fbpx
لا تعويل على أولاد الويل!

يا الله ..ما ذنب عدن أن تُهمل هذا الإهمال وتُقابل بهذا الجحود والنكران وهي التي كانت دُرَّة مُدن الجزيرة والخليج ومضرب المثل في التطور والتقدم والنظام والخدمات وفي كل شيء جميل، ؟!!..والأشد مرارةً وألماً أن يحدث هذا الحَيْف والاهمال بعد عام ونصف من تحريرها من هجمة الغزاة القادمين من كهوف مران وسنحان..فلماذا تدفع عدن ثمن انتصارها المجيد بالمزيد من المعاناة والآلام في ظل تنكُّر عجيب وغريب ومريب من قبل الشرعية والتحالف والصديق والحليف لتضحياتها التي حفظت للشرعية المهاجرة ماء وجهها وصنعت لها وللتحالف بشائر الانتصار الذي لم يكتمل، وبقي محلك سر في فرضة نهم وجبال بني كعلان.

يبدو أن أمنية عفاش بتحويلها إلى قرية قد تحققت..بل أن هناك أفضليات تُسجل كامتياز لكثير من الأرياف التي تعمل فيها الكهرباء لعدة ساعات متواصلة، ولا تعرف فياضانات المجاري ولا أكوام القمامة..الخ. وللأسف الشديد أن هذه الأمنية التي سعى عفاش وعمل جاهداً لتحقيقها قد اكتملت أركانها الآن على يد من يدعي وصلاً بعدن (حتى ولو من بعيد) من وراء البحار والصحاري، وكأن أمنية مساواتها بالريف ما زال لسان حال الكثيرين اليوم من الشرعيين والمتشرعنين وكل الملاعين أخوان الشياطين..

  ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فقد روى لي صديقي أبو أكرم القاضي حكاية مفادها أن أحد الرفاق ممن كان ينشد المساواة أيام الحماس الثوري مطلع السبعينات وفي أثناء زيارته لإحدى الدول الصديقة سأله أحد المسئولين فيها: ما هي أمنيتك التي تود أن تتحقق؟.. فقال: مساواة المدينة بالريف…فاستغرب السائل وكرر تساؤله: كيف مساواة المدينة بالريف، لعلك تقصد العكس؟!!.

فأكد صاحبنا له أنه يعني ما يقول… علما أن عدن حينها لا تعرف انقطاع الكهرباء ولا جريان المجاري ولا تكدس القمامة ..ولا..ولا… من كل هذه البلاوي، وكان الأحرى به أن يحلم ويعمل ويجد ويجتهد لتحويل الريف مثل المدينة عدن.

رحم الله ذلك المزايد فقد عز عليه أن تكون عدن في النعيم وأراد لها الجحيم من حيث لا يقصد وبحجة مساواتها بالريف الذي كان حينها ينفض غبار الماضي… وأعتقد أنه لو امتد به العُمر وعاش حتى اليوم لرأى حلمه وقد تحقق….وها نحن نحلم الآن عكس حلمه ونطالب بمساواة عدن بالمكلا أو مأرب أو بالأرياف الأخرى…

عجبا لهذا الزمن الشرعي (الأدوع) والأرعن والردئ..الذي أعلن عدن عاصمة وعصم نفسه من معاناة أهلها بعيداً وراء الحدود في فناق خارجية من الدرجة (الملكية)..

وعجبا وأشد من العجب أن يتلاعب أشخاصٌ معروفين ومعدودين بمصير شعب بكامله في عدن !!..

نقول وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزُّبى.. الحل بيد السلطة المحلية فقط، فهي منا وإلينا أهل عدن، وتعاني ما نعانية، ولا تعويل بعد اليوم على أولاد الويل، وعليها أن تبدأ بكي مواضع الألم ووجع ساعة ولا كل ساعة، كما يقال..والكل معها.