدر بـ ثلاثة مليون برميل، حيث أعلنت ان الهدف من بيع هذه الكميات حل مشكلة المشتقات النفطية ودعم التنمية في محافظة حضرموت، والمساهمة في دفع رواتب الموظفين.
باعت الحكومة النفط، لم تحل مشكلة المشتقات النفطية في عدن، ولم ترى حضرموت تنمية، بل ساءت أضاع الناس في عدن لتبقى تحت رحمة تاجر نفط، وبقي الموظفين بلا رواتب يعانون صعوبة الحياة .
خسرت الحكومة اليمنية والشرعية بسبب هذا الفشل والتعمد أهم ورقة تفاوضية وهي المحافظات المحررة، فكيف سيحترمها العالم، وهي لم تقم بأبسط واجباتها تجاه الناس في هذه المحافظات رغم دعم دول التحالف لها .
كان بإمكان حكومة الشرعية ان تجعل من المحافظات المحررة نموذجاً، من خلال القيام بواجبها وتوفير الخدمات والكف عن الانتهازية السياسية، لكنها لم تفعل وتدفع ثمن ذلك مهانة واحتقار لها من الداخل والخارج .