fbpx
عن تصالح وتسامح الحراك الجنوب

أثبت الحراك الجنوبي أنه ملتزم بتنفيذ مبادئه التي قام على أساسها، ومنها التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب إذ منذ أن  تسلمت قيادات حراكية للسلطة المحلية في بعض المحافظات الجنوبية لم تلجأ تلك القيادات لسياسة الإقصاء للمعارضين السابقين للحراك وللقضية (الجنوبية) التي يحملها.

قد تكون هناك إجراءات من هذا القبيل اتخذت في حق البعض، لكن ذلك كان في نطاق ضيق،  وحيث كان هناك  إجماع على فسادهم وعبثهم بالمال العام، وتجييرهم للوظيفة العامة للأهل والمقربين، وكذلك المنخرطين في أحزابهم. بل  لقد ثبت تورط وارتباط البعض من هولاء بأجندة نظام الإحتلال اليمني التي تتعارض مع مطلب الشعب في جنوبنا العربي في التحرير والاستقلال.

لقد تعاملت القيادات الوطنية الحراكية مع قيادات السلطة المحلية السابقة بدون تأفف وقبلت مشاركتها لها في تسيير الأمور في المحافظات الجنوبية المحررة، رغم ممارسة بعضهم لذات الأدوار التي كانوا يمارسونها في ظل نظام الاحتلال اليمني، من فساد وعبث بالمال العام وتخريب  وتآمر على قضية الشعب الجنوبي.

كان الأمل ومايزال  في تلك القيادات هو أن تكون جذيرة بالثقة والفرصة اللتين مُنِحتا لها، وذلك بمواكبة عجلة التغيير التي بدأت، والتي لن تتوقف إلا بعد القضاء على بؤر الفساد والمفسدين، واستعادة كل الأشياء الجميلة التي افتقدناها في حياتنا في الجنوب بسبب ما أُسميت زوراً وبهتاناً وحدة.

عندما تطبق القيادات الحراكية هذا المبدأ في إدارتها للمناطق المحررة، إنما تنطلق من استيعابٍ واعٍ للواقع الجنوبي الذي عمل المحتل اليمني على تعقيده وتفخيخه بالمشاكل والصراعات التي زرعها بين أبناء الجنوب.

إن الفضائح المالية والإدارية التي تكشفت بسبب إضراب إدارة وعمال المصافي كانت كافية لإقناع من   لا يزال في قلبه مرض من الجنوبيين، الذين كانوا وما يزالون يحسنون الظن بصنعاء اليمن،   بأنه  لم تعد هناك إمكانية للتعايش مع صنعاء وأهلها وحكامها  بعد ذلك العبث بالثروات والتخريب المتعمد والممنهج للمرتكزات الاقتصادية في الجنوب. وكذلك بعد تلك الحروب التي شنوها ظلماً وعدواناً على الجنوب وأهله.

إن الخيارات ليست عديدة أمام إخوتنا وأبنائنا ممن شاركوا في قيادة السلطة المحلية في نظام دولة الاحتلال، في محافظات الجنوب. إنهم مطالبون بتغيير ما بأنفسهم، وذلك بالسير في ركاب الغالبية العظمى من شعبهم الجنوبي المطالب بالتحرير والاستقلال، وهم، أيضاً، مطالبون بتمثل  التضحيات التي قُدم فيها شعبنا الغالي والنفيس على هذا الطريق. كما أن عليهم التخلي عن فكرة إمكانية عودة الجنوب مرة أخرى تحت حكم باب اليمن.

أما الخيار الآخر، وهو ما لا نتمناه، كإخوة لهم جنوبيين، فإنه الانسحاب والتواري بصمت.  وفي ذلك راحة بال لهم ولغيرهم لو يعلمون.

والسلام ختام