fbpx
هل بات الوطن مفقود..؟

 

هي اشبه بالدوامة، حياتنا اليومية ،لا جديد فيها سوى ابتداع اساليب علمية للاسترزاق على كافة الاصعدة، بدءاً من الاسترزاق السياسي ، او لنعطيه الاسم الحقيقي له وهو الانحطاط السياسي والاخلاقي ، وانتهاء بالاسترزاق الاجتماعي، فالمبادئ والثوابت الوطنية التي لطالما كانت خطوط حمراء يستحيل التهاون بها، باتت اليوم وسيلة رخيصة للتزلف والوصول.

 

كل هذا لم ياتي عبط بل للاسف اتى برعاية شعب تاخذه العاطفة والنزعات المناطقية الى ابعد نقاط الشتات والتلاشي.

 

فمجرد ان تحاول التفكير في الدوامة التي نعيشها ،سرعان مايضرب الضجيج والاصوات راسك، وكانها صفارات للانذار المبكر، بتحذيرك من التمادي في التفكير والتتبع لمجرد المحاولة للفهم في ربط الوقائع الحياتية، وسرعان ماتتراكم الاسئلة ،وكانها غيوم سودا ممطرة.

 

فالشعب بات يعيش تحت حكم الاعدام الجماعي، شنقاً بايادي بيضاء ناعمة، لا تستطيع معها ان تفهم لماذا اشنق؟وماهي جنايتي؟

 

من الطبيعي جداً، وكنتيجة حتميةٍ الوصول الى كابوس مؤلم لا تبدو ملامح حدوده ماثلة للعيان مثلما نعيش الان ،فنحن من البداية لا نملك رؤية سياسية واضحة، لا نملك توجه سياسي مرسومة معالمة سلفاً، لا نمتلك قاعدة شعبية صلبة تحكمها القناعات وتحركها ثوابت ومبادئ راسخة يستحيل التلاعب بها او الحياد عنها ،بالتالي صرنا هامش في طريق التجاذبات السياسية المحتدمة اقليمياً.

 

الاستمرار في هذا الطريق يعني الهلاك الجماعي، فالجميع دون استثناء لا يملك زمام المبادرة، لسبب بسيط وهو ان الجميع لا يمتلكون ادنى مقومات النديّة، فالجميع يعتمد على قاعدة رخوة هي عاطفة شعب يتم استدرارها بين الحين والآخر للوصول الى الفتات.

 

شعور قاتل ومخيف، حين ندرك فعلاً بان الوطن مفقود، شعور مرعب ان نكون في الوطن غرباء لا نمتلك اداة التغيير واتخاذ القرار، والافظع من كل هذا تحولنا الى دمى وقطع شطرنج ،تتلاعب بها الايادي البيضاء الحانية، وهي ذاتها من تنفذ حكم الاعدام الجماعي، والمشروط اجبارً ان تظهر الابتسامة عند خروج الروح.

 

كتب – مطلق الخريشي