fbpx
ضد قداسة حزب وسلطة مافيا

 
بعضهم يقدس حزبه إلى درجة عدم أعمال عقولهم في تشخيص المشاكل المستمرة بتعز، وتفهم موقف مناهضي الإنفلات الأمني، ومعارضي سيطرة حزب_ اي حزب_ على مؤسسات الدولة.

تقديس الأحزاب والدفاع عن أخطائها يعزز سيطرة المافيا على واقع المحافظة، ولن يحصد أبناء تعز سوى ويلات الإنفلات وتزايد الصراعات السياسية، وليس من مصحلة أحد الغرق في الوحل المراد للجميع السقوط فيه.

اقول دائما انتفاشة الإصلاحيين في تعز، والاستقواء بالقوة المنفلتة لن يمكنهم من فرض إرادتهم، وتمرير قراراتهم، بل يؤججوا سخط الآخرين منهم رغم سوء نظرتهم للمختلف معهم.

من يقرأ بيانات إصلاح تعز يستغرب مخالفة القول للفعل، وهذا خلل لديهم يؤكد حقيقة استهتارهم بمخاطر المرحلة، وعدم اكتراثهم بكارثة تكريس اللادولة بطرق مسيئة لتضحيات الأحرار.

بإمكانهم الآن فرض ما يريدوا لكنهم سيعجزوا عن وقف تداعيات استهتارهم بموقف أبناء المحافظة المطالبين بإعادة تفعيل دور المؤسسات بعيداً عن سيطرتهم عليها مهما كانت مشاركتهم في مقاومة المليشيات.

الحقيقة تؤكد مقاومة مختلف أبناء المحافظة للمليشيات سوءاً بالسلاح أو بالصمود على الحصار الخانق، والقصف اليومي، وأغلب ضحايا الحرب من المدنيين الذين يعتبروا الحاضنة الشعبية للفعل الجمهوري المقاوم للإمامة.

اللافت تلقف ناشطي الإصلاح الحديث عن الأخطاء التي ترتكبها قياداتهم بمنطق مستخف ينم عن مشكلتهم مع بقية القوى الحزبية، ويعبر قدحهم في معارضي عبثهم عن حالة التعبئة الخاطئة إزاء الآخرين بلا أدنى اعتبار لحق المواطنين في التعبير عن آرائهم دون خوف.

إنتقاد الأخطاء ليس نكاية بحزبهم بل تأكيداً على حرص لوقفها بما يخدم استمرار التحرير وتعزيز حضور مؤسسات الدولة لخدمة أبناء المحافظة، ومن واجب السلطة المحلية والقيادات الأمنية القيام بواجبهم بمنأى عن الأداء الباهت المكرس لسلطة المافيا.

والأمانة تقتضي الإنصاف، فالكل في تعز يطالب بالدولة، وأولهم، أعضاء الإصلاح، ولكن سيطرة لوبيات الفساد على الواقع وتزايد الاتجار بالمآسي بالتزامن مع تمكين لوبياتهم في قرار مؤسسة الدولة يستوجب منهم مراجعة مواقفهم، وتقييم المشاكل، والتوقف عن خطاب الإسفاف بحق منتقديهم ومعارضي فسادهم.

مصلحة تعز الآن تقتضي عمل الأحزاب السياسية والقوى المجتمعية على تفعيل دور الدولة، وليس السيطرة على المؤسسات، لأن أبناء المحافظة قاموا مليشيا الإمامة دفاعا عن الدولة وفداءً لقيم ومبادئ الجمهورية، ومن يعد المعركة خارج سياقها التاريخي لا يؤتمن على مصير شعب.

لا يبحث أحد عن خصومة مع الإصلاح إذا سار في الطريق الصحيح المنسجمة مع بياناتهم المعنلة، أما هروبهم نحو ردود الأفعال المتشنجة كـ (الاتهام، الشتائم، الإرهاب) لن تجدي نفعا في الحد من الغضب الشعبي المناهض لإدائهم ولو توهموا قدرتهم إجبار أبناء المحافظة على تقبل واقع مرفوض في حالة السلم والحرب.

تقدم التضحيات العظمية لأجل إعادة بناء الدولة، والعمل بما يخدم أمن واستقرار المحافظة، وتطبيع الحياة فيها، والأحزاب مطالبة بالتخلي عن مشاكلها البينية، والذهاب نحو ممكنات التعايش، والمرحلة تقتضي مغادرتهم دوامة الماضي.
* محمد سعيد الشرعبي