fbpx
خطوة فتح جبهة صعدة ومخاوف الغرب!

كلنا يعرف السبب الأول والأهم للتدخل الخليجي العربي تحت مضلة التحالف العربي في اليمن الذي دشن عملياته العسكرية المباشر  بعاصفة الحزم الموجهة ضد التحالف الحوثعفاشي المنقلب على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وبالتالي السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد وإخضاع كل محافظات الشمال اليمني باستثناء أجزاء صغيرة من محافظة مأرب لحكمه والتمدد إلى محافظات الجنوب في محاولة منه لإلحاقها بكل الشمال الواقع تحت قبضته ولكنه خرج منها فيما بعد صاغرا مهزوما بعد تعرضه لمقاومة شديدة من قبل شعب الجنوب وبإسناد عسكري مجمله دعم جوي ملحوظ من قبل دول التحالف العربي ممثلا بقطبيه الرئيسين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة .

فالسبب والدافع الأساسي لذلك التدخل الخليجي يكمن في التمدد الشيعي الإيراني الذي تمثله جماعة الحوثي الزيدية الشيعية المدعومة بسخاء سياسيا وعسكريا ولوجستيا وماديا ومنذ زمن ليس بقصير من قبل الحرس الثوري الإيراني الذي يتطلع عبر تواجده في اليمن إلى إلحاق اليمن الجار الأقرب جدا للسعودية بدول عربية أخرى كلبنان وسوريا والعراق وذلك لاحكام الخناق الشيعي الإيراني على الشقيقة السعودية بشكل خاص ودول الخليج العربي عموما من خلال سيطرة تلك الجماعة المارقة على اليمن والانفراد بحكمها وتوجيه سياساتها بما يتناسب والسياسة والطموحات التوسعية الإيرانية في المنطقة الأكثر حيوية عربيا ودوليا.

اليوم والحرب الخليجية العربية ضد عبيد إيران تقترب من دخولها عامها الثاني على التوالي في ظل تحقيق نتائج ملحوظة كبحت جماح ذلك الجنون الشيعي دون شك. وفرملة هرولته المتسارعة في البلاد فتح التحالف العربي جبهة جديدة من وجهي نظري المتواضعة هي الجبهة الأكثر أهمية في حربه الضروس مع وكلاء ملالي طهران وحطب ورماد طموحاتها التوسعية ودشن عملياته العسكرية من جبهة نجران والتي حققت حتى الآن بعض الانتصارات في محور البقع كتاف التي تمثلان أجزاء مهمة من محافظة صعدة اليمنية الحدودية مع المملكة العربية السعودية .

وتلك الانتصارات التي حققتها جبهة البقع والتي يشارك فيها فرق وكتائب عسكرية من المقاومة الجنوبية إلى جانب الجيش الوطني اليمني والجيش السعودي لا تعتبر مقياس حقيقي لقوة القوة العسكرية المشاركة في حملة تحرير صعدة معقل الجماعة الحوثية المارقة ومنبع أفكارها الشيطانية ومرتع انتشار الولاء للفكر والطموحات الإيرانية على اعتبار أن ماتحقق لايعدو انتصارات في مناطق بعيدة عن عمق  المحافظة التي تشتهر بتضاريسها الوعرة وتشكيلاتها الجغرافية المعقدة وتبعد بمئات الكيلومترات عن التواجد العسكري الحقيقي للجماعة الشيعية ومعاقل الولاء الكامل والطاعة العمياء للقيادة الحوثية .

 وماتحقق حتى الآن  في جبهة نجران البقع كالسيطرة على منفذ البقع ومهبط الطائرات الصغيرة فيها والتقدم صوب مديرية كتاف والسيطرة بحسب وسائل الإعلام على أكثر من لواء عسكري هناك واغتنام بعض العتاد العسكري لايعني مقياس حقيقي لحجم وقوة العدو الذي كما أشرت لديه الكثير ولكن في مناطق أخرى ليست بينها البقع وكتاف مما يؤكد أهمية جبهة الحرب الجديدة وخطورتها في آن واحد وتأثيراتها النفسية سلبا وإيجابا على باقي جبهات الحرب ومسارها بشكل عام.

أقول ذلك وأجزم أن قيادة تلك الجبهة تعي تماما ماينتظرها في العمق الصعداوي وتدرك تماما ان توغلها في عمق صعدة يعني دخولها محراب الولاء الأعمى للسيادة الحوثية هناك حيث يتحول كل البشر  مقاتلا وتتحول الجبال والسهول والوديان متارسا وأغطية لمقاتلي الجماعة ويتحول الشجر والحجر عبوات وألغام قاتلة وحمم مشتعلة موجهة إلى رؤوس وصدور من هو عدو غازي لمعقل السيادة والإمامة الزيدية من وجهة نظرهم .

شخصيا أعتبر فتح جبهة صعدة التي جأت متأخرة تمثل أهمية كبيرة كونها تستهدف منبع الفكر الشيعي وشروط الخطير ومركز انطلاقة تنفيذ المشروع التوسعي الفارسي الخطير في المنطقة ودليلي على أهمية تلك الجبهة ومدى تأثيرها في  الحرب  في اليمن ككل هو تسارع الدعوات الأمريكية الأوروبية ( أمريكا بريطانيا) لإيقاف العمليات العسكرية بكاملها وبغير شروط مسبقة تلك الدعوات التي توحي إلى وجود تواطؤ غربي مع الانقلابيين ودعم خفي لهم وضوء أخضر غير معلن يمنحها المضي قدما في تنفيذ أجندتها التي هي في الأصل أجندة إيرانية  وتؤكد بمالايدعي مجالا للشك مخاوف تلك الدول ( الكبرى ) من نجاح تلك الجبهة وبالتالي السيطرة على معاقل الفكر الفارسي وطرد القيادات الحوثية من عبدة طهران ومنفذي سياساتها وأدوات تنفيذ مشاريعها  التدميرية في المنطقة العربية.

ختاما أدعو صادقا من صميم قلبي الله العلي القدير التوفيق والنجاح لتلك الجبهة وتكليل سعي المقاتلين فيها بالنصر المبين وحفظهم وحمايتهم من غدر وخساسة أولئك المجوس التابعين لأعداء أمه الإسلام والعروبة والمنفذون لمشاريعها الخبيثة .