fbpx
باب المندب نقطة الإنتصار أو الهزيمة

 

كتب #أنيس_الشرفي

الأزمة اليمنية تنحدر نحو منحدر خطِر للغاية قد تجر المنطقة بأكملها نحو صراع طويل الأمد.
وما تجرؤ الحوثيين على تكرار قصف البارجة الأمريكية ميسون مرة بعد مرة إلّا وأمريكا هي من أوحت لهم بذلك لأن الحوثيين يدركون تماماً ما قد تفعله أمريكا في حال تعديهم على قواتها ولا يمكن لهم الجرأة بالإقدام على شيءٌ من هذا القبيل من تلقاء أنفسهم لأن ردها عليهم كان سيكون قاسياً ومباشراً .

لكن وبما أن قوات المقاومة أصبحت تتوغل داخل صعده معقل الحوثي فقد أستشعرت أمريكا بأن التحالف العربي أصبح على مقربة من قطف ثمار الإنتصار على الإنقلاب ،وكيف لأمريكا أن تُفرط بالبُعبُع الذي تُهدد به دول الخليج والمنطقة عموماً وتجني من وراء ذلك البُعبُع مليارات الدولارات مما يدفعها لبذل ما يمكنها لضمان عدم انتصار الشرعية والتحالف العربي ، وبالتالي فإن استهداف الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب سيعطي لأمريكا العذر الكافي لبسط نفوذها الكامل على البحر الأحمر والخليج العربي والتحكم الكلي بالممر المائي في مضيق باب المندب ، وذلك ما يعني أنها ستوفر طريقاً آمنة للسفن الإيرانية المحملة بالأسلحة التي تأتي لدعم الحوثيين وصالح.

وبالتالي ، تضمن أمريكا بوضع سيطرتها المباشرة والتحكم الكلي على ممر باب المندب بإعادة الحرب في اليمن إلى نقطة الصفر التي انطلقت منها ، وتضمن عدم سقوط الإنقلابيين ، وتوفر وسيلة ضغط قوية ضد السعودية ودول الخليج العربي في حال أقدامها على أي إجراء ضد مشروع قانون جاستا الأمريكي.

فيا ترى ما تُخبئه لنا الأيام القليلة القادمة؟
هل سيزرع الله الشقاق بين القوى الدولية الكبرى ليصب خلافهم في مصلحتنا ؟؟ أم أنهم متفقون علينا ؟؟؟