يتضح جليا مع مرور كل يوم من خلال الشواهد على الارض التي تتجسد من خلال بعض السلوكيات التي تأتي في مقدمتها قرارات شغل المؤسسات وكذلك معالجات القضايا الحياتية التي تتعلق بالناس وحياتهم اليومية بأننا أمام عبث صبياني تحرك خيوطه اياد لأطفال لم يسبق لهم أن خاضوا تجربة قيادة أو إدارة الأمر الذي يؤكد أننا في مناطق الجنوب أو مايحلو للبعض أن يطلق عليها مجازا ( المناطق المحررة ) نعيش حالة صراع طفولية صبيانية بين فريقين لايسعيان مطلقا للتنافس على إرساء قواعد دولة ومؤسسات ولكنهما يسعيان لتثبيت اقدامهما في مواجهة بعضهما وبالتالي مواجهة الاخر الذي لم يسمحا له حتى اللحظة بالتواجد إلا( كتابع ) في الصراع رغم احقيته في هذه الأرض التي تدعمها وتؤكدها سنوات نضاله وتضحياته على مدى اكثر من عشرين عاما هي عمر ثورته التحررية التي تتبنى هدف التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية. .

إن الصراع العبثي بين هؤلاء الصبية والذي كان آخر شواهده عملية المعالجة لمشكلة شركة النفط وماترتب عليها من قرارات اثبتت أن المعاناة التي تجرعها وعانى منها مواطني محافظات عدن ولحج وابين خلال الأسابيع الماضية لم تكن اسبابها تتعلق بالجوانب الفنية ولكنها كانت نتيجة لصراع هؤلاء الصبية الذين باتوا ادوات فساد بأيدي فريقي الصراع قد أخذ مداه وتجاوز خطوط الحكمة مما ينذر بكارثة تهدد أمن وسلامة الجنوب وأهله وتعبث بمستقبل نضالات وتضحيات أبناءه وهو الأمر الذي يجب أن يتداركه ثوار الجنوب ويقفوا وقفة جادة لوضع حد لتداعياته!!!

وعلى ذلك فإنني باسم الشهداء والجرحى من ثوار الحراك الجنوبي وجناحه العسكري (المقاومة الجنوبية ) أنادي كل القيادات الثورية الجنوبية في الداخل والخارج إلى إيقاف عجلة (انزلاقهم) في مضمار (شراك)نظام صنعاء الاحتلالي بمختلف مسمياته وصفاته وأدواته السياسية والعقائدية واكرر عليهم ماسبق وان طالبنا به منذ اليوم الأول أنه أن لم تكن هناك شراكة حقيقية بين الحراك الثوري الجنوبي ومقاومته ومايسمى بشرعية (هادي )التي تتبناها دول التحالف الخليجي ، شراكة تقوم على أساس احترام أهداف الثورة الجنوبية ، فإن الساحات الجنوبية التي روتها دماء شهداءنا اشرف لنا وانقى من النضال من على مقاعد وكراسي لانمتلك حتى حق تغيير مواقعها في أرجاء الغرف التي تحتويها وتحتوينا معها…

وأنني ادعو ثوار الجنوب للتمسك بأهداف ثورتهم ووضع حد لحالة (التبعية) التي فرضت عليهم من قبل التحالف الخليجي وأدواته من القوى التي استخدمها ومنحها كل أسباب القوة والتي تقريبا تكاد تحكم قبضتها على منافذ الحياة التي تتنفس منها ثورتنا التحررية. ..