عدن.. فيها الوجع (يحتضر) ولم يوجعها, فيها القُبح ترجّل لطهرها, فيها يزهو الجمال, فيها تسود (العفة) , فيها يصول (الرجال), فيها الابطال لايشق لهم (غبار), فيها نسج (الحب) كلماته, وخط الغرام (حكاياته), فيها كان للحرف وللكلمة وللقلم (حكاية) مع القرطاس, فيها كان (للخليدي) عذب الكلام وجميل اللحن فيها, فيها (لبن سعد) كلمات عذبة رقراقة شجية, على وقعها شهد الليل والقمر ليال الأنس والطرب..
عدن.. الأم الباسمة, الحضن الدافئ, الصدر الرحب, العلم والمعرفة, الثقافة والرقي, البطولة والتضحية, الرجولة والفداء, في سقوطها (شموخ), في المها (كبرياء), في صراخها أنشودة, في صمتها براكين, في حُلمها رفعة, في صبرها حكاية..
نعم أوجعوك.. نعم آلموك.. نعم أبكوك, نعم طعنوك.. لكنك (عدن), رغم الوجع, رغم الأنين , رغم الحاجة, رغم الفاقة, رغم العوز, ربما تعود عقارب الساعة (للخلف), وربما تتغير معالم الأرض, ربما تتبدل القلوب , ربما تُطمس الهوية, وربما تتعالى صرخاتك,وربما تزداد أوجاعك, ولكن ستظلين (عدن), قِبلة الوطن, وواحة العشق, ومتنفس المهموم, وسعادة المغموم..
أشفق عليهم لا عليك, فكلهم يتسابقون لقتلك, يتفاخرون (بطعنك), ينتشون فرحا (لوجعك), وتناسوا أنك (عدن), تناسوا أنك لن (تستكيني), لن تركعٍ. لن تسقطِ, لن تلفظي أنفسك, لن ترفعي راية اليأس والإستسلام والبؤس والخنوع, فمن يكن أسمها في (السماء) محالٌ أن يُطأطئ رأسها من هم في الأرض..
عدن .. بؤساء أولئك الذين يحاربونك, وأشقياء أولئك الذين يخربونك, وتعساء أولئك الذين ينهشون لحمك, أنت لستِ (جغرافيا) على الأرض فقط, بل أنت دما وروح تسكن سويداء القلب وحنايا النفس..